لا أحد ينام في الاسكندرية لـ ابراهيم عبد المجيد

البطلة الرئيسية لهذه الرواية هي مدينة الاسكندرية , لم يكتفي الكاتب ببعض التوصيف للمكان و الشخصيات و الأحداث بل جعل منهاشخصية رئيسية هي محور الأحداث, طريقة ربطه بين الماضي وحاضر القصة تجعل منك تسافر عبر الزمن بطريقة سلسة مدهشة, هو التاريخ ممزوج برواية ..

مقتطفات من الرواية


كان هتلر يدور حول مبني المستشارية في برلين عاقدا يديه خلف ظهره منحنيا قليلا الى الامام في حالة من التأمل العميق . لكنه ايضا زم شفتيه مما ابرز شاربه محدبا قليلا و فتح عينيه في غضب ازاد لمعانها . في الحقيقة كاد صدره ينفجر و رأسه و هو ذاهل تماما عن حراس المبنى الواقفين و حراسه هو الذين يدورون خلفه كان يفكر لو يستطيع ان يمسك برئيس حكومة بولندا يعصره عصرا ..
لا أحد ينام في الإسكندرية اليوم هو الخامس و العشرين من اغسطس الجو صحو فوق برلين فكر هتلر في الحروب قديما حين كانت تبدأ بمنازلة بين القائدين و تنتهي بهزيمة احدهما فيستسلم هو و جيشه للمنتصر . لكنه لا يستطيع ان يغامر بذلك يعرف جيدا مدى ضآلة جسده على الرغم من انه هو نفسه الذي قدمت له النمسا نفسها في العام الماضي ببساطة عاهرة مدربة . و هو نفسه لم يتردد في غزو تشيكوسلوفاكيا المسلحة جيدا فلم تقاوم . البولنديون فقط يعاندونه لا يريدون ان يعيدوا لألمانيا ما اعطتهم زورا معاهدة فرساي . و هو لن يرضى الا بكل ما ضاع من المانيا . هذا هو الوقت المناسب تماما ، لقد مضت عشرون سنة على الوقت الذي امضاه في المستشفى بعد ان كاد يفقد بصره في الحرب التي انتهت بكارثة على الامة الالمانية و مرارة البؤس القديم تتجسد امامه في كثير من الاحيان و آن الاوان لكي يحصد ثمار كفاحه منذ انضم الى (( حزب العمال الالمان )) الى تكوينه (( للحزب الاشتراكي الوطني )) الى سجنه الى تكوينه لكتائب الصاعقة و نضاله ضد الشيوعيين حتى وثوبه الى الحكم و ذبحه كل اعدائه و الشيوعيين من قبلهم . لقد سانده الشعب الالماني و هتف له فأدرك انه المبعوث المنتظر من السماء لكرامة المانيا لكنه لا يريد اعلان الحرب مبكرا هكذا ، البولنديون بعنادهم يجبرونه على ذلك ، فليندفع اذن داخل مبنى المستشارية .
الساعة الان الثالثة بعد الظهر تماما ، وقع هتلر امرا بالهجوم على بولندا و نفث نفثة الارتياح ، طلب شيئا يأكله في مكتبه ، داعب ايفا براون في التليفون . قال انه لن يراها بعد ظهر اليوم ، تذكر وزير حربه السابق (( بلومبرج )) و كيف استدرجه ليكون ، و معه جورنج قائد الطيران ، شاهدين على عقد زواجه من امرأة ، قدم هيملر ، رئيس البوليس السري ، دليلا فيما بعد على انها عاهرة و لها ملف في دوائر الاداب . لعن بلومبرج و كل النساء العاهرات . و تذكر كيف ازاحه بعد ذلك في حركة تغيير واسعة . لكن هذا كله كان العام الماضي انه لا يحتاج احدا الان . فلينظر الى الامام .. الى الامام فقط ، و و جد نفسه يفكر في صديقه موسيليني ..
في السادسة مساء و هو بعد لم يفارق مكتبه قدم له (( اتوليكو )) سفير ايطاليا رسالة من صديقه الذي فكر فيه منذ ساعات .
(( بالرغم من وقوف ايطاليا الى جانب المانيا بلا قيد او شرط الا ان ايطاليا لا تستطيع التدخل عسكريا ما لم تقدم لها المانيا فورا كل احتياجاتها من مواد الحرب الموضحة في القائمة المرسلة مع هذه الرسالة )) .

بيانات الرواية




الاسم : لا أحد ينام في الاسكندرية
المؤلف :ابراهيم عبد المجيد
الناشر : منشورات الجمل
عدد الصفحات : 434
الحجم :5.75 ميجا
تحميل رواية لا أحد ينام في الاسكندرية

 

تعليقات