عندما وصلا في نهاية رحلتهما إلى الوطن ذهب الفتى إلى السطان وأخبره أنه نجح في إحضار الأميرة الحسناء معه ، امتدحه السلطان لشجاعته ومهارته وأعطاه هدية ثمينة ، وأمر بالبدء بالاستعدادت لحفل زواج الأميرة إلى ولى العهد المزيف ، ولما رأت الفتاة أن المراد لها أن تتزوج إلى الأمير المزيف ضربته بوجهه .
في عصر التكنولوجيا و العقلانية و النفعية قد تبدو حكايات كهذه و كأنها أصداء من عصور الجهل و الخرافة و الاحلام و تعبير خيالي هروبي تعويضي عن العجز في مواجهة الظلم و القهر و الطغيان . لكن أليست حكايات الجن و السحر و العفاريت و الشياطين و الملائكة و الحيوانات و الطيور ... الخ جزءا من تراث الانسان الفكري و الديني و الواقعي الذي تشترك فيه كل دون استثناء ؟ اليس الخيال و التجريد و الرمز و الاسطورة جزءا لا يتجزأ من طبيعة العقل البشري ؟ أليست الانجازات المادية و العلمية و التكنولوجية سوى تحققات لافكار خيالية ؟
قد يظن بعضهم – و في ذلك جزء من الحقيقة – ان مثل هذه الحكايات هي مما يلائم الاطفال . و قد لاحظت انا – شخصيا – صحة ذلك حين بدأت في ترجمة هذه الحكايات و شرعت أحكيها قبل النوم لأبنتي ذات الست سنوات من العمر بدلا من تلك الحكايات التي كنت اقرأها لها من كتب و مجلات الاطفال .
لقد اظهرت ابنتي اهتماما غير متوقع بهذه الحكايات و راحت تلح علي دون ملل (( احك لي حكاية الاميرة الصامتة )) ، (( احك لي حكاية جمال الورد )) ، (( احك لي هذه ، احك لي تلك )) . ثم انها لم تعد تكتفي بحكاية واحدة كل ليلة كوسيلة لاستدعاء النوم ، بل وجدت ان الحكايات قد صارت وسيلة لطرد النوم مما جعلني اضطر إلى التظاهر بالنوم و انا احكي لها الحكايات كي اساعدها عليه . و لم يقتصر الامر على هذا ، لقد دهشت ان عرفت انها راحت تحكي الحكايات لأخوتها و أخواتها بلغة و انفعال و اسلوب مثير غير متوقع .
صحيح ان هذا يمكن ان تعتبر حالة خاصة مرتبطة بشروط محددة و لا يمكن ان يقاس عليها لكني لاحظت ان تلك الحكايات بما تتميز به من خيال و شاعرية و درامية لا بد من ان تمد قارئها بشيء مما قد يشبع رغبة أو هو ما لديه ، خصوصا انها في مجملها تمجد الشجاعة و الاقدام و تحث على الصبر و المثابرة من اجل تحقيق الغايات و تعلي من شأن قيم الصدق و الوفاء و الاخلاص كما تحط من قيم الغدر و الطمع و القسوة كل ذلك و غيره يقدم بلغة جميلة و في قالب درامي شيق . و لعلها بذلك توفر للطفل زادا تربويا غنيا اذا ما احسن تقديمه بالطريقة الملائمة .
ورد في مقدمة الكتاب الاصلي ان هذه الحكايات مستقلة عن الحكايات الاوروبية و الشرقية و حتى عن حكايات الليالي العربية في بيئتها و مضمونها . غير ان هذه مسألة يمكن ان تخضع للبحث الاكاديمي .
