هيباتيا … والحب الذي كان لـ داود روفائيل خشبة

يروى الكتاب فى قالب روائى الأيام الأخيرة من حياة هيباتيا، الفيلسوفة السكندرية التى اغتيلت بطريقة وحشية فى عام 415 م. فيما يتعلق بالوقائع المحققة يلتزم الكتاب الأمانة التاريخية، أما قصة الحب التخيلية فيعالجها المؤلف فى إيماءات، يرسمها بلمسات خفيفة

مقتطفات من الرواية


لم تستقل هيباتيا مركبتها للذهاب إلى المدرسة فنادرا ما كانت تستخدم عربته الخاصة في الرحلة إلى المدرسة أو العودة إلى البيت ، كان ذلك من ناحية نوعا من الاهتمام بكريستوفروس ، الحوذي العجوز الذي دخل في خدمة العائلة يوم ولادتها – كما كان والداها يقولان لها ؛ و من ناحية اخرى لأنها كانت تستمتع بالسير إلى المدرسة . و حتى اثناء الموسم البارد بين شهري طوبة و برمهات و فيما عدا الايام التي يكون الجو فيها سيئا للغاية كانت تستمتع بنزهتها اليومية . في الصباح كانت تتمشى متأملة أو تاركة نفسها للشعور بالرضا لمجرد انها تتمتع بالحياة . و في نهاية اليوم كانت تترك ارض هيباتيا … والحب الذي كان المدرسة محاطة بمجموعة من تلاميذها و تسير معهم متمهلة تجيب على اسئلتهم أو تستمع اليهم بسرور و هم يتجادلون فيما بينهم أو يعلقون على المحاضرة التي القتها عليهم قبل ذلك اثناء اليوم . و قد تقول ضاحكة لزملائها الأرسطيين : " انا مشاءة ايضا كما تعرفون لكن فقط بالمعنى اللغوي الاصلي للكلمة " .
كانت هيباتيا تسير برشاقة و كان النسيم البارد القادم من البحر المتوسط يرفع من الابتهاج الذي يجتاح كيانها كله . كانت فرحة فقد توصلت لتوها إلى فكرة رائعة لسلسة محاضراتها الجديدة . و للحظة خطر ببالها ليس ذكرى و لكن لحظة عاشتها مرة اخرى اخذتها عشرين عاما في الماضي عندما كانت في بداية عملها بالتدريس . في ذلك الوقت مع شعلة الشباب وقعت في الحب و عاشت اياما من السعادة قبل ان تنقلب التجربة إلى مرارة . أسرعت بطرد هذا التفكير من رأسها في الوقت الحاضر كان الامتلاء بالحماسة لفكرتها الوليدة لمحاضراتها القادمة هو ما يغمر روحها .
إن ما تنطوي عليه أسطورة إيزيس و أوزوريس من رؤية باطنية و ما تنطوي عليه فلسفة افلاطون من رؤية ميتافيزيقية ليس فقط في محاورة بارمنيدس ، كلتاهما تلقي الضوء على الاخرى . و معا تعطيان لنا فلسفة غنية تدور حول الكينونة و الصيرورة . الاسطورة و فكر افلاطون و فكر افلوطين كلها تعبر بطرائق مختلفة عن نفس الرؤية . و يمكن ايضا ان نجد نفس الرؤية في بعض الادبيات المسيحية . و الرؤية هي كل ما تدور حوله الفلسفة و ليس الصدق الذي هو وهم و خادع . عند هذه الفكرة سمحت هيباتيا لنفسها بغمزة عين تهنئ بها نفسها فقد كان هذا احد الموضوعات المحببة اليها و كانت تستخدم هذا التعبير احيانا لمشاكسة اصدقائها الارسطيين .
في طريقها مرت بالقرطاسي الذي اعتادت التعامل معه ، ليفي ، رجل يهودي عجوز طيب لم يكن فقط يمدها بأدوات الكتابة و لكن ايضا من وقت لأخر كان يقدم لها مخطوطا قيما . احيانا كانت تمازح الرجل العجوز قائلة : " لقد ورثتك من ابي كما تعلم " . عندما كان ثيون ، والدها ، رئيسا على موسيون الاسكندرية كان هو ايضا يشتري أدواته الكتابية و بعض المخطوطات من حين لأهر من عند ليفي .

بيانات الرواية




الاسم : هيباتيا … والحب الذي كان
المؤلف : داود روفائيل خشبة
عدد الصفحات : 144
الحجم : 1.6 ميجا
تحميل رواية هيباتيا … والحب الذي كان


 

تعليقات