ما زالت الحكايات هى سر هذه الأرض الواحدة ، هى نبتتها أو من الممكن أن نقل هى زهرتها الفريدة ، التي نبتت من تربتها الخصبة الواحدة ، ونمت تحت سمائها الشاسعة الواحدة ، لتجوب آفاق الدنيا مبدلة ربما أثوابها وألوانها ولكن تبقى محتفظة دوماً بجوهرها الإنساني الفسيح والعميق .
لا يقتصر وجود الشخصيات الخيالية التي تمثل محور أعمال وير الخالدة على مناطق جبال بوهيميا و حسب . بل ان سرد حكايات مثل هذه الشخصيات عادة حاضرة في الكثير من البلدان خاصة بلادنا و هذه واحدة منها .
يعتقد الفلاحون بمخيلتهم الساذجة بوجود سبل كثيرة تمكنهم من امتلاك مهارات الرماية و القدرة على اصابة دقيقة للاهداف و أهمها التحالف مع الجنيات و حوريات الغابة و هو الامر الذي لا يتطلب من المرء سوى الجلوس امام كوخه و ارسال العنان لامنياته ليتراءى له الهدف الذي يريد ضمن مرمى بندقيته التي لا تخيب قط . بيد ان مثل هذا التحالف ينتهي دائما بإفناء الصياد و القضاء عليه .
قبل سنوات عديدة كان هناك حارس يعيش في مناطق جوينج و كان رجلا طائشا . و ذات ليلة جلس يتناول الشراب مع اصدقائه فبات مع مرور الوقت مترنحا كثير الكلام و اخذ يتباهى بصوت عال ببراعته و مهارته و اقترح على رفاقه رهانا بأن يستعرض أمامهم مهارته باستخدام البندقية بصورة لم يروها من قبل فقال : (( الان و اثناء تحدثي اليكم هناك أيل يمر في جبال هالاند )) .
ضحك الرفاق و لم يصدقوا انه استطاع ان يعرف ما كان يجري على مسافة لا تقل عن عدة اميال تفصل بينهم و بين الجبال التي اشار اليها .
رد الحارس بلهجة مفعمة بالتحدي : (( أراهنكم على انني لن احتاج للذهاب إلى ما هو ابعد من الباب لاصطاده لكم )) .
قال الاخرون : (( هذا هراء ! )) .
فأجابهم : (( هيا هل تراهنون بأي شيء ذي قيمة ؟ لنقل علبتين من الجعة )) .
قال الرفاق : (( حسن علبتان من الجعة ليكن ذلك )) .
ثم توجهوا نحو الفناء امام الكوخ .
كانت امسية خريفية باردة و كانت الرياح تبدد الغيوم في السماء فيتسرب من خلال فجواتها القمر ليضفي بهاءه على الارض المجاورة . بعد دقائق قليلة فقط ، شوهد شيء يتحرك بسرعة على امتداد الاجمة على الجانب الاخر من مرج صغير وسط الغابة . حينئذ ركز الحارس عقب بندقيته على كتفه بلامبالاة ثم اطلق النار منها . يم يعتقد رفاقه أن باستطاعة أي صياد اصابة ايل يجري .
مضى الحارس مسرعا عبر المرج الممتد وسط الغابة و كله ثقة بنفسه ثم لحق به رفاقه فالامر بالنسبة اليهم يساوي علبتين من الجعة على الاقل .
ليس من السهل وصف دهشة الرفاق المتشككين عندما وصلوا إلى الاجمة و اكتشفوا وجود أيل ضخم على الارض لسانه ممد إلى خارج فمه و قد اخترقت رصاصة قاتلة صدره و صبغت دماؤه أوراق الخريف .
عاد رفاق الحارس إلى الكوخ بصمت و هم يفكرون و يتساءلون عن تلك القوة الخفية التي ساقت هذا الحيوان المسكين من جبال هالاند في اقل من ساعة .
