بيريكليس لـ وليام شكسبير

 مقتطفات من الرواية
الفصل الأول
مقدمة


في قصر انطاكية حيث تبدو فوق المدخل رؤوس مقطوعة و معلقة بمسامير .
( يدخل غوير )
غوير : لإنشاد اغنية كانت رائجة فيما مضى قام غوير من رماد جثمانه المحروق و ارتضى أن يقلد عاهات البشر المنوعة . فشنف اذانكم و ابهج عيونكم الملوعة و ترنم بهذه القصة اثناء الحفلات و الاعياد و الامسيات و السهرات إذ كان السادة و السيدات في قديم الزمان يتلونها للترفيه عن أنفسهم كالفتيان و للاشادة بأمجاد الابطال كالجبال الشاهقة بما أن المآثر السالفة أفضل من اللاحقة إذا وافقتم يا أبناء هذه الازمنة الحديثة و قد اينعت الأفكار و طابت الاشعار الجريئة التي تستسيغونها و اصغيتم إلى من تغنى بها و تمنيت أن احيا طويلا و استزيد من سماعها و استنفد زيت زيت سراجي اثناء حياة بريكليس استعذبتها .
هل ترون هذه المدينة التي بناها و زينها انطيوخوس الكبير و عاصمة ملكها اتخذها و جعلها اجمل ناحية في ارض سوريا كلها .
ها انذا اكرر ما قاله غيري بلهجة وداعة أن هذه الملك اقترن بعروس رائعة ماتت بعد أن أنجبت له طفلة زاهية جميلة و ذكية ذات عيون سوداء صافية خلعت عليها السماء أفضل الصفات فعشقها والدها المثلث اللعنات حتى روادها عن نفسها و استغل ضعفها و بئس الاب الذي على الفسق حرضها و كان عليه أن يحميها و يصون طهرها .
و إذ وقع المقدر القبيح المحظور بينهما لم يعودا على المدى الطويل يأبهان لجرمهما .
لكن حسنها الباهر سرعان ما اجتذب الأمراء لخطب ودها و الاستئثار بها حليلة سمحاء ينعمون بقربها بما لذ وطاب في غاية الاعزاز .
غير أن الاب فرض عليهم حل اعقد الالغاز للاحتفاظ بابنته و ابعاد طالبي يدها .
فطلب من كل راغب في الاقتران هبا بان يحل الاحجية و إلا أمر بقطع رأسه حتى تراكمت الرؤوس المفصولة بفأسه كما يدل على ذلك ما علق منها فوق مدخل قصره .
( يشير إلى الرؤوس المقطوعة )
و في ما يلي اترك الحكم بين الورى لعيونكم و هي نعم الشهود على ما جرى .
( يحرج )
المشهد الأول
في المكان عينه
( يدخل انطيوخوس ثم بيريكليس و حاشيته ) .
انطيوخوس : يا امير صور الشاب لا بد من أن تكون على علم تام بمخاطر المهمة التي تتعهد بإتمامها .
بيركليس : اجل يا انطيوخوس . و ما دام المجد الناجم عن تحقيقها يدفعني إلى الاقدام عليها فأنا لا ابالي بالموت الذي قد الاقيه في سبيل انجازها .
( تصدح الموسيقى )
انطيوخوس : اجلبوا ابنتي بلباس الخطيبة كأن الاله المشتري يود أن يعانقها . فإنها لما حبلت بها والدتها زودتها الطبيعة بكل الحسنات الممكنة بعد أن اجمعت سائر الكواكب على منحها الروعة الكاملة بأبهى مظاهرها .

بيانات الرواية




الاسم : بيريكليس
المؤلف : وليام شكسبير
الناشر : دار نظير عبود
عدد الصفحات : 133
الحجم : 2 ميجا يايت
تحميل مسرحية بيريكليس

تعليقات