الخداع يعود بثوب جديد لـ ايهاب سلام


مفتطفات من الرواية

استيقظت عند الغسق مرتعدة , هذه أول ليلة تقضيها في هذه الحجرة الكئيبة بعد أن دحرت من فردوسها , حوش كبير على جوانبه حجرات وله دورة مياه واحدة من عدة أركان لقد خرجت مقهورة مدحورة من قصرها نصب عليها الزوج المحترم بل غير المحترم .
استخلص منها توكيلا نهب به كل أموالها ثم أعلنها أنها لم تعد تملك شيئا وأنها لم تعد تلزمه لقد استنفد أغراضه منها ... وعليها أن تغادر أشفقت
أم حسني عليها فأخذتها معها الى حوش تقيم فيه , كانت هناك حجرة خالية يسكنها عجوز ودع الحياة ورحل غير آسف عليها , طارده الفقر من الصغر حتى شاخ وظل الفقر فتيا يمرح في حياته والرجل يهرم انه مات موتا الهيا فارقت الروح الجسد بعد الخداع يعود بثوب جديد لـ ايهاب سلام شيخوخة طويلة .
لم يمت مقتولا ولم يمرض بمرض حجرته نظيفة كالفل هكذا قالت أم حسني خادمتها الوفية وكتب عليها منذ ذلك اليوم الفقر الأبدي كيف وافقت على ذلك الرجل النصاب ؟ ... كيف سلمت ذقنها الى سيفه ليبتر عنقها وتعيش دون سند ألم يكن من المستحسنن أن لا تدخل دنيا الزوجية وتبقى عانسا الى أن تموت .
تبكي حظها المنكود تطرق الباب أم حسني , تسأل : يا ست روحية هل أنت مستيقظة ؟
تقول : نعم متيقظة نمت قليلا .
تفتح لها الباب , وهي تجفف دموعها تسألها أم حسني : أتبكين ؟
" ماذا أفعل غير البكاء " .
يتدخل رجل طويل القامة عريض الصدر أهم ما يميزه رثاثة الثياب وذقنه غير الطويلة التي تلتف حول عنقه كخرقه سوداء بها شعر أبيض بالية : البكاء لا ينفع دون عويل .
تضربه أم حسني في صدره وتقول : جئت لتبرد نارها فتزيدها اضراما .
يقول الرجل ضاحكا : أنا أضاحكها فقط يا أم حسني .. أسري عن السيدة روحية .
تقدمه لها وهي تقول : هذا هو عبده الحدق .. جئت به لينقذك من المصيبة الكبرى .
سألت : كيف سينقذني يا أم حسني التوكيل عام وسليم , وسألت محاميا أجاب بأن تصرفات الموكل سليمة , فقد نقل ملكية كل ما أملك له وطرده لي .. طردا من أملاكه خاصة بعد أن طلقني وليس لي ولد منه .
أما مسألة النفقة فاذا لم يعطها لي بالحسنى فلا سبيل أمامي غير القضاء أرفع قضية واطالب بها .
قال عبده الحدق ساخرا : هذه محامي سكة .
" سكة .... ما معنى ذلك ؟ "
قال وهو يدعك ذقنه النابتة بغير تناسق وهم يدخلون معا الى داخل الحجرة ويجلسون على البساط المفروش في جزء منها : أنا من الممكن أن أعيد لك كل أموالك لكن ذلك يحتاج الى صبر ... كيف ؟
" مثلما دخل عليك بالحجل والمنجل , ندخل عليه أقصد طليقك بالحجل والمنجل , دعيني أقدم لك نفسي أنا عبده الحدق ... محام ولو أن ليس لي مكتب .
أعمل في المحاماة منذ ثلاثين سنة , ولم اخسر قضية في حياتي لا اعمل من خلال المحاكم انما أعمل خارج المحاكم .. أؤمن بأن الحق لو لم تسنده القوة فسوف يضيع "

بيانات الرواية :


الأسم:  الخداع يعود بثوب جديد
المؤلف: ايهاب سلام
الناشر: دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 267
الحجم: 2ميجا بايت
تحميل رواية الخداع يعود بثوب جديد

تعليقات