إن الارتباك المزلزل الذي عم انكلترا عام 1939 والسنوات الثمانية عشر التي قضاها جورج بولينغ عاملاً في شركة التأمين وزوجاً لهيلدا المزعجة إضافة إلى هاجسه المرعب من نشوب حرب مدمرة أخرى أعادته للتفكير ببلدته الريفية الصغيرة وسلامها المفقود لكن عودته إلى لواربينفيلد حررته من وهمه تماماً ليتسلل إلى روحه إحباط ورتاب .
خطرت الفكرة لي يوم وضعت فيه طاقم اسناني الاصطناعية الجديدة . و اني اتذكر ذلك الصباح جيدا ففي الثامنة إلا الربع منه هرولت من الفراش مسرعا لادخل الحمام قبل أن يشغله الاولاد . كان صباحا قاسيا و مقيتا من ايام كانون الثاني ( يناير ) بسمائه الرمادية المصفرة المعكرة و رأيت من نفاذة الحمام المربعة الصغيرة ما اسميناه حديقة خلفية و التي هي عبارة عن مستطيل من العشب لا تتجاوز ابعاده العشر ياردات طولا بخمسة عرضا و في وسطها بقعة جرداء مسورة بنبات الجناب و انك لتجد مثل هذه الحديقة في كل بيت من بيوت منطقة ايلسيميررود مع اختلاف وحيد و هو غياب
تلك ابقع إن لم يكن في العائلة أولاد صغار .
كنت اجهد كي احلق ذقني بشفرة حلاقة لم تكن تساعدني كثيرا بينما و الماء ينساب في الحمام . نظرت إلى وجهي في المرآة فرأيت في الاسفل طاقم الاسنان المؤقتة على رف المغسلة الصغير داخل قدح من الماء و قد امنها لي الطبيب وورنر إلى أن يتم تصنيع طاقم اسنان جديدة دائمة لي . في الحقيقة إن وجهي ليس قبيحا جدا فهو بحمرة القرميد و شعري اصفر بلون الزبد و عيناي زرقاوان باهتتنان و حمدت الله لان شعري لم يخطه الشيب و لم يتمكن منه الصلع و هكذا بعد أن اضع طاقم اسناني الجديدة فقد لا ابدو في السادسة و الاربعين و هو عمري الحقيقي .
دونت في مفكرتي أن اشتري شفرات حلاقة جديدة ثم بدأت في استخدام الصابون فغسلت ذراعي – بالمناسبة هما قصيرتان و سمينتان و مبقعتان بالنمش حتى الكوعين – تناولت فرشاة الظهر و غسلت لوحي الكتفين اللذين لا اتمكن منهما عادة مما يسبب لي الازعاج لكنهما ليسا الوحيدين فقط ، فأنا لا اتمكن من مناطق كثيرة من جسدي حاليا لأنني اصنف من الاشخاص البدناء . لا اقصد بذلك من يعرضون في المعارض للتسلية فوزني لا يزيد عن اربعة عشر حجرا و خصري بلغ الثمانية أو التاسعة و الاربعين في اخر مرة قسته فيها . كما انني لست من السمينين المقرفين فكرشي لا يتدلى حتى الركبتين انما انا عريض الارداف فقط و شكلي اسطواني كالبرميل .
هل تعرف ذلك النموذج النشيط الطيب القلب أو الرياضي الضخم الذي يمثل دائما روح الفريق و حياته و يكنونه بالمعضل أو المتين هذا هو صنفي و تخاطبني غالبية الناس ببولينغ السمين و اسمي هو جورج بولينغ .
في تلك اللحظة لم اشعر بأنني في روح الفريق و لا حياته بل كنت عرضة للشعور بالنكد الدائم الذي ينتابني منذ الصباح الباكر علما انني انام و اهضم طعامي جيدا . لقد عرفت السبب إنها اسناني المؤقتة اللعينة الموضوعة في القدح و التي بدت و هي في الماء كأنها اسنان جمجمة ميتة تولد فيك شعور بالالم و التعفن مثل قضم تفاحة مرة .
