أحياناً أتريث في منتصف الطريق بين المصلى والسور الحديدى وتقفز إلى ذهنى ذكريات مؤلمة
مفتطفات من الرواية
" المعلم الخاص , كارل ايفانتش "
في اليوم الثاني عشر من أغسطس سنة – 18 وهو اليوم الثالث بعد تاريخ ميلادي العاشر وكنت قد تسلمت هدايا رائعة للغاية أيقظني كارل ايفانتش في الساعة السابعة صباحا وهو يضرب ذبابة بمذبة من ورقة مسكرة مثبتة الى عصا وقد فعل هذا بطريقة خرقاء حتى أنه قلقل صورة ملاكي المعلقة على رأس سريري المصنوع من خشب السنديان وسقطت الذبابة الميتة على رأسي مباشرة واختلست النظر من تحت الغطاء وثبت الصورة التي كانت لا تزال تهتز , ونفضت الذبابة الميتة الى الأرض ونظرت الى كارل ايفانتش بعينين حانقتين يساورهما النعاس ولكنه تابع طريقه بحذاء الجدران يصوب ويذب وهو في عباءته الفضفاضة متمنطقا بحزام من القماش لابسا على رأسه غطاء أحمر ذا عذبة محبوكة .

وبينما كنت أعبر عقليا على هذا الوجه عن ضيقي بكارل ايفانتش , اقترب من فراشه وتطلع الى الساعة المعلقة فوقه , وكان ينتعل خفا مطرزا بخرز من الزجاج فعلق مذبته على مسمار ثم التفت نحونا وهو يبدو على أحسن حالاته العقلية وصاح بصوته الألماني اللطيف : " انهض أيها الطفل انهض .. لقد حان الوقت ..ان أمك في القاعة " .
ثن قصد الي وجلس عند قدمي فأخرج من جيبه علبة السعوط وتظاهرت أنا بالنوم ؟ وتناول كارل ايفانتش قبضة من السعوط ومسح أنفه وطقطق أصابعه ثم وجه انتباهه الي وأخذ يدغدغ قدمي ويضحك أثناء ذلك ثم قال " هيا هيا يا كسول " .
وعلى كثرة ما كنت أفزع من الدغدغة فانني لم أقفز من فراشي أو أجب باية اجابة بل دفنت رأسي تحت الوسادة , ورفست بكل ما استطعت من قوة واستخدمت كل جهد لتحاشي الضحك .
" ما أطيبه وما أشد حبه لنا , ومع ذلك كنت أسيء به الظن كثيرا !! "
لقد كنت ساخطا على نفسي وعلى كارل ايفانتش وكنت أريد أن أضحك وأصرخ : لقد كانت أعصابي مضطربة .
فصحت والدموع تترقرق في عيني : " آه , أرجو أن تتركني يا سيدي " ودفعت برأسي من تحت الوسادة فكف كارل ايفانتش عن دغدغتي مندهشا وأخذ يستفسر باهتمام عن أمري : هل كنت أحلم حلما مزعجا ؟ وكان وجهه الألماني الحنون والعطف الذي حاول به جاهدا التكهن بسبب بكائي كل ذلك أدى الى انهمار دموعي .
واعتراني الخجل ولم أستطع أن أعرف كيف تمكنت منذ هنيهة أن أكره كارل ايفانتش , وفكرت في أن عباءته وغطاء رأسه والعذبة كانت جميعا على العكس .
بيانات الرواية
المؤلف: ليف تولستوي
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
عدد الصفحات: 573
الحجم: 7 ميغا بايت
تحميل رواية الطفولة والصبا والشباب
روابط تحميل رواية الطفولة والصبا والشباب
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق