لعبة الأوراق والنور لـ ألبير كامو

تشكل المفكرة في أجزائها الثلاثة ، خارطة عملاقة لمحطات أساسية في رحلة استكشاف كامو لجغرافيا الكتابة : جغرافيا رواياته وبحوثه ومسرحياته وما رافقها من نوايا وشكوك ومخاض ، حتى ليشعر القارئ أنه يستمع ، لحظة بلحظة ، إلى صوته الداخلي وما يرفده من أصوات شخوص أعماله مثلما تحضر إبّان ولادتها

مقتطفات من الرواية

في كلمتي المقتضبة هذه التي لن تضيف الكثير الى ما يعرفه القارئ العربي أصلا عن كامو أود فقط أن أشير الى فخري وفرحي باجتماع اسمي الى اسم هذا الكتاب الكبير , وانم أيضا الى شكي وخوفي من أن أكون قد قصرت .

فما كان بين يدي يعدو أن يكون دفتر مذكرات أو يوميات بالمعنى المتعارف عليع , اذ هو أقرب بالأحرى الى بازل ضخم لحياة أدبية لا يتم معناها ما لم تستقر فيها القطعة الصغيرة الأخيرة السطر الأخير .
لعبة الأوراق والنور

تشكل المفكرة هذه في أجزائها الثلاثة خارطة عملاقة لمحطات أساسية في رحلة استكشاف كامو لجغرافيا الكتابة :
جغرافيا رواياته وبحوثه ومسرحياته وما رافقها من نوايا وشكوك ومخاض حتى ليشعر القارئ أنه يستمع لحظة بلحظة الى صوته الداخلي وما يرفده من أصوات شخوص أعماله مثلما تحضر ابان ولادتها دونما تبرج وعلى حين غفلة كقطعة خام لم تعمل فيها الكتابة الواعية بعد ازميلها , انها الجغرافيا الداخلية لعوالم كاتب ما استقر قط أو هنئ على الرغم من نجاحاته فبقيت روحه على أرق ما بني الايمان الراسخ بالانسانية وقيمها وتشاؤم لا يتزعزع يقينه بعبثية الحياة .
مفكرة كامو هي كتاب الـ " ما قبل " ما قبل الانتهاء من كتابة الغريب والطاعون والرجل المتمرد وأسطورة سيزيف والعادلون وكاليغولا وأعمال أخرى لم يكتب لها أن ترى النور بعد الرحيل المفاجئ لصاحبها .
والكتاب زاخر بجمل وتوصيفات تذهب أحيانا دونما وجهة واضحة فلا يرشدك الى معناها الا الحدس , بمشاهدات وقراءات وعلاقات تتوالى , تتقاطع تتضافر لتصنع صوتا جارحا حادا لا يخلو من تدويرات حنونة اذ هو لا يخرج مثل غناء الأوبرا من الرأس وانما من تحت من الحنجرة والاحشاء ممزوجا بالأعشاب ودود الأرض ...
خلال أشهر من العمل الدؤوب خلته جالسا في رأسي , الواقع أنني أنا من كنت أجلس في رأسه فأهلا بك أيها القارئ جليسا ونديما في رأس ألبيرو كامو .
نجوى بركات
غاليمار
منذ العام 1935 وحتى وفاته , كتب ألبيرو كامو ما أسماه بدفاتره وقد اخترنا عنوان " المفكرة " لتفادي وقوع أي التباس مع " دفاتر ألبيرو كامو " وهي قيد الاعداد .
خلال الفترة الممتدة بين عامي 1935 و 1953 عني كامو باعداد نسخة مطبوعة على الآلة الكاتبة تظهر مقارنتها مع المخطوطة الأصلية أنه لم يجر عليها سوى تعديلات طفيفة جدا جمعت الدفاتر هذه وعددها سبعة في ثلاثة أجزاء يتضمن الجزء الأول منها كافة الملاحظات التي دونها ألبيرو كامو بين عامي 1935 و 1942 والتي من دون أن تشكل مفكرة بكل ما للكلمة من معنى تتمتع بتسلسل كاف يتيح للقارئ الاطلاع على الأفكار الرئيسية التي رافقت تأليف أعماله بدءا ب الوجه والقفا وصولا الى الغريب مرورا ب أعراس وأسطورة سيزيف وقد بدا مفيدا لفهم هذه الصفحات اضافة مراجع من سيرته فضلا عن ملاحظات تشير الى روابط بالمؤلفات المذكورة أعلاه .
تولى السيد روجيه كيليو تحرير هذه الملاحظات ووافقت زوجة ألبيرو كامو والسيدان جان غرونييه ورينيه شار على هذا العمل .