جحا يبيع حماره لـ مروان الأحدب



مفتطفات من الرواية

كانت مدينة الخليفة هارون الرشيد تعد من بين سكانها رجلا طيبا يدعى جحا , يعيش مع زوجته فاطمة في كوخ متواضع كانت ثروة جحا حمارا يكده في العمل من الصباح حتى المساء لكي يحصل معيشته ومعيشة زوجته .
في المدينة صيفا كانت حرارة الشمس تشتد وينابيع الماء النادرة تنضب وكان سكان المدينة متعودين على ارتياد النهر حاملين أوعية كبيرة يملأونها ثم يحفظونها في أماكن باردة من منازلهم لكي يتوفر لديهم ما يشربونه لبضعة أيام ولكن اذا فاجأ العطش رجلا في الشارع فما كان عليه الا أن يتحامل على نفسه ويصبر منتظرا أن يحين وقت العودة الى بيته كي يرتوي .
ملاحظا ذلك خطرت لجحا فكرة فقد علق على ظهر حماره جرتين من الفخار وبات فجر كل يوم مع بزوغ النهار يسوق حماره الى النهر حيث يملأ الجرتين حتى الشفة ويجول بعد ذلك في أرجاء المدينة جحا يبيع حماره لـ مروان الأحدب صائحا : ماء عذب ! عذب جدا ! من يريد ماء عذبا ؟
كان السكان العطاش كلهم يهرعون اليه فورا وفي أيديهم أقداح فارغة .
لم يكن على جحا الا أن يملأها وحالما يرتوون يباركون المنقذ لمجيئه اليهم بالنجدة , بفضل هذه التجارة البسيطة استطاع جحا أن يكسب رزقه لكن هذا العمل لم يكن مريحا قط , فقد كانت الجرتان تفرغان بأسرع من المتوقع ملزمتين الرجل المسكين بالذهاب والاياب من دون توقف في الشوارع المؤدية الى النهر .
وفي نهاية النهار عندما يعود جحا الى بيته يكون منهك القوى فيرتمي على فراشه المصنوع من القش وينام فورا , وكانت فاطمة أيضا تعيش أياما مضنية وهي تزرع الحديقة الصغيرة حول الكوخ وتبيع جزءا مما تجنيه من خضر في السوق الأقرب .
ومع الوقت وبفضل العمل الشاق والحرمان استطاع الزوجان أن يدخرا مبلغا صغيرا من المال للأيام العصيبة .
ذات مساء قال جحا لزوجته : فاطمة حمارنا بدأ يشيخ وقريبا لن يكون قادرا على القيام بمهماته اليومية أريد أن آخذه الى السوق وأبيعه كي أشتري حمارا آخر شابا .
أما فاطمة التي كانت تتمتع بفكر نير فعقدت حاجبيها قائلة : جحا لا أعتقد أنها فكرة صائبة ما زال هذا الحيوان قويا وقادرا على خدمتنا سنوات طوالا ثم هل نسيت أن الحمار الشاب باهظ الثمن ؟
ولكن بفضل الله لدينا مال مدخر !
هذا المال محفوظ لأوقات الشدة أليس هذا ما اتفقنا دائما عليه ؟
لم يجرؤ الزوج على معارضة زوجته ولكنه تلك الليلة فيما كانت نائمة نهض من السرير واستولى على المال المدخر ودسه في جيبه .
في صباح اليوم التالي ودع زوجته كالعادة وسلك الطريق باتجاه النهر وما ان أصبح بعيدا عن نظر فاطمة حتى بدل وجهته قاصدا السوق حيث تقرر في ذلك اليوم انعقاد معرض ضخم يجمع بائعي المنطقة كلهم .
عندما وصل الى الساحة كانت الزحمة في أوجها قرويون جاؤوا من مدن مجاورة يعرضون غلاتهم على بائعين صغار جوالين أما مربو الماشية فكانوا يخالطون بائعي الدواجن والخيول وكان رجل بينهم قد جمع حميرا في حظيرة صغيرة فاقترب منه جحا وقال له :
أيها الرجل الطيب , أود أن تبيع الحيوان الذي معي والسعر الذي تحصل عليه أضيف اليه مبلغا آخر كي أشتري منك حمارا شابا .

بيانات الرواية


الأسم: جحا يبيع حماره
المؤلف:  مروان الأحدب
الناشر:  دار نشر سمير
عدد الصفحات: 230
الحجم: 2 ميغا بايت
تحميل رواية جحا يبيع حماره

تعليقات