مذكرات قاتل عاطفي لـ لويس سبولفيدا

ضمن مناخ دراماتيكي تسير أحداث رواية "مذكرات قاتل عاطفي". ذاك القاتل المحترف الذي كانت حبيبته ضحيته الأخيرة. والروائي لويس سبولفيدا رحّالة كبير، وروائي عَرَفَ شهرة واسعة مع روايته الأولى "العجوز الذي يقرأ الرواية الغرامية" وقد تمت ترجمتها إلى العربية، بالإضافة إلى ذلك، له العديد من الروايات التي ترجم بعضها إلى أكثر من 25 لغة.

مقتطفات من الرواية


بدأ النهار بشكل سيء ، لا لأنني شخص متطير بل لاعتقادي ان ثمة اياما هي هكذا اذ من المستحسن ان لا يقبل المرء فيها ، أي عقد عمل حتى و إن كان مقابل صك ذي ستة اصفار ، معفي من الضرائب . بدأ النهار بشكل سيء ، اذ ، في وقت متأخر ، حطت بي الطائرة في مدريد ، عند الساعة السادسة و النصف ، كان الطقس حارا جدا و على الطريق إلى فندق بالاس اصر السائق على القاء محاضرة على مسمعي ، حول كأس أوروبا بكرة القدم . تملكتني رغبة في وضع فوهة مسدس من عيار 45 ، على رقبته ليغلق شدقه ، بيد أنني لم اكن أملك واحدا . لأن على القاتل المحترف أن لا يثير المتاعب مع شخص قميء ، حتى و إن كان سائق تاكسي .
مذكرات قاتل عاطفي استلمت ، في بهو الاستقبال بالفندق ، المفاتيح و مغلفا فتحته و انا في المصعد . كان يحوي صورة شخص لم يعجبني : شاب في الخامسة و الثلاثين من عمره ، نحيف ظن ليس قبيحا ، يجلس إلى منصة برفقة خمسة اشخاص اخرين يشبهونه . على الطاولة ثمة لافتة مكتوب عليها (( اللقاء الثالث للمنظمات غير الحكومية )) . و لا مرة أحببت فاعلي الخير ، و هذا الشخص تفوح منه عطنة الاعمال الخيرية الحديثة . ثمة اخلاقية مهنية صغيرة ، كانت تمنع علينا طرح الاسئلة حول مهنة الذين يتوجب علينا تصفيتهم ، بيد انني لما نظرت إلى الصورة عدت و أحسست بالفضول ، فشعرت بالانزعاج . ما من شيء اخر داخل المغلف ، و هذا أمر طبيعي . علي ان ابدأ بالتآلف مع هذا الوجه ، ان الاحظ التفاصيل التي تنم عن قوته أو عن ضعفه . لا يكذب الوجه الانساني ابدا : إنه الخارطة الوحيدة التي تحفظ جميع الاراضي التي سبق ان سكناها .
رن جرس الهاتف بينما كنت أناول البقشيش للخادم الذي اصعد حقيبتي إلى الغرفة . عرفت صوت المتصل ، إنه شخص لم ألتق به ابدا و لا ارغب في رؤيته ، هكذا هو الامر عند المحترفين . إلا انني استطيع تمييز صوته من بين الف صوت .
- هل قمت برحلة جيدة ؟ هل استلمت المغلف ؟ اسف لأني افسدت عليك اجازتك ، قال لي على سبيل التحية .
- بالنسبة إلى السؤالين ، نعم ، لكني لا اصدق ما قلته في النهاية .
- سترحل غدا ، حاول ان ترتاح .
- حسن و اقفلت الخط .
تمددت على السرير و نظرت إلى ساعتي . ستحط الطائرة القادمة من مكسيكو التي تحمل على متنها (( صاحبتي )) – أي تسمية بلهاء هي هذه التسمية – عند الساعة الخامسة و تخيلتها مبرنزة بالكامل من جراء شمس فيراكروز .

بيانات الرواية




الاسم : مذكرات قاتل عاطفي
المؤلف : لويس سبولفيدا
الناشر : دار الادب
عدد الصفحات : 86
الحجم : 1 ميجا
تحميل رواية مذكرات قاتل عاطفي

 

تعليقات