منصب شاغر لـ ج. ك. رولينيغ

" بارى فيربراذر " مات أعلنت روث بيرس لاهثة أصيب على ما يبدو بتمدد في الأوعية الدموية ، بارى فيربراذر مات ، ولى ،قضى . لما كان أي حدث آخر أثار لدي شيرلي مثل هذه الرهبة ، هذين الاهتمام النهم والترقب المحموم لا حرب لا انهيار في البورصة لا اعتداء إرهابي

مقتطفات من الرواية

الاحد

لم يكن باري فيربراذر في الخروج لتناول العشاء . فهو عانى صداعا فظيعا طوال عطلة نهاية الاسبوع و كان يكابد و يسابق الوقت لتسليم مقالته قبل اقفال عدد الصحيفة المحلية .
غير ان زوجته بدت متشنجة بعض الشيء اثناء الغذاء تتجنب التحدث اليه و استنتج باري ان بطاقة المعايدة التي قدمها لها بمناسبة ذكرى زواجها لم تخفف خطورة الجرم الذي ارتكبه اذ عزل نفسه طوال الصباح في مكتبه . و ما زاد الطين بلة انه كان يكتب عن كريستال ، كريستال التي لم تكن ماري تستلطفها و لو انها تؤكد العكس .
منصب شاغر (( ماري ، اود اصطحابك لتناول العشاء )) بادرها باندفاع مفتعل ، في محاولة لكسر الجليد بينهما . (( تسعة عشر عاما ايها الاولاد ! تسعة عشر عاما ، و امكم أكثر تألقا من أي وقت مضى ! ))
انشرحت ملامح ماري قليلا و ابتسمت لباري فسارع إلى الاتصال بنادي الغولف لأنه كان على مقربة من المنزل و كان واثقا بأنه سيجد فيه طاولة شاغرة يمكن حجزها . كان يسعى جاهدا لإرضاء زوجته بوسائل بسيطة كهذه لأنه يدرك بعد عقدين تقريبا قضياها معا كم كان يخيب املها في المسائل الكبرى الهامة . لم يكن هذا ما يقصده اطلاقا لكن كان لديهما تصور مختلف تماما لما يهم في الحياة .
اطفال باري و ماري تخطوا السن التي يحتاجون فيها إلى حاضنة تلازمهم . كانوا يشاهدون التلفزيون حين ودعهم للمرة الاخيرة . وحده ديكلان الاصغر سنا التفت اليه و رفع يده ملوحا له .
كان الصداع لا يزال يطوق رأسه و يضغط خلف اذنيه و هو يعود بالسيارة إلى الخلف عابرا الممر قبل ان ينطلق و ماري في شوارع باغفورد ، البلدة الصغيرة الجميلة التي يقيمان فيها منذ زواجهما . انحدر نزولا في شارع تشيرتش روو الذي تصطف إلى جانبيه افخم بيوت البلدة ، بيوت من العصر الفكتوري تنتصب بأناقتها و متانتها . انعطف عند الكنيسة المشيدة بأسلوب يحاكي الهندسة القوطية و التي شاهد ابنتيه التوأمين تلعبان فيها مرة في مسرحية (( يوسف و معطف الاحلام المزركش الرائع )) ثم عبر الساحة التي يلوح فيها الدير المهدوم عند اعلى تلة مطلة على البلدة هيكلا قاتما يختلط بالسماء البنفسجية .
كان كل ما يشغل بال باري و هو يسمك المقود بعصبية ، سالكا بشكل لاشعوري المنعطفات التي اعتادها ، هو الاخطاء التي كان واثقا بأنه ارتكبها و هو على عجلة من امره لاتمام المقالة التي ارسلها للتو عبر البريد الالكتروني إلى جريدة يارفيل و الجوار . كان بطبعه شخصا منفتحا ثرثارا غير انه كان يجد صعوبة في ترجمة اطباعه العفوية هذه على الورق .
كان نادي الغولف يبعد اربع دقائق فقط عن الساحة عن النقطة التي تتشتت فيها البلدة إلى منازل قديمة مبعثرة . ركن باري الفان الصغيرة خارج مطعم بيردي التابع للنادي ، ترجل و وقف برهة ينتظر ماري فيما كانت تضع طبقة جديدة من احمر الشفاه . شعر بالريح المسائية المنعشة تداعب وجهه . راح يتساءل و هو يتأمل ملعب الغولف و اطرافه المتبددة في عتمة الغسق عما جعله يحتفظ باشتراكه في النادي . فهو لاعب غولف فاشل : ضربته للكرة خارجة عن أي قواعد مرعية و تصنيف ادائه ردئ . كانت لديه مشاغل كثيرة . اشتد الصداع عليه .

بيانات الرواية




الاسم : منصب شاغر
المؤلف : ج. ك. رولينيغ
الناشر : نوفل
عدد الصفحات : 600
الحجم : 9.5 ميجا
تحميل رواية منصب شاغر

 

تعليقات