رغم الفراق لـ نور عبد المجيد

تطبع هذه الرواية خصوصية القضايا التي تعالجها واللغة الحساسة الشفيفة التي تكنز الكثير من المعاني في أقل المفردات عددًا. كما تحفل الرواية بالعديد من الثنائيات التي تحكم حياتنا وكأنها قدرنا الذي لا فكاك منه، فبجانب ثنائية العقل والمشاعر، هناك ثنائية الحنان والقسوة، البناء والهدم. 

مفتطفات من الرواية


حبيبتي دينا :
حاولت الاتصال بك كثيرا ولكن هاتفك مغلق ..
دينا .. شيء ما حدث هذا الصباح شيء لا أفهمه هل تذكرين عمي طلعت .. عمي الذي لم أره سوى مرات ثلاث في هذا البيت حضر هذا الصباح وسيأخذني معه الآن الى بيته في المنصورة .
رغم الفراق دينا .. أشعر أن شيئا ما يدور شيء يعلمه الجميع الا أنا لقد طلبوا مني اعداد حقيبتي وجمع ملابسي كلها ..
ماما هدى لم تفاجأ بحضوره كما أخبرتني .. حتى بابا عبد المنعم لم يقل حرفا واحدا في الحقيقة أنا اشعر بالخوف .. لم أزر عمي طلعت يوما في بيته فلم يأخذني الآن وبكل ملابسي وأشيائي ؟!
لم تتركني ماما هدى أبيت يوما خارج بيتها فلماذا تقف اليوم بكل هذا السكون والوجوم ؟!
هل تتخلى عني ماما هدى ولماذا ؟
دينا .. يجب أن أذهب الآن سأضع لك الرسالة تحت الباب لتجديها عند عودتك وسأحدثك عندما أصل الى المنصورة سأحدثك عندما أفهم شيئا من كل هذه الأشياء التي لا أفهمها الآن .
دينا ...أنا خائفة يا صديقتي "عايدة "
رفعت دينا وجهها الجميل لتنظر في دهشة الى ساعة مكتبها الصغيرة قاربت الثانية عشرة ظهرا لم يحادثها حسن هذا الصباح وحتى الآن لم يتصل بها وابتسمت في حنان لقد كان معها حتى الثالثة صباحا لا بد أنه نائم , اليوم هو يوم اجازته الأسبوعية من عمله في شركة البورصة التي يعمل بها لن تحادثه يجب أن تتركه نائما هي أيضا عند انتهاء دوامها ستذهب الى البيت وتحاول النوم ساعة أو ساعتين , في المساء سيخرجان من جديد لتناول العشاء في أحد المطاعم .

عشرون يوما ويصبحان معا ليلا ونهارا , عشرون يوما وينتقل حسن للحياة معها ومع والدتها في شارع نهرو .. كان يفضل أن يستقلا بسكن خاص لكن نجوى والدتها أصرت على أن بيقيا معها .
هي ايضا لا تريد أن تترك أمها ولا بيتها في شارع نهرو , لا تريد أن تترك عايدة وهاشم وطنط هدى .
اليحاة معهم والى جوارهم أجمل وأكمل وأكثر نقاء وحلاوة لم تكن موافقة حسن سهلة , حسن يخشى نجوى يخشى حدتها وحدة ألفاظها في بعض الأحيان لكن دينا تعلم أن نجوى حانية طيبة القلب هي فقط منذ وفاة مختار وهي أكثر عصبية وحدة , ربما كانت تشعر أن حدتها وعصبيتها هما ذاك الغلاف الذي تضعه على وجهها لتلعب دور الرجل والأب في حياة دينا , أو ربما كانت العصبية والحدة هي مظهر من مظاهر حزنها وضعفها بعد رحيل مختار , دينا لا تعلم كل ما تعلمه أن حسن سيعتاد نجوى سيعتاد عصبيتها وحدتها وسيحبها بل هو بالفعل يحبها رفض حسن للحياة في بيت نجوى ما هو الا حب حقيقي لها , انه يخشى أن يحدث ما يشوب هذا الحب , لكن دينا استطاعت اقناعه أن حياتهما معا ستصبح رائعة دينا تعمل في فندق ميرديان هليوبولس في قسم المبيعات وحسن يعمل في احدى كبرى الشركات البورصة في مصر .

بيانات الرواية

الأسم: رغم الفراق
المؤلف:  نور عبد المجيد
الناشر:  دار العربية للنشر و التوزيع
عدد الصفحات: 178
الحجم: 19 ميغا بايت
تحميل رواية رغم الفراق

تعليقات