الاسم : الصعود الى الهواء
المؤلف : جورج اورويل
الناشر : مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم
عدد الصفحات : 283
الحجم : 17.5 ميجا
تحميل رواية الصعود الى الهواء
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية
خطرت الفكرة لي يوم وضعت فيه طاقم اسناني الاصطناعية الجديدة . و اني اتذكر ذلك الصباح جيدا ففي الثامنة إلا الربع منه هرولت من الفراش مسرعا لادخل الحمام قبل أن يشغله الاولاد . كان صباحا قاسيا و مقيتا من ايام كانون الثاني ( يناير ) بسمائه الرمادية المصفرة المعكرة و رأيت من نفاذة الحمام المربعة الصغيرة ما اسميناه حديقة خلفية و التي هي عبارة عن مستطيل من العشب لا تتجاوز ابعاده العشر ياردات طولا بخمسة عرضا و في وسطها بقعة جرداء مسورة بنبات الجناب و انك لتجد مثل هذه الحديقة في كل بيت من بيوت منطقة ايلسيميررود مع اختلاف وحيد و هو غياب

كنت اجهد كي احلق ذقني بشفرة حلاقة لم تكن تساعدني كثيرا بينما و الماء ينساب في الحمام . نظرت إلى وجهي في المرآة فرأيت في الاسفل طاقم الاسنان المؤقتة على رف المغسلة الصغير داخل قدح من الماء و قد امنها لي الطبيب وورنر إلى أن يتم تصنيع طاقم اسنان جديدة دائمة لي . في الحقيقة إن وجهي ليس قبيحا جدا فهو بحمرة القرميد و شعري اصفر بلون الزبد و عيناي زرقاوان باهتتنان و حمدت الله لان شعري لم يخطه الشيب و لم يتمكن منه الصلع و هكذا بعد أن اضع طاقم اسناني الجديدة فقد لا ابدو في السادسة و الاربعين و هو عمري الحقيقي .
دونت في مفكرتي أن اشتري شفرات حلاقة جديدة ثم بدأت في استخدام الصابون فغسلت ذراعي – بالمناسبة هما قصيرتان و سمينتان و مبقعتان بالنمش حتى الكوعين – تناولت فرشاة الظهر و غسلت لوحي الكتفين اللذين لا اتمكن منهما عادة مما يسبب لي الازعاج لكنهما ليسا الوحيدين فقط ، فأنا لا اتمكن من مناطق كثيرة من جسدي حاليا لأنني اصنف من الاشخاص البدناء . لا اقصد بذلك من يعرضون في المعارض للتسلية فوزني لا يزيد عن اربعة عشر حجرا و خصري بلغ الثمانية أو التاسعة و الاربعين في اخر مرة قسته فيها . كما انني لست من السمينين المقرفين فكرشي لا يتدلى حتى الركبتين انما انا عريض الارداف فقط و شكلي اسطواني كالبرميل .
هل تعرف ذلك النموذج النشيط الطيب القلب أو الرياضي الضخم الذي يمثل دائما روح الفريق و حياته و يكنونه بالمعضل أو المتين هذا هو صنفي و تخاطبني غالبية الناس ببولينغ السمين و اسمي هو جورج بولينغ .
في تلك اللحظة لم اشعر بأنني في روح الفريق و لا حياته بل كنت عرضة للشعور بالنكد الدائم الذي ينتابني منذ الصباح الباكر علما انني انام و اهضم طعامي جيدا . لقد عرفت السبب إنها اسناني المؤقتة اللعينة الموضوعة في القدح و التي بدت و هي في الماء كأنها اسنان جمجمة ميتة تولد فيك شعور بالالم و التعفن مثل قضم تفاحة مرة .
بيانات الرواية
الاسم : الصعود الى الهواء
المؤلف : جورج اورويل
الناشر : مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم
عدد الصفحات : 283
الحجم : 17.5 ميجا
تحميل رواية الصعود الى الهواء
روابط تحميل رواية الصعود الى الهواء
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق