الآن نفتح الصندوق لـ أحمد خالد توفيق


الان نفتح الصندوق  لم يترك لنا الدكتور (محفوظ) إلا هذا الصندوق في قبو داره .. الصندوق يحوي مذكرات وملاحظات عن تلك القصص الغريبة التي مرت به في حياته.. تعالوا نفتح الصندوق الآن.. تعالوا نشعل شمعة تبدد ظلام القبو ونطالع واحدة من تلك القصص

مفتطفات من الرواية

اسمه ريديو
تسألني لماذا أكره الكلاب الى هذه الدرجة .. رأيي أن الكلاب كائنات لطيفة شديدة الحساسية ليس في هذا أي تناقض " تشيكوف " الكاتب الروسي العبقري يقول : " أناس رائعون هؤلاء الكلاب " وأنا كنت احب الكلاب كثيرا النظرة الذكية المعبرة والاخلاص الذي لا يتزعزع والصدق . صحيح أن القط أكثر ذكاء لكن شخصيته المستقلة وتمرده يعطيان انطباعا مختلفا .. الموظف محدود الذكاء الذي يطيع رئيسه طاعة عمياء يعتبره الرئيس عبقريا بينما نفس الرئيس دائم الشكوى من الموظف " الغبي " المتمرد النازع للاستقلالية .
الآن نفتح الصندوق لأسباب دينية لم أقم بتربية كلاب على مدى حياتي الى أن امتلكت وأسرتي بيتا ريفيا صغيرا في قرية مجاورة .. هذا البيت له حديقة ويسمح بأن يلهو كلب كما يريد كما أن غرض الاحتفاظ به للحراسة واضح تماما ...
من أحد أقاربي الذي أنجبت كلبته عددا من الجراء الصغيرة حصلت على ذلك الجرو الصغير من نوع " الراعي الألماني " وقد شرح لي طريقة رعايته والحفاظ على صحته فهذه كائنات حساسة لا يجب التعامل معها بخفة ..
أقام الأولاد مهرجانا كاملا حول الكلب الصغير حتى خطر لي أنه ما من لعبة في العالم مهما غلا ثمنها يمكن أن تجلب لهم كل هذه السعادة وقد كان شبه رضيع لذا بدت سنه مناسبة لسنهم والتفاهم كاملا والولع باللعب واحدا .
هكذا راحوا ينتظرون يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع ليذهبوا لبيتنا الريفي حيث يلعبون مع الكلب الصغير طيلة اليوم تقريبا .
نسيت أن أقول ان هناك خفيرا اسمه " عبد الباري " يعني بالبيت والكلب طبعا طيلة غيابنا ..
ماذا نطلق عليه ؟
تتحدث عن الكلب لا الخفير طبعا ... بعد تفكير جديد قررت أن أطلق عليه اسم " ريديو " وهو اسم كلب سمعته قديما في فيلم أمريكي لا أذكر اسمه ولعلها لفظة " روديو " التي أخطأت في سماعها .
الأولاد وجدوا الاسم سخيفا ثقيلا على اللسان وأصروا على أن يظل اسم الكلب بالنسبة لهم " لاكي " أثار هذا غيظي أنا من يدفع ثمن طعامه ومن حقي الكامل أن أختار الاسم وقد قررت على كل حال أن أستمر في استعمال الاسم الذي اخترته أنا برغم أن اطلاق اسمين على كلب لابد أن يسبب له حيرة لا باس بها .
بدأ كل شيء في أحد أيام الخميس قرب امتحانات منتصف العام ..
الأولاد في البيت بالمدينة لأن الامتحانات على الأبواب طبعا لا وقت للنزهة .. كانت هناك بعض المشاكل المملة لذا اتجهت وحدي الى البيت الريفي لأمضي فيه الليلة في الصباح أنهي بعض الأمور وأصلي الجمعة ثم أعود .
كان الخفير " عبد الباري " يعيش وحده لأن أسرته هناك في المنيا , تناولت معه لقمة من طعام جلبته من المدينة معي ثم أعد لنا شايا ثقيلا أسود يصلح لرصف الطرقات كالعادة فشربيته ومعدتي تتقلص ..
ذهب لقضاء بعض شأنه فرحت أعبث مع الكلب الذي صار أقرب الى فتى مراهق وسيم قوي البنية كان الليل قد اقترب ومع البرد لكن الأشياء كانت مرئية رحت أمشي معه في أرجاء الأرض الزراعية المحيطة بنا .

بيانات الرواية


الأسم: الآن نفتح الصندوق
المؤلف: د.أحمد خالد توفيق
الناشر: دار ليلى
عدد الصفحات: 103
الحجم:  8 ميغا بايت
تحميل رواية الآن نفتح الصندوق

تعليقات