مرسى فاطمة لـ حجي جابر


تحكي الرواية عن رحلة البحث عن سلمى التي اختفت فجأة لتبدأ رحلة الشقاء في المعسكرات ومقاطعات تجار البشر، ورعب تجاوز الحدود، وبؤس القرى المنسية..

مقتطفات من الرواية

لم تكتمل فرحتي بقدوم الحافلة حين وجدتها مختنقة بالركاب ,لوحت بيأس فقابلتني اشارة رفض لا مبالية تمر الحافلة المنهكة على مهل بينما تتعلق بي عيون ركابها الملتصقة بالزجاج , ستغضب سلمى .
من بعيد أرقب اخرى تسير بتثاقل ألوح بكلتا يدي وانا أمني النفس بحظ أفضل هذه المرة تتوقف الحافلة على بعد أمتار أهرول نحوها ينفتح بابها
الخلفي لتتدحرج من بين الأجساد المتزاحمة عجوز تنوء بحقيبة جلدية مهترئة أنتظر خروجها بنفاد صبر وقبل انزياحها من أمامي تماما تنزرع فتاة في كامل زينتها لتشغل الفراغ الذي خلفته العجوز ويغلق الباب , لم يخفف من حنقي ال اتيخلي لمنظر الفتاة بعد وصولها لوجهتها دون كل تلك الزينة .
مرسى فاطمة لكن سلمى ستغضب .. أخيرا وجدت مكانا في الحافلة التالية , مضى الوقت ثقيلا وانا محشور بين الباب وجسدين لم أتبين ملامح أصحابهما لفرط التصاقهما بي , لحظة وحيدة ارتحت فيها من هذا العناء حين توجب علي النزول لأسمح بخروج راكب وصعود آخر ثم سرعان ما عدت الى حياتي تلك .
وصلت أخيرا الى " اندا ماريام " حيث نزل معي معظم الركاب , اسرعت نحو مرسي فاطمة وأنا أتخيل وجه سلمى الغاضب وارتب اعذاري بينما امر وسط مجموعة راهبات .
بالكاد قبلت عذر البارحة حين تسمرت وحيدة في انتظاري بينما كنت واقفا في شارع مجاور مع فتاة لتوها من قرتنا الى العاصمة أخذتنا حكايات القرية وأخبار أهلها وسلمى يلعب بها القلق الى ان رأتنا معا فاستحال قلقها غضبا حارقا لم تخلصني منه الا ايمان مغلظة باخلاصي لها .
كنت وحيدا الا من بضعة طلبة حين بلغت مكاننا المعتاد خلف الكنيسة ووسط شارع تتوسطه مدرسة أسمرا الثانوية ولم أجد سلمى ...
حاولت سؤال العم بطرس لكنه كان مشغولا بزبائنه عدت الى المكان وعيني تتوزع بين مدخل الشارع والمتجر , خلا الشارع تماما فعدت الى الرجل لكنه لم يكن متأكدا ما اذا كان قد لمح سلمى وسط ضجيج الطلبة .
اقتربت من باب المدرسة فوجدته موصدا تأكدت حينها أن سلمى غادرت غاضية , كانت لا تزال غاضبة اقتربت منها فخطت خطوة الى الأمام عاودت الاقتراب فلم تتحرك هذه المرة شعرت أنه الاذن لي بالكلام :
" سامحيني .. عاد الحاج بعد الصلاة على غير عادته , فانتظرته حتى يغادر .. لم أكن لأفوت لقاءك دون قاهر "
كانت لا تزال تدير ظهرها لي , شعرها وحده بدا مرتاحا لوجودي , كان يتراقص بغنج وكأنه يعيد غزل ما تنقصه سلمى .
دون وعي وجدتني أستجيب لهذا الاستدراج الساحر , مددت يدي ولامست شعرها بلطف بدأت من الاعلى نزولا , غاصت يدي في عمق شعرها دون ارادة مني شعرت أنها ذهبت بعيدا تورطت أكثر من اللازم حاولت سحبها , التوقف على أقل تقدير لكنها كانت تغوص أكثر كل هذا وسلمى غارقة في صمتها مددت يدي الأخرى كي أوقف انجرافي في شعرها لكن الأمور تعقدت أكثر فبدأت الخصلات تلتف حول أصابعي باحكام استحالت خصلات شعرها الى دوائر لا متناهية العدد .

بيانات الرواية:


الأسم: مرسى فاطمة
المؤلف: حجي جابر
الناشر: المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات: 250
الحجم:  3 ميغا بايت
تحميل رواية : مرسى فاطمة

تعليقات