الامر اللافت هو ما أشار اليه جامع الحكايات و مترجمها إلى الانجليزية بقوله : (( إن الحكايات الخرافية التركية ليست كحكايات الف ليلة و ليلة ، بل هي حكايات الف نهار و نهار )) . و نحن لا ندري على وجه الدقة – إن صح هذا – هل يعود الامر إلى ان هذه الحكايات تنتهي دوما نهايات سعيدة ام يعود إلى ان حكايات الف ليلة و ليلة كانت تحكى في الليل فحسب ؟
الاسم : الاميرة الصامتة حكايات شعبية من تركيا
المؤلف : د. إجانز كانوز
الناشر : كلمة
عدد الصفحات : 238
الحجم : 2.25 ميجا
تحميل رواية الاميرة الصامتة حكايات شعبية من تركيا
رابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتاب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية
في عصر التكنولوجيا و العقلانية و النفعية قد تبدو حكايات كهذه و كأنها أصداء من عصور الجهل و الخرافة و الاحلام و تعبير خيالي هروبي تعويضي عن العجز في مواجهة الظلم و القهر و الطغيان . لكن أليست حكايات الجن و السحر و العفاريت و الشياطين و الملائكة و الحيوانات و الطيور ... الخ جزءا من تراث الانسان الفكري و الديني و الواقعي الذي تشترك فيه كل دون استثناء ؟ اليس الخيال و التجريد و الرمز و الاسطورة جزءا لا يتجزأ من طبيعة العقل البشري ؟ أليست الانجازات المادية و العلمية و التكنولوجية سوى تحققات لافكار خيالية ؟
قد يظن بعضهم – و في ذلك جزء من الحقيقة – ان مثل هذه الحكايات هي مما يلائم الاطفال . و قد لاحظت انا – شخصيا – صحة ذلك حين بدأت في ترجمة هذه الحكايات و شرعت أحكيها قبل النوم لأبنتي ذات الست سنوات من العمر بدلا من تلك الحكايات التي كنت اقرأها لها من كتب و مجلات الاطفال .
لقد اظهرت ابنتي اهتماما غير متوقع بهذه الحكايات و راحت تلح علي دون ملل (( احك لي حكاية الاميرة الصامتة )) ، (( احك لي حكاية جمال الورد )) ، (( احك لي هذه ، احك لي تلك )) . ثم انها لم تعد تكتفي بحكاية واحدة كل ليلة كوسيلة لاستدعاء النوم ، بل وجدت ان الحكايات قد صارت وسيلة لطرد النوم مما جعلني اضطر إلى التظاهر بالنوم و انا احكي لها الحكايات كي اساعدها عليه . و لم يقتصر الامر على هذا ، لقد دهشت ان عرفت انها راحت تحكي الحكايات لأخوتها و أخواتها بلغة و انفعال و اسلوب مثير غير متوقع .
صحيح ان هذا يمكن ان تعتبر حالة خاصة مرتبطة بشروط محددة و لا يمكن ان يقاس عليها لكني لاحظت ان تلك الحكايات بما تتميز به من خيال و شاعرية و درامية لا بد من ان تمد قارئها بشيء مما قد يشبع رغبة أو هو ما لديه ، خصوصا انها في مجملها تمجد الشجاعة و الاقدام و تحث على الصبر و المثابرة من اجل تحقيق الغايات و تعلي من شأن قيم الصدق و الوفاء و الاخلاص كما تحط من قيم الغدر و الطمع و القسوة كل ذلك و غيره يقدم بلغة جميلة و في قالب درامي شيق . و لعلها بذلك توفر للطفل زادا تربويا غنيا اذا ما احسن تقديمه بالطريقة الملائمة .
ورد في مقدمة الكتاب الاصلي ان هذه الحكايات مستقلة عن الحكايات الاوروبية و الشرقية و حتى عن حكايات الليالي العربية في بيئتها و مضمونها . غير ان هذه مسألة يمكن ان تخضع للبحث الاكاديمي .
الامر اللافت هو ما أشار اليه جامع الحكايات و مترجمها إلى الانجليزية بقوله : (( إن الحكايات الخرافية التركية ليست كحكايات الف ليلة و ليلة ، بل هي حكايات الف نهار و نهار )) . و نحن لا ندري على وجه الدقة – إن صح هذا – هل يعود الامر إلى ان هذه الحكايات تنتهي دوما نهايات سعيدة ام يعود إلى ان حكايات الف ليلة و ليلة كانت تحكى في الليل فحسب ؟
بيانات الرواية
الاسم : الاميرة الصامتة حكايات شعبية من تركيا
المؤلف : د. إجانز كانوز
الناشر : كلمة
عدد الصفحات : 238
الحجم : 2.25 ميجا
تحميل رواية الاميرة الصامتة حكايات شعبية من تركيا
روابط تحميل رواية الاميرة الصامتة حكايات شعبية من تركيا
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
قراءة اونلاين
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتاب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق