متتالية قصصية بيضاء بلون الثلج، عكفت أتتبع اثر خطوات " المخزنجي" على الثلج إلى أخر صفحة في قراءة متواصلة بلا انقطاع.. بارع هو محمد المخزنجي في الوصف والتعبير، قاسي في تشبيهاته كقسوة الثلج، وهادي كهدوء الليل بين سطوره
وكم شعرت بالبرودة أثناء القراءة! ، ألم أقول انه حقاً بارع
نافذة قرب الجناح

انسان الجليد
خمس عشرة درجة تحت الصفر وسماء الضحى تبدو كسماء ما قبل الفجر : رمادية تومض بنور كسيف مزرق والجليد الناصع يتراكم فوق الأسطح الجمالونية تخترقه دكنة المداخن الجليد هذا الذي يتساقط الآن رذاذا ناعما ينداح بميل شفيفا لا يكاد يرى لكن تكشفه رمادية الأشجار المنتصبة عارية أغصانها من الأوراق والجذوع كأنما غرست في بياض , بياض , بياض بياض صقيعي كثيف وهش يغطي السقوف أفاريز النوافذ الأغصان الخفيضة الأكثر سمكا في الأشجار – الأرصفة تحت هذه الأشجار جنبات أسيجة الأرصفة الشجيرية والنجيل الغافي في أحواض زهور هذه الأرصفة .
كل شيء يشمله الأبيض حتى الطريق الذي تسرع عليه الأقدام المدثرة للبشر المسرعين داخل المعاطف الداكنة الثقيلة تحت أغطية رؤوس فرائية كبيرة توشك أن تخبئ كل الملامح فكأن نسخا مكررة من انسان واحد تدب مسرعة على جادة الجليد , وننعطف نحو أحد الأبواب ندفعه وندخل فيسرع الى احتضاننا الدفء نبتدي – كما في كل مكان بخلع أغطية الرؤوس , القفازات ملافح الرقاب المعاطف ويكاد الانسان – في كل مرة يهتف : كيف انشقت هذه الصالة الدافئة عن كل هؤلاء البشر المحمري الخدود الملونين ببهجة والمتبايني السمت ؟! يتحادثون بحرارة في قلب الدفء وأعثر بينهم بعد تلفت قليل على صديقي .
الليل هنا لا يكون أبدا حالك الظلمة , كأن مصابيح الشوارع القوية البيضاء تفيض بضوئها على الجليد وكأن الجليد يعكس استضاءته على وجه السماء فتبدو في عمق اليل كسماء الفجر ... نور خفيف أبيض رمادي مزرق , يكتنف الوجود ويوقظني أنا من تعود على النوم في سواد عميق للظلمة .
بيانات المجموعة القصصية
المؤلف: محمد المخزنجي
الناشر: الهيئة المصرية العامة
عدد الصفحات: 97
الحجم: 4 ميغا بايت
تحميل المجموعة القصصية سفر
روابط تحميل المجموعة القصصية سفر
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفقراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق