عزازيل لـ يوسف زيدان

تدور أحداث الرواية في القرن الخامس الميلادي ما بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا، عقب تبني الإمبراطورية الرومانية للدين المسيحي، وما تلا ذلك من صراع مذهبي داخلي بين آباء الكنيسة من جهة، والمؤمنين الجدد والوثنية المتراجعة من جهة أخرى.

مقتطفات من الرواية

يضم هذا الكتاب الذي اوصيت أن ينشر بعد وفاتي ترجمة امينة قدر المستطاع لمجموعة من اللفائف ( الرقوق ) التي اكتشفت قبل عشر سنوات بالخرائب الاثرية الحافلة الواقعة إلى جهة الشمال الغربي من مدينة حلب السورية و هي الخرائب الممتدة لثلاثة كيلومترات على مقربية من حواف الطريق القديم الواصل بين مدينتي حلب و انطاكية العتيقتين اللتين بدأتا تاريخهما قبل التاريخ المعروف . و هو الطريق المرصوف الذي يعتقد انه المرحلة الاخيرة من طريق الحرير الشهير الذي كان في الازمنة السحيقة يبدأ من اقاصى اسيا و ينتهي منهكا عند ساحل البحر المتوسط . و قد وصلتنا هذه الرقوق بما عليها من كتابات سريانية قديمة ( آرامية ) في حالة جيدة نادرا ما نجد مثيلا لها مع انها كتبت في النصف الأول من القرن الخامس الميلادي و تحديدا قبل خمس و خمسمائة و عزازيل الف من سنين هذا الزمان .
و كان المأسوف عليه الاب الجليل وليم كازاري الذي اشرف بنفسه على التنقيبات الاثرية هناك و هناك لقى مصيره المفجع المفاجئ ( منصف شهر مايو سنة 1997 الميلادية ) يرجح أن السر في سلامة هذه اللفائف هو جودة الجلود ( الرقوق ) التي كتبت عليها الكلمات بحبر فاحم من اجود الاحبار التي استعملت في ذاك الزمان البعيد . علاوة على حفظها في ذلك الصندوق الخشبي محكم الاغلاق الذي اودع فيه الراهب المصري الاصيل هيبا ما دونه من سيرة عجيبة و تأريخ غير مقصود لوقائع حياته القلقة و تقلبات زمانه المضطرب .
و كان الاب كازاري يظن أن الصندوق الخشبي المحلى بالزخارف النحاسية الدقيقة لم يفتح قط طيلة القرون الماضية و هو ما يدل على انه عفا الله عنه لم يتفحص محتويات الصندوق بشكل جيد . أو لعله خشي أن يفرد اللفائف قبل معالجتها كيميائيا فتتقصف بين يديه . و من ثم فهو لم يلحظ الحواشي و التعليقات المكتوبة على اطراف الرقوق باللغة العربية بقلم نسخي دقيق في حدود القرن الخامس الهجري تقديرا . كتبها فيما يبدو لي راهب عربي من ابتاع الكنيسة الهرا التي اتخذت النسطورية مذهبا لها و لا يزال اتباعها يعرفون إلى اليوم بالنساطرة و لم يشأ هذا الراهب المجهول أن يصرح باسمه . و قد اوردت في هوامش ترجمتي بعضا من حواشيه و تعليقاته الخطيرة و لم اورد بعضها الآخر لخطورته البالغة .. و كان أخر ما كتبه هذا الراهب المجهول على ظهر الرق الاخير : سوف اعيد دفن هذا الكنز فإن اوان ظهوره لم يأت بعد !
و قد امضيت سبع سنين في نقل هذا النص من اللغة السريانية إلى العربية . غير أنني ندمت على قيامي بترجمة رواية الراهب هيبا هذا ، و اشفقت من نشرها في حياتي . خاصة و قد حط بي عمري في ارض الوهن و آل زماني إلى خط الزوال .. و الرواية في جملتها تقع في ثلاثين رقا مكتوبة على الوجهين بقلم سرياني سميك بحسب التقليد القديم للكتابة السريانية الذي يسميه المختصون الخط الاسطرنجيلي لأن الاناجيل القديمة كانت تكتب به .

بيانات الرواية





الاسم : عزازيل
المؤلف : يوسف زيدان
الناشر : دار الشروق
عدد الصفحات : 191
الحجم : 7 ميجا
تحميل رواية عزازيل

 


تعليقات