السيدة ميلاني و السيدة مارتا و السيدة جرترود لـ بريجيته كروناور


مقتطفات من الرواية
مقدمة المترجم


لم تشغلني ترجمة كتاب مثلما شغلني ترجمة هذا الكتاب و صاحبته فهو في حقيقة أمره كتاب صغير و لكنه ابعد ما يكون عن الكتب الصغيرة العادية التي يمكن أن يفرغ الإنسان لها فينقلها من لغتها إلى لغته . انه كتاب مختلف مراوغ عارم يستولي عليك بقوة الكلمة و قوة الفكرة و قوة البناء و يستفزك بتجديده العنيد المختلف و يرهقك كما ارهق النقاد ارهاقا ممتعا و لا تستطيع أن تتركه إلا بعد أن تطمئن إلى انك فهمت من من مقاصده على طريقتك و بإمكانك ما يوفيه حقه . و كثيرا ما شغلتني الكلمة الواحدة المجددة و اعتصرتني الجملة الواحدة المبتكرة ساعات و توالت الساعات و طالت إلى ايام و اسابيع و شهور حتى اكتمل فلما اكتمل وجدته من جديد يشدني بجدارة و يشغلني بحق و يمتعني كالسحر .
السيدة ميلانى و حكايته بكل بساطة أن صاحبته بريجيته كروناور المولودة في العام 1940 استطاعت منذ مطلع العقد الثالث من عمرها أن تحدث في الرواية و القصة و المقال تجديدا حقيقيا ابداعا و تنظيرا و اتاحت لها فطرة القوة التي فطرت عليها خلقا جديدا للغة الالمانية الحاضرة بكلماتها و تراكيبها و منظومتها النحوية و عمارة جديدة للبناء القصصي و تأسيسا فكريا و فنيا جديدا للعملية الابداعية . فمرحى ايها المترجم الباحث في بحار متلاطمة عن صدفات ! و مرحى ايها القارئ عندما تحملك الفلك إلى شواطئ بديعة تمتد بين الابداع و الواقع .
حياة بين الفكر و الابداع و الجوائز
ما كتبه النقاد مؤخرا اعنى بعد 2005 عن بريجيته كروناور يكاد يوحي أنها بعد حصولها على جائزة " جروج بوشنر " المرموقة بل المرموقة جدا في عام 2005 قد اكتشفت أو على الأقل اكتشفت من جديد . و هذا تصور صحيح و غير صحيح في آن واحد . صحيح أنها ظلت منذ عام 1974 تكتب دون تردد و أنها نشرت مقالات و قصصا ثم روايات و لكنها كانت في المقام الأول تارة قبل الابداع و تارة في داخله أو بالتوازي معه على التأسيس و التنظير لإحداث نقلة حاسمة من التقديم إلى التجديد لكي تقف على ارضية ثابتة و تستمر .
و لم تكن وحدها تحمل اعباء النقلة الحاسمة من القديم إلى التجديد فقد تعددت المحاولات منذ الستينيات لا في مجال الادب وحده و لكن في مجالات الفنون المختلفة و الثقافة ككل . و برزت على الساحة اسماء لا يجوز التغافل عنها . كان بيتر هاندكه المولود في عام 1942 قد نزل إلى مجالات التجديد بكل قوة و بقى مثابرا و اقام ما اقام من نماذج . و يصح أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر ماريانه فريتس المولودة في العام 1948 و محاولتها الضخمة في ابتداع لغة مصطنعة استخدمتها في رواية عنوانها " لا مكان " عن اسرة تحمل اسم " نول " ( = صفر ) .

بيانات الرواية




الاسم : السيدة ميلاني و السيدة مارتا و السيدة جرترود
المؤلف : بريجيته كروناور
الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب
عدد الصفحات : 194
الحجم : 3 ميجا
تحميل رواية السيدة ميلاني و السيدة مارتا و السيدة جرترود

 



تعليقات