رجال ونساء وحب لـ جون شتاينبك

أطلت نورما من النافذة حيث رأت الظلام ينتشر في صفحة السماء ، ولما لمحت عند حافة قمم الجبال البعيدة أول نجم يضيء قالت تخاطبه : " يا أول نجم ، يا أول نجم أراه اللية حقق أملى حقق أملى الذى أرجوه اللية .
 مقتطفات من الرواية
ركن الثوار

قبل مدينة سان سيدور بنحو اثنين وأربعين ميلا وعلى الطريق الزراعي العام الواقع في الشمال الجنوبي من ولاية كاليفورنيا نجد مفترقا للطرق أطلق عليه منذ اثنين وثمانين عاما اسم " ريبلر كورنر " أو ركن الثوار وترجع تسميته بهذا الاسم الى عائلة من ثوار الولايات الجنوبية في الحرب الأهلية الأمريكية عام 1862 احتمت في هذه المنطقة ودافعت عنها واستقرت فيها , واشتغلت بالحدادة والزراعة فترة من الزمن ثم انقرض أفرادها عن أحرهم دون أن يتركوا وراءهم غير هذا الاسم الذي أطلق على مفترق الطرق في تلك المنطقة .
رجال ونساء وحب ومن هذا المفترق للطرق يمتد طريق له مغطفات يمينية نحو الغرب مسافة تسعة وأربعين ميلا وعندئذ يتصل بطريق زراعي آخر كبير يمتد من سان فرانسسكو الى لويس أنجليس ومنها بطبيعة الحال الى هوليود , وعلى هذا فانه يتحتم على كل شخص داخل هذا الوادي الفسيح يريد أن يمضي الى الشاطئ في تلك البقعة من الولاية أن يتخذ الطريق الذي يبدأ من " يبلز كورنر " ويظل يتلوى بين التلال ووسط بقعة صحراوية صغيرة ثم داخل الحقول والجبال حتى يصل أخيرا الى الطريق الساحلي العام في قلب مدينة سان جوان دي لاكروز .
في هذا المفترق من الطرق المسمى " ريبلز كورنر " نجد بطل قصتنا جون شيكو وزوجته ألبس وقد اشتريا مساحة من الأرض أقاما عليها محطة لخدمة السيارات وجراجا ومطعما واستراحة صغيرة وورشة لاصلاح ما تصاب به السيارات من عطب .
كما حصلا على امتياز نقل المسافرين من ريبلز كورنر الى مدينة سان جوان دي لاكروز على الطريق الساحلي العام وتقع القاعة المؤدية الى المطعم وراء مضخات البنزين لا تفصل بينهما غير مساحة من الأرض المنزرعة بالزهور والمفروشة بالرمال البيضاء النظيفة أما المقاعد نفسها فهي متوسطة الاتساع ذات مائدة للخدمة " بنك " ومقاعد مستديرة مثبتة في الأرضية أمامها , وثلاث مناضد لمن يريد أن يتناول طعاما بعيدا عن مائدة الخدمة وهذه المناضد قلما تستخدم لأن الجالس اليها مضطر لأن يدفع للمسز شيكو " بقشيشا " اضافيا ولهذا يفضل العملاء الجلوس على المقاعد المثبتة أمام مائدة الخدمة مباشرة .
ووراء مائدة الخدمة نرى مجموعة من الأرفف وعلى الرف الأول نجد شطائر الحلوى وكعك جوز الهند وبعض الفطائر الجافة وعلى الرف الثاني نجد علب الحساء المحفوظ والبرتقال والموز وعلى الرف الثالث نجد علب الدقيق ومسحوق الأرز والزبيب وغير هذا أو ذاك من الحبوب المعبأة .
ونجد في أحد طرف المائدة شواية وبجانبها حوض وبجانب الحوض زجاجات البيرة والعجين وبجانب هذه علب الآيس كريم , وعلى المائدة نفسها جهاز آلي توضع في ثقبه النقود فيدير الاسطوانة الغنائية أو الموسيقى المطلوبة وبجانبه زجاجات الملح والفلفل والخردل والمناشف الورقية والعلب الزجاجية لعرض الكعك والفطائر ذات الأغطية المصنوعة من اللدائن " البلاستيك " أما الجدران فهي مزينة بعدد من " النتائج " واعلانات المياه الغازية ومصانع الحلوى ومزينة أيضا بصور فتيات جميلات شبه عاريات بارزات النهود طويلات السيقان ضامرات الخصور ومستديرات الأرداف .
وكانت أليس شيكو – المسز جون شيكو التي تعمل بين صور هذه الفتيات الحسناوات سيدة في نحو الأربعين من العمر عريضة الأرداف زاوية الصدر ملفوفة الجسم الى حد ما , ولكنها لم تشعر أبدا بالغيرة من فتيات هذه الصور الاعلانية لأنها لم تر في حياتها من تشبههن في واقع الحياة وتعتقد أنه ليس هناك من رأى في حياته مثلهن .

بيانات الرواية




الأسم: رجال ونساء وحب
المؤلف: جون شتاينبك
الناشر: دار الشرف العربي
عدد الصفحات: 164
الحجم:  4 ميغا بايت
تحميل رواية رجال ونساء وحب

 



تعليقات