عشق السكون لـ نورية تشالاغان

حاولت هاجر عبر صفحات هذا العمل الحديث عن جانب الحكمة في حكاية جرت أحداثها قبل قرون عديدة ، المهم هنا هو ، أين نحن في أحداث هذه الحكاية وهل نحن هاجر التي رضخت للقدر وبقيت وفية لعشقها ، أم نحن سارة التي تخلصت من القادم وأبعدت من ظنتها بأنها ظلاً سيظل محبتها ؟ أم نحن إبراهيم ، مثال الوفاء والحنان والرحمة .
مقتطفات من الرواية

انتظار ..
لم يكن النيل في ذاك العام يتسع لمياهه كانت تزداد تموجاته كلما اقترب من سور القصر يلطم الأسوار بصفعات مقهورة . نظرت بقشعريرة إلى أسوار القصر الغاضبة .
آه أيها النيل ، أنت شيء آخر بالنسبة لي ، اعتقد بأنك ستعطينني شيئا ما ، ستحضر لي شيئا ما .. علما بأنك لا تفعل شيء سوى انك تأخذ احدنا و ترحل . ما هو رقم الشخص البريء الذي ستأخذه الآن ؟
كم هي قوية قدرة الخوف .. تسمرت في الأرض ...
عشق السكون … كل إمرأة هاجر قال كبير حراس القصر : اجتمعوا في التراس ، جئت اليكم بأمر .. لقد جلبوا (( ألينا )) جرا و ضربا إلى هناك منذ عدة اشهر و هي تعمل في خدمة فرعون كانت تفعل كل ما بوسعها من اجل تسليته . عجبا ما الذي جرى ؟ ما الذي يمكن أن تفعله بحق فرعون هذه الفتاة الصغيرة ؟
بداية عندما طردت (( ألينا )) من غرفة فرعون قام كبير الحراس الذي يعرف جيدا ما الذي سيفعله بإغلاق فمها . لم يكن من الواجب تحويل الظلم إلى كلمات ، أول شيء يفعله الظلام هو منع الكلام فقدرة الكلام كبيرة جدا . الكلام هو الذي يضع يد اللا وجود على الوجود .
نظرت إلى عيني ألينا الملونتين بلون نهر النيل ..
لا يمكن للخوف و الحقد أن يتحدا إلا داخل هكذا عينين . غرقت في طنين تلك العينين اللتين تصرخان باستغاثات صامتة : لا زلت شابة ، ارجوكم لا زلت شابة ، أريد أن اعيش .
ضربت امواج النيل الغاضبة تلك العينين اللتين تراكم الخوف فيهما . تسرب إلى داخلي كظلام مخيف ، اصبت بقشعريرة .
لامس كبير الحراس ظهر الفتاة بمحراب كان يمسكه بيده . بداية ، سال دم ألينا فلطخ ثوبها الذي بلون الجلنار و الذي تمزق بالمحراب و مشى على شكل خط مستقيم ، سال دم الفتاة الشابة في البداية على الحجر و بعد ذلك سال على القلوب النازفة بلون الجلنار . كلما كانت ألينا تتقدم من الشرفة كانت تسرع الخطى كطير يخفق قلبه من الخوف . كانت تريد الهرب من يد الحرس و تخفق بجناحيها و تطير بعيدا . جمدنا جميعا في المكان و نحن نشاهد الصراع الدائر بين الظالم و المظلوم ، بين من حقدنا عليه و من تعاطفنا معه ، لم يقتربا من بعضهما كما هما قريبين اليوم ، لم يجتمعا من قبل في لوحة واحدة كما هما اليوم ، نال الخوف من الجميع ، عرفت لأول مرة كيف يكون شعور الخوف ، ثم فكرت بالخوف : هل الظلم هو الذي يخيفنا أم مجسم الظالم ، لم استطع التمييز ، المهم أنني كنت خائفة ، كانت الاضطرابات البريئة لشخص لا حول له و لا قوة تنهش قلبي بمخالب خوف لا ترحم .

بيانات الرواية




الاسم : عشق السكون
المؤلف : نورية تشالاغان
الناشر : دار ننينوي
عدد الصفحات : 244
الحجم : 2.5 ميجا
تحميل رواية عشق السكون

 


تعليقات