رواية أيام معه لكوليت خوري أكتسبت شهرتها من معلومة أو إشاعة مفادها أن أبطال الرواية الحقيقيون هم نزار قباني و كوليت خوري و أن أحداث الرواية ما هي ألا أحداث حقيقية حصلت في حياة الكاتبة و ترويها لنا في صورة رواية رومانسية و أجادت كوليت خوري في حبكة الرواية و اختيارها للألفاظ و كذلك تسلسل الاحداث
زحفت نظراتي ببطء وبرود .. فتسلقت قامته المديدة وتوقفت , غريبة عند ثغره ثم راحت تنبش في عينيه وتبحث فيهما عن شيء عن أي شيء عن أثر من احساساتي الماضية .
ولكن عبثا ! هذه العيون التي كانت تشع وتوحي الي بألوف المعاني تبدو فارغة ...
وهذه الشفاه التي كانت تصب اليحاة في وجهي .. وفي مقلتي تبدو متدلية .. تدل على السذاجة .. هذا الرجل المنتصب أمامي طالما وددت لو اتلاشى في ظله , طالما تمنيت أن اضمحل بين ذراعيه .. يبدو مترهلا .. عاديا
اني أنظر اليه وكأني أراه لأول مرة !
اخذت من يده الكتاب .. ومشيت نحو الباب خرجت الى الشارع بخطوات ثابتة , شعرت بأن شيئا قد حرر قدمي من القيود .. ما أجمل هذه الليلة .
الجو هادئ والسماء تعكس على صفحاتها صفاء قلبي وهناك بين النجوم المبعثرة تلمع آمالي فتشق لحياتي آفاقا جديدة .
ركبت سيارتي وقدتها على غير هدى .. أحسست بحاجة الى التحليق في الفضاء أردت أن أطير لأسستقبل على وجني بوح النسيم العليل ولأستنشق عبير الحرية .. حريتي من نفسي ..
وعاد بي التفكير الى الماضي وتوالت الأيام صورا في مخيلتي وأخذت أستعيد الذكريات دون أن أحياها كأنني أشاهد شريطا سينمائيا تدور حوادثه أمام عيوني ولا يؤثر في نفسي بشيء .
على حطام أمنيات بعيدة .. وعلى أشلاء ماض بدا طويلا برغم قصره وفي نفسية كرهت الحياة من حبها الحياة عاشت قصتي منذ سنة تقريبا .
أيام وأيام قبلها مرت وسنون طواها الدهر وغابت وذكريات حزينة نامت في حنايا النسيان كلها تنبعث الآن من ذاكرتي ليمر بعض حوادثها صورا خاطفة أمام ناظري يمهد سبيل هذه القصة ويعطيها معناها الحقيقي .
أعود الى السنة التي تركت فيها المدرسة , بعد أن حصلت على شهادة " البكالوريا " وكنت في السابعة عشرة .
وملأ النجاح حاضري بالنشاط , وزين مستقبلي بالآمال .
لكن والدي رفض أن أكمل دراستي وأدخل الجامعة لأن الفتاة في بلدي لا حاجة بها الى الشهادات العليا !
زلزلني رفضه !
كيف .. كيف أقبل أن أعيش حياة تافهة ؟
كيف أرضى أن أعيش بين أربعة جدران أقتل طموحي بالملل وادفن آمالي في انتظار العريس ؟
لا !
أنا لم أوجد فقط لأتعلم الطهي ثم أتزوج فأنجب أطفالا ثم أموت !
اذا كانت هذه هي القاعدة في بلدي فسأشذ أنا عنها أنا لا أريد أن أتزوج !
أنا أريد أن أعيش حياتي , لا أن ترسم حياتي ! أريد أن أحصل على شهادات عالية , أريد أن أدرس الموسيقى أن أتعلم الغناء , أن أكتب الشعر أن أرسم أن أعمل , أن أشتغل , أن أسافر .. أريد أريد .. أريد ...
وكم وكم يريد طموح السابعة عشرة !
يريد ابتلاع الدنيا لأنه لم يرتكز على فكرة معينة بعد يتبعثر في كل نواحي الحياة لأنه لم يجد توجيها من الأهل يجعله يختار مجرى حياته الحقيقي الواحد فيصب فيه تياره الجامح .
الأسم: أيام معه
المؤلف: كوليت سهيل
الناشر: المكتب التجارى للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 417
الحجم: 8 ميغا بايت
تحميل الكتاب أيام معه
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقدمة
زحفت نظراتي ببطء وبرود .. فتسلقت قامته المديدة وتوقفت , غريبة عند ثغره ثم راحت تنبش في عينيه وتبحث فيهما عن شيء عن أي شيء عن أثر من احساساتي الماضية .
ولكن عبثا ! هذه العيون التي كانت تشع وتوحي الي بألوف المعاني تبدو فارغة ...
وهذه الشفاه التي كانت تصب اليحاة في وجهي .. وفي مقلتي تبدو متدلية .. تدل على السذاجة .. هذا الرجل المنتصب أمامي طالما وددت لو اتلاشى في ظله , طالما تمنيت أن اضمحل بين ذراعيه .. يبدو مترهلا .. عاديا

اخذت من يده الكتاب .. ومشيت نحو الباب خرجت الى الشارع بخطوات ثابتة , شعرت بأن شيئا قد حرر قدمي من القيود .. ما أجمل هذه الليلة .
الجو هادئ والسماء تعكس على صفحاتها صفاء قلبي وهناك بين النجوم المبعثرة تلمع آمالي فتشق لحياتي آفاقا جديدة .
ركبت سيارتي وقدتها على غير هدى .. أحسست بحاجة الى التحليق في الفضاء أردت أن أطير لأسستقبل على وجني بوح النسيم العليل ولأستنشق عبير الحرية .. حريتي من نفسي ..
وعاد بي التفكير الى الماضي وتوالت الأيام صورا في مخيلتي وأخذت أستعيد الذكريات دون أن أحياها كأنني أشاهد شريطا سينمائيا تدور حوادثه أمام عيوني ولا يؤثر في نفسي بشيء .
أيام وأيام قبلها مرت وسنون طواها الدهر وغابت وذكريات حزينة نامت في حنايا النسيان كلها تنبعث الآن من ذاكرتي ليمر بعض حوادثها صورا خاطفة أمام ناظري يمهد سبيل هذه القصة ويعطيها معناها الحقيقي .
أعود الى السنة التي تركت فيها المدرسة , بعد أن حصلت على شهادة " البكالوريا " وكنت في السابعة عشرة .
وملأ النجاح حاضري بالنشاط , وزين مستقبلي بالآمال .
لكن والدي رفض أن أكمل دراستي وأدخل الجامعة لأن الفتاة في بلدي لا حاجة بها الى الشهادات العليا !
زلزلني رفضه !
كيف أرضى أن أعيش بين أربعة جدران أقتل طموحي بالملل وادفن آمالي في انتظار العريس ؟
لا !
أنا لم أوجد فقط لأتعلم الطهي ثم أتزوج فأنجب أطفالا ثم أموت !
اذا كانت هذه هي القاعدة في بلدي فسأشذ أنا عنها أنا لا أريد أن أتزوج !
أنا أريد أن أعيش حياتي , لا أن ترسم حياتي ! أريد أن أحصل على شهادات عالية , أريد أن أدرس الموسيقى أن أتعلم الغناء , أن أكتب الشعر أن أرسم أن أعمل , أن أشتغل , أن أسافر .. أريد أريد .. أريد ...
وكم وكم يريد طموح السابعة عشرة !
يريد ابتلاع الدنيا لأنه لم يرتكز على فكرة معينة بعد يتبعثر في كل نواحي الحياة لأنه لم يجد توجيها من الأهل يجعله يختار مجرى حياته الحقيقي الواحد فيصب فيه تياره الجامح .
بيانات الكتاب
الأسم: أيام معه
المؤلف: كوليت سهيل
الناشر: المكتب التجارى للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 417
الحجم: 8 ميغا بايت
تحميل الكتاب أيام معه
روابط تحميل كتاب أيام معه
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الروايات
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق