وقوف متكرر لـ محمد صلاح العزب

قوف متكرر" رواية صغيرة مبهرة العوالم، تصور مشاهد مختلفة من حياة بطل مهمش يرتحل بين جنبات مدينة القاهرة، التى تكرس لانهياره الطبقى المتتالى، من "شبرا الخيمة" إلى "مدينة السلام" إلى "شبرا مصر"، حياة شاب يبحث عن تمردات صغيرة،

مفتطفات من الرواية


ستدعوهم كلهم الى هنا : أباك وأمك التي قالت ف البداية : " يعني ايه عازب يسكن لوحده يعني ؟ ! " وهزت رأسها باستنكار وأخاك وأختك وهند بنت خالك التي وافق أبوها بشكل مبدئي على الارتباط ستفاجأ بها بعد ذلك طارقة الباب عليك دون أي اشارة سابقة لاحتمال مجيئها , سترى الأنثى الوحيدة التي نجحت في تسريبها الى هنا معك بالداخل فتنزل باكية ونتهي كل شيء .
" وانا كمان عايزة آجي أشوفك هتقعد تعمل ايه هناك " .
تتحركون كلكم من مدينة السلام , وهم يحملون شنطا بها طعام وملابس وكوتشينة كما لو كانت رحلة .
وقوف متكرر تمشي الى جوار أبيك فتكتشف أنك لم تخرج معه منذ مدة طويلة وأنك مرتبك لا تجد شيئا تقوله فتسأله عن صحته بود زائد يمنح أكثر للغرباء وتتعمد مقاربة خطواتك وتضغط على الأرض بشدة حتى تسير على مهله , وتدرك انه يفكر تجاهك بنفس الشكل تلمح ذلك في رده عليك ب " الله يخليك يا بني " و " نحمد ربنا " وفي الأسئلة القصيرة المبتورة التي يوجهها اليك , تصمتان طويلا فيقول :
" سايب بنت خالك لوحدها ليه ؟ ارجع امشي معاها عشان ما تزعلش " .
تمتن له , وترجع فتسير معها صامتا تراه يسير ببطء وتعب تأخذها وتسيران معه فيتمازحان وأنت تتفرج عليهما وتضحك .
تركبون أتوبيس 940 ولا تدفعون يقول أبوك للكمسري : " مصلحة " .
ويشير له على الكراسي الستة الت تجلسون عليها ولا يخرج كارنيه " هيئة النقل العام " .
يرد الكمسري متضايقا : " صباح الفل يا حاج "

ويمر , تختار أنت وهند الكرسي الأخير حتى تجلس ملتصقا بها وتمسك يدها دون أن يروك .
غرفة واسعة بسقف مرتفع ومصباح أصفر يضع ظلالا أكثر مما يضيء طلاء قذر ومتساقط وبلاط ملخلخ يصدر صوتا عند المشي فوقه رطوبة ناشعة حتى ثلث الجدار وبدون أي نافذة على الشارع فقط فتحة صغيرة على المنور مغلقة بكرتونة شيبسي مفرودة ومدقوقة من أعلى ترفعها فيواجهك على بعد 30 سم تقريبا حائط الحمام المشترك للدور الثاني كله , وبأعلاه فتحة مربعة تنتقل اليك الروائح والأصوات .
تدخل أنت ومحمد عبد المنعم صاحبك الذي تناديه ب " منعم " والتي تضايق منها أبوه عندما سمعك تناديه بها في بيتهم أول مرة , ولكنهم تعودوا عليها بعد ذلك وصاروا ينادونه بها تتصل به وتسلم على أبيه تقول له : " محمد موجود يا عمي ؟ " .
فيقول لك : " خليك معايا " وتسمعه وهو ينادي : " يا منعم ... تليفون يا منعم "
تدخلان ومعكما السمسار وصاحبة البيت السمينة التي قالت دون مبرر ودون أن تساومها على شيء :
" تسعين جنيه في الشهر .. مادفعتهمش يوم واحد .. يوم اتنين تلاقي هلاهيلك في الشارع "
في البداية كان منعم يشجع فكرة الغرفة لتجدا " مكنة " مناسبة لكن هنا يستحيل أن تصعد أي واحدة فظل يخبطك في جنبك حتى تنزلا لكنك رأيتها أفضل الغرف التي تفرجتما عليها .

بيانات الرواية

الأسم:  وقوف متكرر
المؤلف: محمد صلاح العزب
الناشر:  ار الشروق
عدد الصفحات: 81
الحجم: 3 ميغا بايت
تحميل رواية وقوف متكرر

تعليقات