نباح لـ عبده خال

رواية نباح تجري أحداثها في السعودية اثناء فترة حرب الخليج و بالتحديد مدينة جدة و التي تحمل في ترابها العديد من الذكريات عن هذه الفترةيروي عبده خال قصة حب تبدأ في حارة ضيقة من حواري جدة و تستمر الاحداث واضعة عدة عراقيل أمام بطلي القصة و يسافر البطل في قلب الحرب إلى اليمن ليبحث عن حبيبته التي ضيعتها الحرب حيث أمرت الحكومة بترحيلهم إلى اليمن
مقتطفات من الرواية
فعلها ذاك القواد الخسيس .
هاهي الطائرة نفسها تقلع في طريق العودة و مدينة عدن تنام ملتحفة برداء البحر بعد أن سلبت بكارتها فلاذت بجمع ثيابها الممزقة لستر عورته المستباحة .
هكذا نعتها عياش قبل أن يلوح بيده مودعا على بوابة الفندق ، تصعد قدماي سلم الطائرة و شيء يسيل من صدري لاعنا هذه المدينة .
نباح لـ عبده خال مدينة خلع الانجليز رداءها و قبل أن تفيق عاقرها الروس و تركوها تتلفت باحثة عن مخلص يأتيها من خلف الغيب تتلفت صوب البحر و عندما تمل تعلق اهدابها على قمة جبل شمسان في انتظار مرتبك .
- حتى المدن تتشتت خطاها حين يمتطي صهوتها سائس اخرق .
هذا تعليل عياش للارتباك الذي تعيشه عدن ، يحفظ تضاريسها كما يعرف وجه أمه الذي تهدل بجريان ستين عاما جرفت جمال امرأة عدنية و لد في حي المعلا تنقل في احيائها كعود اراك مهمته تلميع ارصفتها و حين غادرها للعمل في السعودية اختنق و كاد يموت في ازقة جدة فنقل للعناية الفائقة تحت سماء عدن ليعود خيلا يصهل في كل حين و يحمحم بعشقه لها في المطبوعات المحلية .
فوجئ حين رآني اقف على باب منزله اتسعت حدقتاه من خلال نظارته المحدبة ( التي تغريني دائما برفعها و وضعها في مكانها المناسب ) جمعني بين ذراعيه مرحبا ، لم يكن ذابلا كما عهدته ، شيء ما يروي عروقه و يطفر من وجنتيه ... ليس هو ذلك الشخص الذي جمعني به مقاهي جدة المتناثرة على شاطئ الكورنيش كان شخصا حيا متدفقا .
في متجره بشارع قابل نكس رأسه بين ذراعيه و عندما عجز عن ابتلاع جملته انحنى و دس جملته في اذني :
- بلدكم حظيرة كبيرة تربي العجول لتذبحها بهذا الملل .... لا شيء فيها سوى العمل أو الموت !
يمقت السوفييت و الانجليز على السواء فكلاهما بذر في تربة عدن مسامير الوجع لتتحول المدينة إلى آهة بحجم الألم الذي مضى و الذي سيأتي .
ها هو يقف مرة أخرى لتوديعي نقف معا لمضغ فاصلة في عمر قصير كالأموات نتجاور و ليس لنا من هم سوى انتظار همة و شراسة نمل عليه أن ينجو مهمته بقرضنا بأسرع ما يمكن !!
حزم حقيبتي و ناولني تلك الاوراق الرسمية صامتا كان يعلم أني سأطلق على مسمعه : أين هي ؟
و قبل أن يتلقى هذه الرصاصة حمل حقيبتي و غمغم على عجل :
- سانتظرك عند بوابة الفندق .
نهار كسول يعرك اطرافه بين خطوات عمال الفندق المتوجسة من إحداث ربكة يمكن أن تفزع من اجساد نزلاء الفندق المنهكة .
تنام تلك الاجساد في هذا الضحى انتقاما من ليل اضنى اعطافها و سلب ماءها في صفقة ساقطة .
قبل أن اصل إليه كنت اتلفت في ممرات الفندق لا شيء هناك سوى تلك النادلة التي ابقت على ابتسامتها ناصعة و انكسار مريع يعتري وجهها و أنا اضع بين يديها ما تبقى من حساب مكوثي كنزيل حظي بمعاملة خاصة ... هكذا افهمتني السيدة التي انهت اجراء اخلاء غرفتي .

بيانات الرواية




الاسم : نباح
المؤلف : عبده خال
الناشر : منشورات الجمل
عدد الصفحات : 160
الحجم : 25 ميجا
تحميل رواية نباح

تعليقات