في الخارج مطر القطرات الكبيرة تحدر الأسفلت ضباب حفيف يسبح فوق المدينة ، استشعاع مزرق عرفت على الفور أنه هناك بهدوء شديد اقتربت منه واجهني وفي الحين محقنه بنعل حذائي الأيسر المحفوظ من كوارث الجرذان ونذور الكهان .
مفتطفات من الرواية
وصلت اليوم الى مكتبي متأخرا أنا لا أحب الأيام الممطرة , الأطفال فيها يهيجون وحركة المرور تغدو لا منفذ منها عندئذ يشرع هو في التظاهر بجدية أنا لا أحفل به كثيرا لكن فكرة ملاقاته لدى خروجي من البيت تجعلني عصبيا ومهما بكرت في الذهاب الى الشغل فأنا أبدا لا اصل في الوقت المحدد .
سائق الباص يتعمد الثرثرة مع الركاب انه دائما السائق نفسه فأنا دقيق في تأخري اذا ما فاتني وهو ما يحدث غالبا باص الثامنة والنصف فان ذاك الذي يمر في الثامنة وخمس وأربعين لا يمكن أن يفوتني أبدا مع القليل من الحظ قد أصل في الوقت .

اذن وصلت متأخرا كانت الساعة التاسعة وسبع دقائق , قيدت ذلك على قصاصة صغيرة من الورق سوف أشتغل سبع دقائق اضافية اليوم ينبغي ألا أنسى عندما دخلت نظر الموظفون الى ساعة الحائط بل وابتسمت السكرتيرة سجلت ذلك أيضا على قصاصة ورق أخرى وضعتها في جيب سترتي الأيسر كنت قد وضعت ورقة تاخري في الجيب الأيمن هكذا لا أنسى شيئا اذ أنني أسجل كل شيء ولتواصل هي ابتساماتها ألست الرئيس ؟ كانت أمي تقول : الجمل ما يرى حدبته والسكرتيرة أيضا هي غير حدباء لكن لا فرق طبعا لا أحد تجرأ على ابداء ملاحظة انهم يعرفون عقوباتي الصارمة .
لم أتحقق من الوقت الذي شاهدته فيه لا جدوى من ذلك فهو مثال للدقة ولكن حسب الطقس ان يكن جافا أو ممطرا , التغيير يطرأ على ساعة بالضبط أنا لم أشتر ساعة دقيقة التوقيت هباء ذاك مال أحسنت استثماره فالمسألة متعلقة بحياتي وحياتي لها قيمتها .
لو كان لكل الناس دقتي لما كانت المدينة على هذه الحال من القذارة ولذلك فحياتي نفيسة أنفس من حياة سائق الباص فضلا عن أنه سيموت قريبا , سوف يقتله التضخم أنا أعي ما أقول , انه ما يسمى بالتضخم المستورد انني أقرأ الصحف أقص منها أهم المقالات ستكون سنة قاسية على البلدان المتخلفة لكني أعرف كيف تكون المواجهة لا جدوى من الشكوى أشك في أن ذلك الرجل يقوم بدعوة للتخريب مع كل الساخطين الذين ينقلهم ليس أمامه سوى معضلة الاختيار جمهوره فاتح آذانه له , هناك دائما من ينتهي بمناولته سيجارة الشيء الذي لا يمنعه من مواصلة الشكوى والتدخين في حين أن ذلك ممنوع منعا باتا لدى انقضاء نهاره يكون قد دخن علبة بالمجان وصلت مكتبي متأخرا بالرغم من أن لا ناقة لي ولا جمل في التضخم المستورد , همي الأكبر نظافة المدينة غير أني أواكب الأحداث اثنان أو ثلاثة مراكز اهتمام لا أكثر والا فالتشتت واهدار الوقت .
أما الجرذان فهي لا تضيع وقتها انها خمسة ملايين تستهلك وتتناسل يا للرقم ! سكرتيرتي لا تصدقني تعتقد أنني أخرف , السلطات نفسها لا تود السماع به اطلاقا .
بيانات الرواية
المؤلف: رشيد بوجدرة
الناشر: المؤسسة الوطنية للاتصالANEP
عدد الصفحات: 112
الحجم: ( ميغا بايت
تحميل رواية الحلزون العني
روابط تحميل رواية
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق