ياسين قلب الخلافة لـ عبد الاله بن عرفة

تتناول هذه الرواية العرفانيّة السيرة الملحميّة للسلطان عبد الحميد الثاني، أكبر وأعظم الخلفاء العثمانيين، حافظ على إرث الإمبراطورية المترامية الأطراف بحكمة ودهاء نادرَيْن مدّةَ ثلاث وثلاثين سنة قضاها على رأس الدولة العليّة، وقد عملت القوى الإستعمارية على تفويض حكمه فتوسّلت لذلك بطرق عدّة ومكائد.
وفي مواجهة تلك المؤامرات وقف السلطان يدعو إلى فكرة الجامعة الإسلاميّة وإستعان بكبار العلماء والصلحاء،

مقتطفات من الرواية


مع دخول عام الف و مائتين و تسع و ثلاثين هجرية الموافق لألف و ثمانمائة و ثلاث و عشرين بحساب النصارى مرض الشيخ محمد العربي الدرقاوي و لزم زاويته و ارسل في طلب تلميذه الشيخ محمد بن ظافر المدني من المدينة المنورة الذي كان قد صاحبه تسع سنوات قبل عودته إلى الحجاز .
دخل محمد بن ظافر على استاذه الشيخ الدرقاوي و قبل كل واحد منهما يد صاحبه على عادة القوم في اذهاب الكلفة و قهر رعونات النفس من الكبر و ما سواه . بدأ الشيخ بالكلام فقال : أهلا بك يا مدني ، لقد اشتقنا اليك شوقا عظيما .
ياسين قلب الخلافة فقال المدني : و شوقنا اليكم يا سيدي العظيم ، لم يفتر منذ ان غادرتكم إلى المدينة منذ ما يقرب من خمس سنوات خلت .
ثم سأله الشيخ : و كيف حال طريق الارادة في بلد الرسول عليه الصلاة و السلام ؟
فأجاب ظافر مدني : لقد مكثت بها ثلاث سنوات و نشرت بها طريق الارادة حتى صارت عامرة بالمريدين و التلاميذ و لله الحمد . لكن بعض الناس لم يقبلوا التجريد و تخريب الظاهر .
فقال الشيخ : إنك تعلم ان طريقنا لبس المرقعات و المشي حفاة و اتخاذ السبح الغليظة و جعلها في العنق و استعمال العصا و السؤال لطرح النفس و الاجماع للذكر . و كل هذه الامور مؤصلة من الكتاب و السنة .
فقال ظافر المدني : إن اصعب ما يتقبله الاصحاب هو لبس المرقعة و المشي حفاة ، فما هو اصل ذلك يا سيدي في القرآن ؟
فأجاب الشيخ : إن أول من لبس المرقعة أبونا ادم و امنا حواء ألا ترى إلى قوله تعالى (( و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة )) . و أما المشي بالحفا ، فأمره تعالى لنبي الله موسى عليه السلام (( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى )) . و قد قال الحافظ العراقي عن نبينا عليه الصلاة و السلام في الفيته :
يمشي بلا نعل و لا خف إلى زيارة المريض حوله الملا
و اما السبحة فقد اقر عليه الصلاة و السلام ، التسبيح في نوى التمر . و كان ابو هريرة رضى الله عنه قد ربط في خيط خمسمائة عقدة و يسبح بها بين يديه و اقره على ذلك . و اما حجمها فلا اعتبار به اذا ثبت ان الاصل مشروع سواء عظمت أو صغرت فلا يلتفت إلى ذلك .
فقال ظافر : لعل التجريد و التخريب الظاهر لا يصلح لكل احد .
فأجاب الشيخ : صحيح ، و ها هم اصحابي منهم من نحا نحو التجريد و التخريب كالبوزيدي رحمة الله عليه ، و ابن عجيبة ، و منهم من فضل عكس ذلك ، كسيدي محمد الحراق . و جملة القول إن التجريد (( بمنزلة الاكسير الذي قيراط منه يقلب الخافقين فلا يكرهه احد الا اذا لم يجده )) . و قد قال ابن عطاء الله (( ارادتك الاسباب مع اقامة الله اياك في التجريد انحطاط عن الهمة العالية )) . فلا تلتفت للمنكرين المؤثرين للفانية على الباقية و لو انهم ذاقوا حلاوة التجريد ما رغبوا عنه طرفة عين .

بيانات الرواية




الاسم : ياسين قلب الخلافة
المؤلف : عبد الاله بن عرفة
الناشر : دار الادب
عدد الصفحات : 360
الحجم : 5.5 ميجا
تحميل رواية ياسين قلب الخلافة

 



تعليقات