كل البشر كاذبون لـ ألبرتو مانغويل

هذه الرواية أكثر من حياة أكبر من كتاب أنها الأسطورة كما يجسدها مانغويل عبر شخوصه الأقرب للواقع كما يتخيله عبر عوالمه الأحب إلى ذاكرتنا القرائية المتخيلة ...
كل الرجال كاذبون ... رواية يجب أن تقرأ إنها فعلا رواية كل الروائيين ...

مقتطفات من الرواية


أإلي تحديدا يتجه الكلام عن أليجاندرو بيفيلاكا ! عزيزي تيراديلوس ، ماذا استطيع ان اقول عن هذه الشخصية التي التقت حياتي منذ ثلاثين عاما ؟ إني اكاد اعرفها ، سطحيا على كل حال . أو بالاحرى لكي اكون صادقا تماما فإني لم اشأ ان اتعرفها . و أريد ان اقول لقد عرفتها جيدا ، أطاوعكم في هذا و لكني اطاوعكم على مضض . فعلاقتنا ( اذا افترضنا انها علاقة ) تقوم على المجاملة الشكلية ، و على الحنين الذي يتقاسمه المنفيون ... و لا ادري اذا كنتم تتابعوني . لنقل إن القدر جمعنا ، و اذا اضطررتموني إلى القسم و يدي على قبي بأننا كنا اصدقاء فسأكون مرغما على ان اعترف لكم بأنه لا كل البشر كاذبون يوجد شيء مشترك بيننا باستثناء الكلمات (( الجمهورية الارجنتينية )) مكتوبة بحروف مذهبة على جوازي سفرنا .
هل موت هذا الرجل هو الذي يجذبك يا تيراديلوس ؟ هل هو هذه الصورة التي لا تزال تسكن كوابيسي و إن لم أكن قد رأيته بأم عيني : هذه الصورة لبيفيلاكا و هو ممدد فوق الرصيف مرضوخ الجمجمة سائل الدم في المجرى المائي كما لو انه يهرب من هذا الجسد الساكن ، و كما لو انه يرفض ان يكون على علاقة بهذه الجريمة الشنيعة و بهذه النهاية البالغة الظلم و غير المنتظرة بتاتا ؟ هل هذا هو ما تبحث عنه ؟
اسمح لي ان أشك . و هذا الشك لا يأتي من صحفي عاشق للحياة كما انت و لا من رجل عملي كما احددك انا . فأنت لست باحثا عن ترجمة للأموات يا تيراديلوس . إنك على العكس من ذلك فأنت لوصفك باحثا في العالم فإنك تبحث عن الوقائع ذات الصلة بالحياة . و تريد ان تحملها لقرائك و لبعض الاشخاص الذين يهتمون بفنان مثل بيفيلاكا ، الذي تعمقت جذوره في يوم ما في منطقة (( بواتو شارانت )) . و هذه المنطقة ، يجب الا ننسى هذا ، هي منقطتك ايضا يا تيراديلوس . فأنت تريد ان يعرف هؤلاء القراء الحقيقة . و هو متصور خطير اذا كانت المتصورات كذلك . فأنت أردت رد الاعتبار لبيفيلاكا و هو في قبره . كما أردت ان تعطي لبيفيلاكا سيرة ذاتية جديدة مبنية من عناصر مستلة من ذكريات اعيد تكوينها بمساعدة الكلمات . و إن كل هذا يعود إلى سبب تافه و هو ان ام بيفيلاكا قد ولدنه في هذا المكان من العالم الذي ولدتما فيه . هذا مشروع عبثي يا صديقي ! هل تعرف ما أوصيك به ؟ أوصيك بأن تكرس نفسك لشخصيات اخرى ، لأبطال أكثر علوا فو لونها و لمشهورين اكثر تألقا بحيث يستطيع أهل بواتو شارانت ان يكونوا فخورين بهم فعلا ، كهذا الشاذ ، ضابط البحرية بيير لوتي ، أو هذا الطفل المدلل للجامعات الامريكية ، الاصلع ميشيل فوكو . و هذه هي نصيحتي . إنك قادر يا تيراديلوس أن تكتب أخبارا علمية . و أنا الذي اقول لك هذا و انا اعرف نفسي . فلا تضع وقتك في اعتبارات سديمية و في ذكريات معتمة تتعلق بمتذمر عجوز .

 

بيانات الرواية




الاسم : كل البشر كاذبون
المؤلف : ألبرتو مانغويل
الناشر : طوى للثقافة و النشر و الاعلام
عدد الصفحات : 218
الحجم : 3.5 ميجا
تحميل رواية كل البشر كاذبون

 

تعليقات