أثقل من رضوى لـ رضوى عاشور


"أثقل من رضوى" هي أحدى روايات الكاتبة رضوى عاشور، والتي تروي بها مزيج من سيرتها الذاتية وسيرة الوطن.

مفتطفات من الرواية

مال الشاب فجأة والتقط حجرا جيريا كتب به على أحد الجدران : " سأسمي ابني طارق " .
كان يقصد بيتا بعينه في أطراف ضاحية حلوان زاره من قبل أم لم يزره لا أدري كانت شوارع الضاحية شبه خالية تحفها من الجانبين بيوت ذات طابق واحد أو طابقين لها حدئق تحيط بها أسوار حجرية عالية والأرجح أنه كتب العبارة التي أوردتها على سور منها .
أثقل من رضوى لـ رضوى عاشور الشاب في الثلاثين من عمره يبدو أصغر من سنة بسبب الصغر النسبي لجسمه وحيوية لافتة مصدرها عيناه تركيزهما أو حركتهما أو شيء ثالث يجذب الناظر فينتبه الى الحديث ان كان الشاب يتحدث أو الى الوجه ان كان يلتزم الصمت فتنوب عيناه عن لسانه يرتدي قميصا وربطة عنق وبدلة من ثلاث قطع بنطلون وصديري وسترة وعلى رأسه طربوش فلا تخطئ أنه من طبقة الأفندية .
لم يقل لي أنه كان ينوي في ذلك اليوم مفاتحة الدكتور عبد الوهاب في رغبته في الزواج من بنت من بناته أو انه كان عقد العزم على هذا الطلب في مستقبل ما قريب أو فاجأته العبارة برغبة في نفسه لم ينتبه لوجودها ولا أعرف ان كان ما سمعته منه بعد نصف قرن من الواقعة دقيقا أم كان من خيالات الشيخوخة هكذا أراد الأمر وهكذا استقر في ذاكرته .
كنت أظن أن الذي اختار لنا أسماءنا هو جدي لأمي : الدكتور عبد الوهاب الذي كان المحامي الشاب في طريقه الى بيته في حلوان ذلك اليوم من خريف عام 1941 أو مطلع العام الذي يليه .
سمى الولد طارق مستبشرا بأول الذكور في ذريته المكونة من ست بنات وحفيدتين من كبرى بناته , اختار الدكتور لحفيده اسم طارق ليكون سميا لفاتح الأندلس وللجبل الذي يحمل اسمه فلما جاءت البنت بعد سنتين وتسعة أشهر اختار لها اسم جبل آخر لا يقع في الطرف الغربي من المتوسط مشرفا على المضيق الذي يربط المغرب الأقصى بشبه الجزيرة الأيبيرية بل يقع بالقرب من المدينة المنورة , تضرب به العرب المثل في الرسوخ فتقول " أثقل من رضوى " لأن الجبل في واقع الأمر , سلسلة من الجبال الممتدة الى الشرق من ينبع بها جداول ماء وشعاب وأودية ووعول وغزلان تحلق في أرجائها النسور والصقور والقطا والحمام .
وتقول بعض فرق الشيعة ان الامام الغائب محمد ابن الحنفية مقيم في جبال رضوى حتى تحين الساعة التي يظهر فيها فيملأ الأرض عدلا بعد أن عم فيها الظلم والزور .
ولما أكرم الله المحامي بولدين آخرين حملتهما له زوجته مية في عامين متتالين سمى أكبرهما حاتم والأصغر وائل , والأرجح أن هذين الاسمين اللذين اقترحمها الدكتور عبد الوهاب راقا للمحامي المغرم باللغة العربية والبلاغة والخطابة لا لأنها أداته في مرافعاته في المحكمة تدرب على حسن استخدامها في المدرسة وكلية الحقوق بل لأنه مولع بالأدب العربي القديم حريص على اقتناء ما يمكنه من شعره ورسائله .
كانت النية أن أطلب من حاتم مسودة الرسالة التي وجهها المحامي الشاب الى الدكتور عبد الوهاب ليطلب يد ابنته " وكنت اطلعت عليها ونحن ننظم أوراقه بعد رحيله " لأضمنها النص الذي كان واضحا أنه مشروع لكتابة سيرة ذاتية تبدأ بالحديث عن أمي وأبي واخوتي .


بيانات الرواية

الأسم: أثقل من رضوى
المؤلف: رضوى عاشور
الناشر: دار الشروق
عدد الصفحات: 389
الحجم:  5 ميغا بايت
تحميل رواية أثقل من رضوى

تعليقات