أنقذني لـ غيوم ميسو

شاءت الأقدار أن نلتقي للمرة الأولى قبل عشر سنوات انتهى لقاؤنا بمأساة رهيبة ، لكنك لم تكن مسؤولاً عن ذلك ، بل اعتقد أننا لو التقينا في سياق آخر غير ذاك ، لكنا صرنا صديقين . أشكرك على تسليطك الضوء على لغز وفاتي فأنا أعرف الآن جواب الاسئلة التي كانت تعذبني ، على أنني لم أعد واثقة من المعنى العميق لمهمتي ماذا لو أننى أخطأت منذ البداية بخصوص ما كان منتظراً مني ؟ أكانوا يرغبون فعلاً في أن أعود بجولييت أم أنم بعثوني لأنقذ ابنتي وأتصالح معك ؟ أسئلة ليس عندى جوابها .

مقتطفات من الرواية

انه صباح من صباحات كانون الثاني / يناير بخليج نيويورك ، ساعة زحف النهار على الليل ...
نحلق عاليا وسط السحب الراكضة نحو الشمال فوق جزيرة إليس و تمثال الحرية . الجو بارج ، و العاصفة الثلجية تشل المدينة بكاملها .
و فجأة يخترق السحب طائر فضي الريش و يهب نازلا بشكل عمودي باتجاه صف ناطحات السحاب المرتسم في الافق ، تاركا نفسه ينقاد بقوة غامضة تسحبه نحو شمال مانهاتن ، متجاهلا ندائف الثلج .
أنقزني يحلق فوق غرينيتش فيلاج و تايمز سكوير و آبر ويست سايد بسرعة مذهلة مصدرا صرخات اثارة خافتة لينتهي به المطاف إلى النزول عند باب مدخل حديقة عمومية .
نحن نوجد عند طرف حديقة مورنينغ سايد على مقربة من جامعة كولومبيا .
في اقل من دقيقة سيضاء الطابق الاخير من عمارة صغيرة بالحي .
في هذه الاثناء تستمتع شابة فرنسية تدعى جولييت بومان بالثواني الثلاث الاخيرة من النوم .
لما رن الجرس أرسلت جولييت ذراعها بشكل عشوائي نحو منضدة السرير فطوحت بالراديو – المنبه على الارض موقفة بذلك فورا (( صفارته )) المزعجة .
خرجت من فراشها و هي تفرك عينيها و وضعت رجليها فوق الارضية الخشبية اللامعة و سارت بعض خطوات على غير هدى قبل ان تتعثر قدماها بالسجاد الذي زلق فوق الشرائح الخشبية المصقولة . قامت مسرعة و التقطت نظارتها التي كانت تبغضها لكن قصر نظرها يضطرها اليها ذلك انها لم تطق قط العدسات اللاصقة .
عكست لها مجموعة المرايا غير المتجانسة المقتناة من متاجر الاثاث القديم صورة امرأة في الثامنة و العشرين من عمرها بشعر متوسط الطول و نظرة لعوب . قامت بتكشيرة عابسة في المرآة ثم حاولت على عجل اعادة تصفيف شعرها و ترتيب بعض خصلاته الذهبية التي كانت مفتولة حول رأسها . كان قميصها المفتوح و سروالها القصير المخرم يجعلانها تبدو مثيرة و جامحة . غير ان هذا المشهد اللطيف لم يكن ليدوم : اذ سرعان ما التفت في غطاء صوفي سميك و ضغطت إلى بطنها السخانة التي كانت لا تزال تحتفظ ببعض الدفء ؛ ذلك ان نظام التدفئة لم يكن يوما مزية من مزايا هذه الشقة التي تكتريها مع كولين منذ ثلاث سنوات .
تنهدت و هي تقول بحسرة : (( هذا و نحن ندفع الفي دولار في الكراء ! )) .
نزلت درجات السلم بقدمين مضمومتين و هي متدثرة ثم دفعت بخاصرتها باب المطبخ دفعة خفيفة . قفز القط الرمادي المخطط السمين الذي كان يراقبها منذ دقائق إلى ذراعيها ثم فوق كتفها معرضا بذلك عنقها للخدش .
صاحت و هي تمسكه باحكام و تعيده إلى الارض :
- توقف يا جان كامي !
ماء الهر تعبيرا عن سخطه ثم قصد سلته و تكوم .

بيانات الرواية




الاسم : أنقذني
المؤلف : غيوم ميسو
الناشر : سما للنشر
عدد الصفحات : 400
الحجم : 4.5 ميجا
تحميل رواية أنقذني

 

تعليقات