مثقف متواطئ مع السلطة القمعية لمعارض يتخفى و يحاول تذكير الناس بحرياتهم ، بل على العكس هنا معضلة المثقف المتواطئ الذي يجد نفسه و قد فرغت من الحياة و صارت أقرب إلى الموت ، و في محاولة من النظام لاستعادة روح المثقفين المتواطئين يبدأ سرد الحدث
اخذتني امي في حضنها ثم راحت تمسحني بعينيها و كأنها غير مصدقة انني بين يديها .. ولدها الذي تركته – مرغمة – صغيرا هناااك في بلاد الغربة نضج .. كبر .. صار شابا يافعا ، كما تراه الان و تتحسسه يداها .
( ياااه .. كم مر من سنين منذ مات ابوه ، فأرغمتني الظروف ان اتركه و اخوته هناك و اجئ الى هنا لأحتمي بالستر .. ؟ لا شك انها سنوات طويلة ، روت عوده فنمى و ترعرع و صار هذا الشاب الذي بين يديك .. رجل ليس كمثله رجل .. ذا النون ولد بحر النور .. و لدى الذي حملته الظروف همنا صغيرا فصار يقتطع من رزقه و يعطينا فلم تنطفئ النار في بيتنا يوما . )
من يطرق الباب الان .. ؟
جرت و فتحته .. دخلت بعض النسوة مهللات كل واحدة منهن تحمل هديتها .. زوجا من الدجاج او البط او الاوز و العمات و الخالات يجرجرن وراءهن حملانا و هن يتصايحن فرحات :
حمد الله على سلامة وصول ولدك ياآشا ..
ما شاء الله .. لقد صار عريسا ياآشا .
تمتمت امي : الله اكبر .. يحميه من اعينكن المستديرة .
نظرتها مليا و كأنني لم ارها من قبل ، الوجه المحفور في تلافيف الرأس الممتزج بنسغ القلب .. ذاك الذي لوحت جلده حرارة شمسنا الجنوبية دون قسوة فأكسبته لون التمر . و كعادة ناسها شلحت لها امها خديها ثلاثا في كل خد و وشمت شفتها السفلى فارتدت على مر الزمن طبقة خضراء غامقة لكنني ارتعدت للزمن الذي ترك بصمته حول شفتيها .. تجاعيد دقيقة كثيرة على جانبي العينين ..
امي او الجبل العنيد كما يجب اخي ان يطلق عليها من كثرة ما احتملت من ضربات الدهر و توالي المصائب فلم تنخ و لم تستسلم .. فقط تصاب بالخرس .. ربما تحس بالأمان في محرابه فتلوذ اليه و تتمترس وراءه ، و تذهب عيناها الى البعيد و تتوهان فنشعر بأنها تضيع منا و هي بيننا . " ايه يا امي .. اصرخي .. قولي شيئا .. أي شيء .. تخلصي من همومك .. انفضيها عنك .. اطلقي صراخك .. حرري منها صدرك . لكن هيهات " تظل غارقة في حزنها الصامت لليال طوال ، جتى يخلصها منه الزمن الذي اكتسب القدرة على اسدال ستار النسيان و لو مؤقتا على ذاكرة البشر و لكنها خلفت عادتها لما مات رجلها ، البنيان المتين التي كانت تستند عليه مطمئنة .. الحائط الذي كانت تستظل بظله .. بكت كما لم تبك ، صرخت و شقت الجيوب ، و ضاعت منا عدة مرات ، حتى اشفق الكل عليها ، فصرخوا فيها : حرام عليكي / اذكري الله ... شدي حيلك من اجل صغارك .
الاسم : مدارات الجنوب
المؤلف : حسن نور
عدد الصفحات : 137
الحجم : 5 ميجا بايت
تحميل رواية مدارات الجنوب
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية
اخذتني امي في حضنها ثم راحت تمسحني بعينيها و كأنها غير مصدقة انني بين يديها .. ولدها الذي تركته – مرغمة – صغيرا هناااك في بلاد الغربة نضج .. كبر .. صار شابا يافعا ، كما تراه الان و تتحسسه يداها .

من يطرق الباب الان .. ؟
جرت و فتحته .. دخلت بعض النسوة مهللات كل واحدة منهن تحمل هديتها .. زوجا من الدجاج او البط او الاوز و العمات و الخالات يجرجرن وراءهن حملانا و هن يتصايحن فرحات :
حمد الله على سلامة وصول ولدك ياآشا ..
ما شاء الله .. لقد صار عريسا ياآشا .
تمتمت امي : الله اكبر .. يحميه من اعينكن المستديرة .
نظرتها مليا و كأنني لم ارها من قبل ، الوجه المحفور في تلافيف الرأس الممتزج بنسغ القلب .. ذاك الذي لوحت جلده حرارة شمسنا الجنوبية دون قسوة فأكسبته لون التمر . و كعادة ناسها شلحت لها امها خديها ثلاثا في كل خد و وشمت شفتها السفلى فارتدت على مر الزمن طبقة خضراء غامقة لكنني ارتعدت للزمن الذي ترك بصمته حول شفتيها .. تجاعيد دقيقة كثيرة على جانبي العينين ..
امي او الجبل العنيد كما يجب اخي ان يطلق عليها من كثرة ما احتملت من ضربات الدهر و توالي المصائب فلم تنخ و لم تستسلم .. فقط تصاب بالخرس .. ربما تحس بالأمان في محرابه فتلوذ اليه و تتمترس وراءه ، و تذهب عيناها الى البعيد و تتوهان فنشعر بأنها تضيع منا و هي بيننا . " ايه يا امي .. اصرخي .. قولي شيئا .. أي شيء .. تخلصي من همومك .. انفضيها عنك .. اطلقي صراخك .. حرري منها صدرك . لكن هيهات " تظل غارقة في حزنها الصامت لليال طوال ، جتى يخلصها منه الزمن الذي اكتسب القدرة على اسدال ستار النسيان و لو مؤقتا على ذاكرة البشر و لكنها خلفت عادتها لما مات رجلها ، البنيان المتين التي كانت تستند عليه مطمئنة .. الحائط الذي كانت تستظل بظله .. بكت كما لم تبك ، صرخت و شقت الجيوب ، و ضاعت منا عدة مرات ، حتى اشفق الكل عليها ، فصرخوا فيها : حرام عليكي / اذكري الله ... شدي حيلك من اجل صغارك .
بيانات الرواية
الاسم : مدارات الجنوب
المؤلف : حسن نور
عدد الصفحات : 137
الحجم : 5 ميجا بايت
تحميل رواية مدارات الجنوب
روابط تحميل رواية مدارات الجنوب
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق