تريستاتو يحتضر لـ أنطونيو تابوكي


كثيرًا ماأفكر في لحظات الاحتضار، تلك اللحظات التي نقف فيها لوحدنا، وذلك الشريط يمر علينا بأحداث حياتنا بالكامل وليس الرواية الرسمية منها. أيهما أهم في الحياة والكتابة: الأحداث او معناها؟ ولعل من هذه السؤال، وتلك اللحظة، صدرت هذه الرواية الجميلة.

مفتطفات من الرواية

من يشهد على الشاهد ؟ باول سيلان
من المستحيل أن نكذب الموتى . فيروتشو
روزاموندا روزاموندا ما أروع هذا المساء كأنه من صنع ساحرة مرهفة .. فيه ألف ضوء وألف صوت وألف قلب سعيد يملأها الفرح يا لسعادتي وأنا لا أقاوم عينيك اذا ما نظرت الي ...
أنطونيو تابوكي هل أعجبتك ؟ انها أغنية من أيام الشباب عندما كانت روزاموندا تنظر الى تريستانو وكلما نظرت اليه أحبها أكثر لا أقاوم عينيك يا روزاموندا اذا ما نظرت الي .. لا أهيم الا بك يا روزاموندا وكلما نظرت الى أحببتك أكثر القلوب سعيدة يملأها الفرح لا أظن أن الفرح والسعادة كانتا متوفرتين في ذاك الزمان فالطقس شديد البرد في الجبل , داخل البيت وفي الخارج سأشرح ذلك لاحقا .. استرح الآن وتحلى بالصبر فلديك الوقت لكن ليس الكثير ليس أكثر من شهر تقريبا سترى كيف أنهي ما عندي قبل نهاية شهر آب .. هل كانت رحلتك موفقة ؟ ليس من السهل أن تجد الطريق الأنسب بين هذه الهضاب أوصيت فراولين بأن تدلك جيدا وكنت أنتظرك من قبل لكني متأكد أنها أربكتك بما فيه الكفاية , ليس لأنها لا تتحدث اللغة الايطالية فهي تتقن اللغة أفضل مني وتعيش هنا منذ زمن بعيد لكنها تباغت بلغتها الألمانية عندما لا يطيب لها القيام بأمر ما .
انها مزعجة حقا قل لها أن تعطيك مفاتيح غرفة دافني قل لها انني أنا من أوصاك بذلك , انك تعلم أن ما ننساه من الحياة أكثر مما نذكره منها .. تطل فراولين برأسها لتقول : " لا أثر للنهر الذي سبحت فيه مع فتاة ذات مرة " ثم تغلق الباب لا أعرف ان كان ما قالته حكمة أم من شعر أيام الأحد انها حكيمة زمانها عندما تعمل ولم يعد من شيء تفعله في هذا المنزل اطلاقا ثم ان اليوم ليس يوم أحد , أليس كذلك ؟
آه .. كم يحتاج الانسان الى ذاكرة فيل ! ومن يدري فربما يتوصل لصنع مثلها يوما ما , على شكل صفيحة الكترونية صغيرة بحجم الظفر تودع في الدماغ حيث تسجل كل مجريات حياتنا ألديك فكرة عن طقس الموت عند الفيلة ؟ انه الأغرب بين جميع المخلوقات التي تمت دراستها عندما يشعر أحد الفيلة بدنو أجله يبتعد عن القطيع لكن ليس بمفرده يختار رفيقا وينطلقان معا , ويبدأان بالمشي في السافانا ثم يهرولان بتسارع يأخذ حالة المحتضر في الحسبان ويمضيان قدما لعدة أميال حتى يقرر المحتضر أين يموت فيتوقف لأنه يعلم أوان الساعة ويدور دورتين ليرسم دائرة .
الفيل يحمل الموت في صدره لكنه بحاجة لايجاد مكان للموت كأنه يرتب موعدا لعله يريد مواجهة الموت خارج ذاته ليقول له : عم صباحا يا سيدي الموت ها قد وصلت .. ودائرة الفيل افتراضية طبعا لكنها تفيده ليفهم جغرافية الموت على حد تعبيري ولا أحد بوسعه الدخول الى تلك الدائرة سواه فالموت تجربة خاصة لا تخص الا المحتضر نفسه .. وحينها يأمر رفيقه بتركه وحيدا .. شكرا جزيلا .. وداعا

بيانات الرواية:


الأسم: تريستاتو يحتضر
المؤلف: أنطونيو تابوكي
الناشر: المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات: 160
الحجم:  3 ميغا بايت
تحميل رواية : تريستاتو يحتضر

تعليقات