الستار الأسود لـ نبيل فاروق


كتاب الستار الأسود مجموعة قصصية لـ نبيل فاروق عالمنا الذي نعرفة محدود .. ليس بحدودة و لكن بحدود قدراتنا نحن .. محدود بما نعرفة عنه
مقتطفات الرواية
ما أجمل الليل ....
هادئ وساكن وخال من الزحام والضوضاء وبخاصة في تلك البقعة شبه الخالية في طريق الاسماعيلية على مسافة كيلو مترات قليلة من مدينة العاشر من رمضان ..
هناك كنت أنطلق على دراجتي البخارية القوية التي يشق ضجيج محركها الصغير مع ضوضاء أنبوب العادم ذلك السكون البديع لليل وعند تلك المنطقة التجارية توقفت وجلت بنظري فيما حولي في امعان .
الستار الأسود لنبيل فاروق كل شيء كان هادئا ساكنا على خلاف ما يكون عليه في الصباح الا ذلك المتجر الصغير على بعد أمتار من آخر المحال , كان من المدهش أن يكون مفتوحا تنبعث منه الأضواء في هذه الساعة حيث اقتربنا من الثانية صباحا ...
أوقفت دراجتي البخارية وتحسست تلك المدية الحادة في حبيب سروالي الخلفي لأطمئن الى وجودها ثم اتجهت الى ذلك المتجر فالليل هو ملعبي , ومصدر دخلي الرئيسي في الليل يمكنك أن تربح الكثير تستوقف شابا وتجبره على أن يعطيك هاتفه المحمول .. أو تقتحم صيدلية ليلية وتسرق ما بها من مواد مخدرة أو تفاجئ حبيبين في سيارة فتأخذها منهما عنوة وتتركهما في العراء .
الليل كله أرباح بالنسبة لمثلي على الأقل وصاحب ذلك المتجر الصغير سيكون مصدر دخلي الليلة وهذا خطؤه .
ما كان ينبغي له ان يظل في متجره الصغير في ساعة متأخرة كهذه , هذا خطؤه بالتأكيد وعندما وصلت الى ذلك المتجر تضاعفت دهشتي عندما فوجئت بأنه متجر لبيع ألعاب الأطفال !!
أي متجر ألعاب هذا الذي يظل مفتوحا في منطقة أغلقت كل أبوابها وفي مثل هذه الساعة ؟!
بل أي أحمق يبقى هنا بعد أن انصرف الجميع ؟! أي أحمق ؟! دفعت باب المتجر الزجاجي وأنا أتحسس مديتي مرة أخرى ووقفت في المتجر أتلفت حولي في توتر لم يكن هناك أحد ..
فقط ألعاب من البلاستيك والفراء تملأ كل الأرفف ولا أحد تنحنحت على نحو عصبي وأنا أقول : هل من أحد هنا ؟!
اثر سؤالي فتح أحدهم بابا جانبيا لم أكن لأنتبه الى وجوده أبدا لتشابهه المتقن مع الجدار من حوله فتراجعت بحركة عصبية حادة وتطلعت في دهشة الى شيخ طاعن في السن بدا شاحبا على نحو عجيب على الرغم من ابتسامته الهادئة الطيبة وهو يقول : أنا هنا يا بني .
مرأى ذلك الشيخ الذي ينقل قدميه في صعوبة جعل فكرة الرحيل تراودني لحظة الا أنني لم ألبث أن طرحتها جانبا وأنا أقول في خشونة : اريد هدية ميلاد لابن شقيقتي , رمقني الشيخ بنظرة طويلة خلت معها أنه سيستنكر قدومي في هذه الساعة لشراء هدية عيد ميلاد الا أنه لم يلبث أن قال في هدوء : لقد جئت في الوقت المناسب أدهشتني بشدة عبارته التي لا تتناسب فعليا مع الوقت ولكنه أضاف وهو يشير بابتسامة باهتة الى كومة ألعاب غير متراصة بعناية لقد كنت أجري جردا لمجموعة ألعاب سنقدمها بتخفيض كبير في حفل الافتتاح غدا .
أدركت عندئذ لماذا بقي الرجل في متجره حتى هذه الساعة المتأخرة فغمغمت في شيء من الخشونة التي لم أتعمدها : هذا من حسن حظي .
عاد الشيخ يبتسم ابتسامة أشد شحوبا من وجهه وهو يغمغم , انه قدرك .
كان حديثه عن حفل الافتتاح في الغد قد أصابني ببعض الاحباط نظرا لأن هذا سيعني خلو خزينته من النقود .
ثم أنه ما من لص يحترم نفسه يمكن أن يسرق كومة من الألعاب والدمى الفرائية السخيفة ..

بيانات الرواية


الأسم: الستار الأسود
المؤلف: د.نبيل فاروق
الناشر: سبارك للنشر
عدد الصفحات: 133
الحجم:  52 ميغا بايت
تحميل رواية الستار الأسود

تعليقات