منزل القردة لـ جون فولوترون

من خلال مشهد مأساوي يصور جون فولرتون وحشية الحرب البوسنية. يعيد الروائي إلى الأذهان همجية الإنسان الغاب الذي يسوده شعار البقاء للأقوى، دون المساءلة عن الأسلوب، ودون حساب.

مقتطفات من الرواية

الفصل الاول

(( لا احد يعرف ما الذي لا يستطيع القيام به قبل ان يحاول ))
كان روسو (Rosso) حيا و يشعر بالخجل و العار بسبب ذلك .
منزل القردة لم يكن في وسع هذا الشرطي ان يفعل شيئا حيال الشعور بالابتهاج الذي تملكه لأنه لا يزال حيا . بينما مات الاخرون أو الشعور بالخجل الذي اعقب ذلك .
انا احيا و يموت الاخرون .
شعور بالابتهاج لا يماثله شيء اخر إنه الافضل من ( الامفياتين ) بل افضل من ممارسة الجنس .
و عندما كان ذلك يحدث له كان يشعر بحاجة إلى ان يضحك إلى ان يضم الناس اليه معانقا إلى ان يقين حفلة و يسرف في الشرب و يضاجع . يبدو الامر اشبه بالعيش بسرعة الضوء بينما يزحف الاخرون كأنهم تحت الماء .
لا اشعر بمدى كوني حيا قدر شعوري بذلك عندما يموت الاخرون ، قال لنفسه . إلا انه كان شعورا سريع الزوال لم يستمر طويلا . كان شيئا من نوع الصدمة الكهربائية ، لكن الخجل الذي جاء في اعقابه لم يزل عنه بل بقى مقيما مثل وصمة : لست استحق الحياة اكثر مما يستحقونها ، لكنهم ماتوا .
و حدث نفسه قائلا إن الشعور بالابتهاج بالنجاة من الموت مرات عديدة هو امر طبيعي تماما . شيء حيواني ، دفعة لا ارداية من الادرينالين تنقذف في مجرى الدم ، ضربة مخدرة ناجحة في مجال الانتصار الوهمي على الموت . أنه شعور دائم لا يغيب في هذه الاحوال شأنه شأن الذعر البارد و اصطكاك الاسنان اللذين يسبقانه و التقزز و القرن من الذات اللذين يأتيان في اعقابه .
و ليس هناك سوى خطوة بين هذه الحال و بين التفظيع و ارتكاب ما هو وحشي . فنتيجة الرغبة في قهر الخوف من الموت عمد بعض من كتبت لهم النجاة في المعارك إلى تشويه جثث اعدائهم . و لهذا السبب كان بعضهم يأخذ (( غنائم )) أو تذكارات حرب – طرف إصبع أو اذنا أو خصيتين .
و بدافع من ذلك كان قسم منهم احيانا يأكل اجزاء من جثث الاعداء أو يترك (( بطاقة زيارة )) مثل ورق (( آص البستوني )) في فم الضحية .
و قد شوهد احيانا ناجون من القتال يتصرفون مع قتلى من اعدائهم تصرف المهرجين ، يتمددون بينهم ، أو يدفعون سكاير مولعة بين شفاههم الباردة ، يسندونهم كي يقفوا و يصافحونهم شادين على ايديهم المدماة المتخشبة و يتحدثون اليهم و وسط الصخب و الضوضاء يجدون كل ذلك امر مضحكا في شكل هستيري .
قال في نفسه إن الامر ليس شأنا شخصيا .
و لم يكن في وسع روسو ان يجعل الامر يتحول إلى شأن شخصي . فلو اعتقد ان كل قذيفة مدفعية و طلقة مدفع مضاد للطائرات و كل رصاصة قناص انما هي موجهة اليه ، لما استطاع القيام بأعباء العمل الذي يتولاه بل لما استطاع النهوض من فراشه كل صباح .

بيانات الرواية




الاسم : منزل القردة
المؤلف : جون فولوترون
الناشر : المؤسسة العربية للدراسات و النشر
عدد الصفحات : 392
الحجم : 5.5 ميجا
تحميل رواية منزل القردة

 



تعليقات