الفئران والرجال لـ جون شتاينبك



تتحدث هذه الرواية عن رجلين هما جورج وليني اللذين يحلمان في امتلاك مزرعة خاصة بهما. وتصف الرواية جورج بأنه رجل نحيف، صغير الجسم ورشيق يصاحب ويرافق "ليني" الرجل الضخم ذا الوجه عديم الملامح في شكله، وهو يمتاز بكونه صاحب عقل ولد أي انه يعاني من تخلفٍ عقلي بسيط إلى حدٍّ ما.

مفتطفات من الرواية

على بعد فراسخ في الجنوب من " سوله داد " يلعق نهر " ساليناس " سفح هضبة حيث تتجمع مياه هذا النهر وتصبح سحيق الغور وتتلون بالخضرة , مياه هذا النهر دافئة بفعل انسيابها فوق الرمال المتألقة التي سفعتها أشعة الشمس الملهبة .
على احدى ضفتي النهر اصطفت رواب لامعة الى حدود التوهج في رتل متناسق حتى جبال " غابيلان " وعلى الضفة الأخرى للنهر يلوح للأبصار واد انتظمت عليه صفوف من الأشجار , اشجار السرور والحور التي يضفي عليها فصل الربيع ذلك الطلاء الأخضر في الشتاء تتلطخ أوراق أغصان هذه الأشجار المتدلية بأوضار السيول .
الفئران والرجال على ضفة النهر الرملية من جهة الوادي تساقطت أوراق الأشجار الذاوية على أديم الأرض وتراكمت كطنفسة سميكة , وقد ذبلت ونضبت هذه الطنفسة فاذا دبت عليها سحلية أو زحفت عليها عظاءة سمعت لها خشخشة تصل الى عنان السماء .
في المساء تخرج الأرانب من بين الأدغال تاركة وجارها وتأتي لتجثم فوق الرمال وعلى الرمال الندية تظهر آثار لبراثين حيوان " الراكون " , وتبرز آثار أخرى كبيرة لمخالب الكلاب أو سنابك الوعول والأيائل التي تؤم المكان لارواء ظمئها .
بين أشجار السرو والحور ممر صلبت أرضه وقست من فرط ما سارت عليها أقدام الأطفال في المزرعة المجاورة الذين يقصدون المكان بغية العوم في مياه النهر , وكذا أقدام عابري السبيل المرهقين الآتين من الطرق العامة يررمون الاستجمام والترويح عن أجسامهم التي أضناها وعثاء السفر .
تحت فنن من أفنان دوحة كبيرة , كثيب من الرمال ينبئك بأن النيران أوقدت هناك مرارا ويبدو على ذلك الفرع المتدلي , الغريب من الأرض أنه قد اتخذ مكانا للجلوس فقد نزع عنه اللحاء فبدا أجرد مصقولا ناعما من كثرة الجلوس عليه .
بعيد أمسية يوم قائظ بدأت الأنسام العليلة تخفق بين الأوراق فترتعش كان الظلام يزحف نحو الشمال بطيئا متثاقلا , وعلى الضفة الرملية ظهرت الأرانب الجاثمة كهياكل صغيرة نحتت من صخور سوداء وعلى حين غرة مزق الصمت صخب آت من جانب الطريق من أوراق شجر الصفصاف القاتمة فلاذت الأرانب وقد قوست ظهورها وطامنت من شخوصها بأوجرتها ثم سار طائر الكركي ذو الساقين الطويلتين على براثنه بكسل وخمول ثم ارتفع ومر من فوق النهر بجسمه الثقيل وهكذا اختفت كل معالم الحياة برهة من الزمن ومن بعد ذلك لاح على الممر رجلان يتجهان الى المياه الخضراء يسير أحدهما خلف الآخر وما زالا كذلك حتى بعد وصولهما الى الطريق العريض العام .
كانا يرتديان سراويل ومعاطف مصنوعة من قماش أزرق ذات أزرار نحاسية وعلى رأس كل منهما قبعة سوداء متجعدة وعلى عاتق كليهما بطانية .
كان الشخص الذي يسير في المقدمة , ربع القامة وافر النشاط خفيف الحركة ذا بشرة داكنة متيقظا حاد النظرات ومن سماته الشخصية التي بدت للعيان , يداه الصغيرتان القويتان وكتفاه النحيلتان والعرنين الدقيق أما الذي كان يسير من خلفه فقد بدا على النقيض منه ذا وجه منبسط وعينين نجلاوين ذابلتين عريض ما بين المنكبين المنحدرتين نحو الأسفل .. وكان هذا الرجل هائل الجثة ضخما أدنى الى عملاق من العمالقة .

بيانات الرواية


الأسم: الفئران والرجال
المؤلف: جون شتاينبك
عدد الصفحات: 160
الحجم: 3 ميغا بايت
تحميل رواية الفئران والرجال



تعليقات