الرواية رمزية تميل للطابع الهزلي والساخر وأحداث الرواية تميل للامنطقية أبطالها طفلين يحاولان البقاء على قيد الحياة وحين يكون الأبطال أطفالا ليس لديهم مانع في القتل وفي القيام بتمارين الصوم والصمت والضرب ،أمور لا يستطيع الكبار القيام بها فإن الأمر يبدو بعيدا عن المنطق فالأطفال هم أول من يموتوا في الحروب وهم دائما من يدفعون الثمن لكن في حرب أغوتا أبطالها ذو فعل قاس وصادم ويهزك حتى النخاع !
جئنا من المدينة الكبيرة . كنا قد سافرنا الليل بأكمله . عينا أمي كانتا محمرتين . كانت تحمل صندوق كرتون كبير فيما يحمل كل منا حقيبة صغيرة تحوي ملابسه بالاضافة الى المعجم الكبير الذي كان ملكا لأبي و الذي كنا نتبادل حمله كلما تعب ساعد احدنا .
مشينا طويلا . منزل الجدة بعيد عن محطة القطار هو في الطرف الثاني من المدينة الصغيرة . لا يوجد هنا ترامواي و لا باص و لا حتى سيارات . وحدها بعض الشاحنات العسكرية تجوب الطرقات .
ليس ثمة سوى القليل من السابلة و المدينة تغرق في صمتها . بوسعنا سماع وقع خطانا ؛ كنا نمشي دون ان ننبس بكلمة ، تتوسطنا امنا ، نحن الاثنين ,
و امام حديقة بيت الجدة قالت امنا :
- انتظراني هنا .
انتظرنا قليلا ثم دخلنا الحديقة . درنا حول المنزل جثمنا اسفل النافذة حيث تنبعي الاصوات . قال صوت امي :
- ما عاد لدينا شيء نأكله ؛ لا خبز و لا لحم و لا خضر و لا حليب . لا شيء ما عد بوسعي اطعامهما .
رد صوت اخر :
- اذا تذكرتني . منذ عشر سنوات لم تتذكري . عشر سنوات لا زيارة و لا رسائل .
قالت امي :
- تعرفين لماذا . فأنا كنت احب ابي .
الصوت الاخر :
- نعم ، و الان تذكرت ان لديك ايضا اما . جئت تطلبين مساعدتي .
قالت امنا :
- لا اطلب شيئا لأجلي . ما اريده فقط هو ان يعيش طفلاي ان يجتازا هذه الحرب . إن المدينة الكبيرة تقصف ليلا و نهارا و لم يعد ثمة شيء يؤكل . تم اجلاء الاطفال الى القرى عند اجدادهم او عند الغرباء انى كانوا .
قال الصوت الاخر :
- ما عليك الا ان ترسليهم عن الغرباء انى كانوا .
قالت امي :
- انهما حفيداك .
- حفيداي ؟ لست اعلم حتى عددهم ؟
- هما اثنان ، ولدان ، توأم .
تساءل الصوت الاخر :
- ماذا صنعت بالاخرين ؟
تساءلت امي :
- أي اخرين ؟
- الكلاب تضع اربعة الى خمسة جراء في كل بطن . نحتفظ بواحد او اثنين و نغرق الباقي .
ضحك الصوت الاخر عاليا . ظلت امنا صامتة ثم سألها الصوت الاخر :
- ألديهما على الاقل اب ؟ لست متزوجة على حد علمي . لم يدعني احد الى زفافك .
- انا متزوجة . ابوهما ذهب الى الجبهة . و لا خبر عنه منذ اشهر ستة .
- بامكانك اذا نعيه .
عاد الصوت الاخر الى القهقهة فيما انخرطت امنا في النحيب . عدنا الى باب الحديقة .
الاسم : الدفتر الكبير
المؤلف : اغوتا كريستوف
الناشر : منشورات الجمل
عدد الصفحات : 208
الحجم : 2 ميجا
تحميل رواية الدفتر الكبير
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية
الوصول الى بيت الجدةجئنا من المدينة الكبيرة . كنا قد سافرنا الليل بأكمله . عينا أمي كانتا محمرتين . كانت تحمل صندوق كرتون كبير فيما يحمل كل منا حقيبة صغيرة تحوي ملابسه بالاضافة الى المعجم الكبير الذي كان ملكا لأبي و الذي كنا نتبادل حمله كلما تعب ساعد احدنا .
مشينا طويلا . منزل الجدة بعيد عن محطة القطار هو في الطرف الثاني من المدينة الصغيرة . لا يوجد هنا ترامواي و لا باص و لا حتى سيارات . وحدها بعض الشاحنات العسكرية تجوب الطرقات .

و امام حديقة بيت الجدة قالت امنا :
- انتظراني هنا .
انتظرنا قليلا ثم دخلنا الحديقة . درنا حول المنزل جثمنا اسفل النافذة حيث تنبعي الاصوات . قال صوت امي :
- ما عاد لدينا شيء نأكله ؛ لا خبز و لا لحم و لا خضر و لا حليب . لا شيء ما عد بوسعي اطعامهما .
رد صوت اخر :
- اذا تذكرتني . منذ عشر سنوات لم تتذكري . عشر سنوات لا زيارة و لا رسائل .
قالت امي :
- تعرفين لماذا . فأنا كنت احب ابي .
الصوت الاخر :
- نعم ، و الان تذكرت ان لديك ايضا اما . جئت تطلبين مساعدتي .
قالت امنا :
- لا اطلب شيئا لأجلي . ما اريده فقط هو ان يعيش طفلاي ان يجتازا هذه الحرب . إن المدينة الكبيرة تقصف ليلا و نهارا و لم يعد ثمة شيء يؤكل . تم اجلاء الاطفال الى القرى عند اجدادهم او عند الغرباء انى كانوا .
قال الصوت الاخر :
- ما عليك الا ان ترسليهم عن الغرباء انى كانوا .
قالت امي :
- انهما حفيداك .
- حفيداي ؟ لست اعلم حتى عددهم ؟
- هما اثنان ، ولدان ، توأم .
تساءل الصوت الاخر :
- ماذا صنعت بالاخرين ؟
تساءلت امي :
- أي اخرين ؟
- الكلاب تضع اربعة الى خمسة جراء في كل بطن . نحتفظ بواحد او اثنين و نغرق الباقي .
ضحك الصوت الاخر عاليا . ظلت امنا صامتة ثم سألها الصوت الاخر :
- ألديهما على الاقل اب ؟ لست متزوجة على حد علمي . لم يدعني احد الى زفافك .
- انا متزوجة . ابوهما ذهب الى الجبهة . و لا خبر عنه منذ اشهر ستة .
- بامكانك اذا نعيه .
عاد الصوت الاخر الى القهقهة فيما انخرطت امنا في النحيب . عدنا الى باب الحديقة .
بيانات الرواية
الاسم : الدفتر الكبير
المؤلف : اغوتا كريستوف
الناشر : منشورات الجمل
عدد الصفحات : 208
الحجم : 2 ميجا
تحميل رواية الدفتر الكبير
روابط تحميل رواية الدفتر الكبير
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق