دفتر مايا لـ ايزابيل ألليندي


تسرد إيزابيل الليندي في هذه الرواية المشاعر المعلنة لمايا عندما تكون في التاسعة عشرة من عمرها بواقعية سلسة وبنوع فضفاض من الروي

مفتطفات من الرواية

صيف كانون الثاني , شباط , آذار
منذ أسبوع عانقتني جدتي بلا دموع في مطار سان فرانسيسكو وكررت القول لي بأنني اذا كنت أثمن حياتي بشيء علي ألا أتصل بأحد أعرفه الى أن يتأكد لنا يقينا أن أعدائي قد توقفوا عن البحث عني فجدتي نيني مصابة بوسواس هذياني مثل جميع أهالي جمهورية بيركلي الشعبية المستقلة الذين تلاحقهم الحكومة والكائنات الفضائية ولكنها لم تكن تبالغ في حالتي فكل اجراء احترازي يبدو قليلا , سلمتني دفترا من مئة ورقة كي أسجل يوميات حياتي مثلما فعلت منذ الثامنة حتى الخامسة عشرة من عمري عندما انحرف مصيري وقال لي : " سيكون لديك وقت الى حد الملل يا مايا .
استغليه في كتابة الحماقات التي اقترفتها لعلك تقدرين ثقل حجمها " , توجد عدة دفاتر ليومياتي مختومة بشريط لاصق صناعي كان جدي يخبئها وراء قفل في منضدة مكتبه وتحتفظ بها الآن نيني في دفتر مايا لـ ايزابيل ألليندي علبة حذاء تحت سريرها سيكون هذا الدفتر هو دفتري رقم 9 .
وتعتقد جدتي نيني أن هذه الدفاتر ستفيدني عندما أحتاج الى علاج نفساني لأنها تتضمن مفاتيح فك عقد شخصيتي ولكن لو أنها قرأتها لعرفت أنها تتضمن ركاما من الخرافات القادرة على تضليل فرويد نفسه , وجدتي لا تثق من حيث المبدأ بالمهنيين الذين يكسبون أجورهم بالساعة لأن التوصل الى نتائج سريعة لا يناسبهم ولكنها تستثنى مع ذلك المعالجين النفسانيين لأن أحدهم أنقذها من الاكتئاب ومن حبائل السحر عندما خطر لها التواصل مع الموتى .
وضعت الدفتر في جعبتي كيلا أغضبها دون أن يكون في نيتي استخدمه ولكن الوقت هنا يتمدد طويلا في الحقيقة والكتابة هي طريقة لشغل ساعات الفراغ .
وقد كان هذا الأسبوع الأول من النفي طويلا جدا بالنسبة الي , انني في جزيرة صغيرة تكاد تكون غير مرئية على الخريطة تعيش في أوج العصور الوسطى أجد تعقيدا في الكتابة عن حياتي لأنني لا أعرف ما هو مقدار الذكريات في ما أكتبه وكم منه هو نتاج مخيلتي فالتزام الحقيقة الصارمة قد يبدو مملا ولهذا ودون انتباه مني أحور الحقيقة أو أبالغ فيها لكنني قررت تصحيح هذا العيب والتقليل قدر الامكان من الكذب في المستقبل أنا أكتب بيدي مثلما هي الحال الآن بالرغم من أن أبناء قبيلة اليانوماني في الأمازون صاروا يستخدمون الكمبيوتر لهذا أتأخر كثيرا ولا بد أن كتابتي تبدو سيريلية لأنني أعجز أنا نفسي عن حل رموزها ولكنني أفترض أنها ستأخذ بالاستواء صفحة بعد صفحة فالكتابة هي مثل ركوب الدراجة : لا تنسى حتى لو أمضى أحدنا سنوات دون ممارستها أحاول التقدم وفق نظام تسلسل زمني ذلك أنه لا بد من اتباع نظام ما , وقد فكرت في أن هذا النظام يسهل علي ولكنني أفقد خيط التسلسل الزمني أحيانا وأمضي نحو التفرعات أو أتذكر شيئا مهما بعد أن أكون قد تقدمت عدة صفحات ولا أجد مفرا من اقحامه فذاكرتي تتحرك أثناء الكتابة في دوائر بحركة حلزونية وبقفزات بهلوان من لاعبي العقلة .
أنا مايا بيدال , تسعة عشر عاما الجنس أنثى عزباء وليس لي حبيب لانعدام الفرص وليس لأني متطلبة ولدت في بيركلي بكاليفورنيا جواز سفر أمريكي لاجئة بصورة مؤقتة في جزيرة بجنوب العالم .

بيانات الرواية


الأسم: دفتر مايا
المؤلف:  ايزابيل ألليندي
الناشر:  دار دال للنشر
عدد الصفحات: 416
الحجم:  6 ميغا بايت
تحميل رواية دفتر مايا

تعليقات