و هكذا حصل الحارس على علبتين من الجعة و لكن لم يبد أي من رفاقه رغبة في مشاركته اياهما . فهم يدركون الان نوعية الرجل الذي يتعاملون معه و اتضح لهم ان الحارس قد تحالف مع الشيطان نفسه و لذا فقد حرصوا بعد ذلك على الابتعاد عن رفقته بعد حلول الظلام .
بيانات الرواية
الاسم : البجعة السوداء
المؤلف : هيرمان هوفبيرغ
الناشر : كلمة
عدد الصفحات : 136
الحجم : 1.30 ميجا
تحميل كتاب البجعة السوداء
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية
لا يقتصر وجود الشخصيات الخيالية التي تمثل محور أعمال وير الخالدة على مناطق جبال بوهيميا و حسب . بل ان سرد حكايات مثل هذه الشخصيات عادة حاضرة في الكثير من البلدان خاصة بلادنا و هذه واحدة منها .
يعتقد الفلاحون بمخيلتهم الساذجة بوجود سبل كثيرة تمكنهم من امتلاك مهارات الرماية و القدرة على اصابة دقيقة للاهداف و أهمها التحالف مع الجنيات و حوريات الغابة و هو الامر الذي لا يتطلب من المرء سوى الجلوس امام كوخه و ارسال العنان لامنياته ليتراءى له الهدف الذي يريد ضمن مرمى بندقيته التي لا تخيب قط . بيد ان مثل هذا التحالف ينتهي دائما بإفناء الصياد و القضاء عليه .

ضحك الرفاق و لم يصدقوا انه استطاع ان يعرف ما كان يجري على مسافة لا تقل عن عدة اميال تفصل بينهم و بين الجبال التي اشار اليها .
رد الحارس بلهجة مفعمة بالتحدي : (( أراهنكم على انني لن احتاج للذهاب إلى ما هو ابعد من الباب لاصطاده لكم )) .
قال الاخرون : (( هذا هراء ! )) .
فأجابهم : (( هيا هل تراهنون بأي شيء ذي قيمة ؟ لنقل علبتين من الجعة )) .
قال الرفاق : (( حسن علبتان من الجعة ليكن ذلك )) .
ثم توجهوا نحو الفناء امام الكوخ .
كانت امسية خريفية باردة و كانت الرياح تبدد الغيوم في السماء فيتسرب من خلال فجواتها القمر ليضفي بهاءه على الارض المجاورة . بعد دقائق قليلة فقط ، شوهد شيء يتحرك بسرعة على امتداد الاجمة على الجانب الاخر من مرج صغير وسط الغابة . حينئذ ركز الحارس عقب بندقيته على كتفه بلامبالاة ثم اطلق النار منها . يم يعتقد رفاقه أن باستطاعة أي صياد اصابة ايل يجري .
مضى الحارس مسرعا عبر المرج الممتد وسط الغابة و كله ثقة بنفسه ثم لحق به رفاقه فالامر بالنسبة اليهم يساوي علبتين من الجعة على الاقل .
ليس من السهل وصف دهشة الرفاق المتشككين عندما وصلوا إلى الاجمة و اكتشفوا وجود أيل ضخم على الارض لسانه ممد إلى خارج فمه و قد اخترقت رصاصة قاتلة صدره و صبغت دماؤه أوراق الخريف .
عاد رفاق الحارس إلى الكوخ بصمت و هم يفكرون و يتساءلون عن تلك القوة الخفية التي ساقت هذا الحيوان المسكين من جبال هالاند في اقل من ساعة .
و هكذا حصل الحارس على علبتين من الجعة و لكن لم يبد أي من رفاقه رغبة في مشاركته اياهما . فهم يدركون الان نوعية الرجل الذي يتعاملون معه و اتضح لهم ان الحارس قد تحالف مع الشيطان نفسه و لذا فقد حرصوا بعد ذلك على الابتعاد عن رفقته بعد حلول الظلام .
بيانات الرواية
الاسم : البجعة السوداء
المؤلف : هيرمان هوفبيرغ
الناشر : كلمة
عدد الصفحات : 136
الحجم : 1.30 ميجا
تحميل كتاب البجعة السوداء
روابط تحميل رواية البجعة السوداء
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق