أنانسي و الرعد لـ دبليو انش باركر و سلسيليا سينكلير

قسمت حكايات جولد كوست الشعبية مجموعتين : حكايات " أنانسي " وحكايات متنوعة لا تتعلف بـ " أنانسي " و  " أنانسي " هو العنكبوت ، ويرتبط به فى الغالب ابنه كويكو تسن لكن ، ما هو السبب في وجود الكثير من قصص العنكبوت ؟ حتى الآن ليس ثمة تفسير منطقي لهذا ، ومما لاشك فيه أن العديد من حكايات " أنانسي " التي تروى حتى اليوم نشأت من ملاحظتة وسائل العنكبوت الفريدة وخصائصه .

مقتطفات من الرواية


عند تقديم هذه القصص للعامة – و المبنية على فلكلور سكان جولد كوست – لا بد من التطرق و بشكل عام للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية للمستعمرة طالما انها ذات تأثير في (( تقاليد )) .
لم تكن هناك محاولة جادة لدراسة فلكلور هذه الشعوب قبل ان تبدأ حركات التمدن و التصنيع الاوروبية بالتغلغل في مناطق ساحل غينيا . فمن الواضح اذن ان الباحث سيكتشف قدرا كبيرا من الاختلاط في المصادر الخارجية و التي يصعب اكتشافها بسبب غياب نظام كتابي محلي و ما يترتب عليه من انتاج ادبي . و تزداد الصعوبات مع مرور الوقت لأننا نبتعد اكثر فأكثر عن الفلكلور الاصيل . و تمتد في كل سنة مخالب المدينة الاوروبية ببطء في كل الاتجاهات من مدن مثل أكرا و سيكوندي و كيب كوست . فسكك الحديد و الشوارع الحديثة في زحف مستمر ، و الطرق التقليدية في استخدام المواد الخام تفسح المجال لوسائل ابسط و اسرع : فصناعات حديثة مثل صناعة الكوكا و المطاط في طور الانشاء . لذا ، يجب أخذ كل هذا بعين الاعتبار عند دراسة الفلكلور كما رواه السكان الاصليون حتى أنانسى والرعد اليوم . اذ ان ما يحدث و للأسف ليس نهضة و انما هو تحول فالزنجي يستبدل ثيابه المحلية بملابس أوروبية .
(( و تشير التقارير و على جميع الاصعدة ، إلى ارتفاع كبير في الطلب على المؤونة و وسائل الرفاهية و الملابس الاوروبية . إن حجم الواردات الكبير من المؤن و الطحين ... الخ يرجع في جزء كبير منه إلى ندرة المواد الغذائية المنتجة محليا في بعض المناطق ، و مما لا شك فيه ان مستوى المعيشة في تغير و ارتفاع .
فثمة رغبة سائدة لا تقتصر على المستعمرة فحسب ، و انما في أشانتي كلها تتمثل بإيجاد شوارع و منازل أفضل و قرى اكثر نظافة و كان نموذج تحسين خدمات الصرف الصحي في المدن الكبرى هو ما أيقظ هذه الرغبة .
و تمكن ملاحظة ازدياد فخر الناس بمؤسسات بلدهم و تقاليدها ، فالزعماء يدركون المسئولية و النفوذ النابعين من المنصب الذي يتولونه و الرأي السائد بين الطبقات المتعلمة قد بدأ – على أي حال – يدرك انه بات من الضروري تحقيق بعض التقدم في منظومة مثل الماضي و معاييره ))
هذا ما ينبغي ان تكون عليه الامور من وجهة نظر النفعية و الامبريالية لكنه يميل لأن يكون قاتلا لأساطير تلك الشعوب و عاداتهم و تقاليدهم تلك المتمثلة في زنوج غرب افريقيا لأن هذا التغيير لا ينحصر في الاتجاه المادي المحض فحسب .
فالنصرانية التي تدخل البلد عبر الموانئ و المحمدية التي يحملها مسلمو الهوسا على طول الطرق التجارية الداخلية تلعبان دورا في هذه التغييرات النفسية و الاجتماعية . إن زنجي الامس يختلف عن زنجي اليوم ، و الذي بدوره سيمسي مختلفا عن زنجي الغد . و في ضوء كل هذا التحول فإن من المؤسف ان الصعوبات الجغرافية و اللغوية لم تصعب مهمة دارس الفلكلور فحسب و انما جعلتها شبه مستحيلة . و بالطبع فإن هناك الكثير مما يمكن فعله اذا ما قام أولئك الذين تحتم عليهم أعمالهم التنقل بين مناطق مختلفة بتنكب مسئولية ها الواجب . اذ من المحتمل ان تؤدي مقارنة نتائج أعمالهم إلى محو التأثيرات الخارجية و تلك الحديثة من أجل الوصول إلى (( ماضي عقل الرجل الاسود )) .
بيانات الرواية



الاسم : أنانسي و الرعد
المؤلف : دبليو انش باركر و سلسيليا سينكلير
الناشر : كلمة
عدد الصفحات : 168
الحجم : 1.5 ميجا
تحميل رواية أنانسي و الرعد

 



تعليقات