ارتدى السنغالي عباءته فوق جلبابه الصوفي ، اعتمر فارقيته البنية اللون ، وقبع في صباط دراه
بداية الرحلة
يلتفت أحمد الصنهاجي خلفه كل فترة , وكأنما يودع وطنه يشبع عينيه من لون المحيط الأزرق وقمم الأشجار الخضراء التي تبدأ في التقزم كلما بعد عنها , تتحول الى خط أخضر في صفحة صفراء كأنها قوس قزح , يغمض عينيه وهو يتأرجح على ناقته وصوت الدليل يلقي بتعليماته الى قافلة الحجاز , بعد أن نظر الى السماء وتشمم الهواء لبره ستهب عاصفة رملية قبل الغروب استعدوا لها باخفاء وجوههم بأوشحتهم اتقاء لرمال " السموم " القاتلة , يتلثم الصنهاجي بوشاح أسوج ويخفي وجهه الا من عينيه ينتظم نفسه مع صعوده وهبوطه على سنام الناقة ومازال ملح هواء المحيط يملأ صدره , يغمض عينيه فتتراءى صورة الشيخ التيجاني وهو يلقي عليه آخر كلماته :
ابتعد عن البحر .... فسيذكرك دائما بما تحاول اخفاؤه وابحث عن حياة جديدة في بلاد بعيدة ... امش في الأرض الصفراء الى أن تصل الى شاطئ نهر لا تستطيع عبوره , في بلاد تحيطها مآذن لبيوت الله , سر عكس اتجاه النهر فكلما أوغلت في بلادهم كنت في مأمن مما تخافه , فمطاردوك لن يتركوا آخر من له القدرة على الحكم حيا .. ارحل يا ولدي , هذا قدرك !
يدس في يده المعروقة السمراء سبحة بيضاء من عظام الحوت , تذكره بأصله الذي يجب أن يقبره خلفه في صحراء وطنه , يفتح عينيه على صوت الدليل مرة أخرى , وهو يأمر القافلة باناخة الجمال المجهدة بعد مسيرة ليلتين متواليتين في صحراء بلاد المغرب الجنوبية فالرحلة طويلة الى بلاد الحجاز .
يهبط الصنهاجي عن ناقته , يخرج بعض التمر فيقترب منه الدليل بقربة الماء دون كلمة منهما , سوى نظرات متبادلة فوصية الشيخ يجب أن تنفذ , يهبط الليل ويعم سكون الصحراء على القافلة , يلفهم الظلام الا من ضوءء مرتعش للهب الحطب المشتعل يلقي بخيالاته على الوجوه الملثمة , اتقاء شر السباع وضباع الصحراء وهوامها , يغفو الصنهاجي وظهره مستند الى ظهر الناقة الباركة على الرمال .
تحرك فمها بانتظام وكأنها تمضغ لسانها يرة شابا كان يملأه الفخر دائما , والاعتزاز بأصله لقبيلة الصناهجة التي أدخلت الاسلام الى " السنوغال " قديما .
كثيرا ما كان يحلم بتوحد القبائل الأخرى كي تصبح كيانا واحدا , يقف أمام مرتزقة في ثوب مستعمرين ببشرة بيضاء وعيون خضراء , ينسدل الشعر لأصفر على جباههم أسفل قبعات دائرية يرمي بهم المحيط في قوارب كل فترة , لا يعلم من أين يأتون في تلك السفن الضخمة يحملون عصي طويلة تخرج من فوهتها نيران , وصوت كالرعد يقتل من يسمعه .
صديق طفولته – ليوبولد سينجور – أو شاعر الغابة , كما كان يحلو للصنهاجي أن يدعوه كان دائما يحثه على الهدوء والتعقل في التعامل مع الغزاة , ربما تربيته الأرستقراطية المسيحية هي ما أضفت عليه سلاما وهدوءا في كلامه وحركاته .
نظمه للشعر جعله متأملا لما حوله جانحا للسلم , تعلمه في المدارس التبشيرية التي أقامها الغزاة الفرنسيون قربته منهم , جعلته صمام أمان للمقاومة , وحلقة وصل بينهم وبين المستعمر , يعلم الجميع قدره على الرغم من صغر سنه .
الأسم: السنغالي
المؤلف: مصطفى موسى
الناشر: دار الآداب
عدد الصفحات: 224
الحجم: 3 ميغابايت
تحميل رواية السنغالي
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مفتطفات من الرواية
يلتفت أحمد الصنهاجي خلفه كل فترة , وكأنما يودع وطنه يشبع عينيه من لون المحيط الأزرق وقمم الأشجار الخضراء التي تبدأ في التقزم كلما بعد عنها , تتحول الى خط أخضر في صفحة صفراء كأنها قوس قزح , يغمض عينيه وهو يتأرجح على ناقته وصوت الدليل يلقي بتعليماته الى قافلة الحجاز , بعد أن نظر الى السماء وتشمم الهواء لبره ستهب عاصفة رملية قبل الغروب استعدوا لها باخفاء وجوههم بأوشحتهم اتقاء لرمال " السموم " القاتلة , يتلثم الصنهاجي بوشاح أسوج ويخفي وجهه الا من عينيه ينتظم نفسه مع صعوده وهبوطه على سنام الناقة ومازال ملح هواء المحيط يملأ صدره , يغمض عينيه فتتراءى صورة الشيخ التيجاني وهو يلقي عليه آخر كلماته :

يدس في يده المعروقة السمراء سبحة بيضاء من عظام الحوت , تذكره بأصله الذي يجب أن يقبره خلفه في صحراء وطنه , يفتح عينيه على صوت الدليل مرة أخرى , وهو يأمر القافلة باناخة الجمال المجهدة بعد مسيرة ليلتين متواليتين في صحراء بلاد المغرب الجنوبية فالرحلة طويلة الى بلاد الحجاز .
يهبط الصنهاجي عن ناقته , يخرج بعض التمر فيقترب منه الدليل بقربة الماء دون كلمة منهما , سوى نظرات متبادلة فوصية الشيخ يجب أن تنفذ , يهبط الليل ويعم سكون الصحراء على القافلة , يلفهم الظلام الا من ضوءء مرتعش للهب الحطب المشتعل يلقي بخيالاته على الوجوه الملثمة , اتقاء شر السباع وضباع الصحراء وهوامها , يغفو الصنهاجي وظهره مستند الى ظهر الناقة الباركة على الرمال .
تحرك فمها بانتظام وكأنها تمضغ لسانها يرة شابا كان يملأه الفخر دائما , والاعتزاز بأصله لقبيلة الصناهجة التي أدخلت الاسلام الى " السنوغال " قديما .
كثيرا ما كان يحلم بتوحد القبائل الأخرى كي تصبح كيانا واحدا , يقف أمام مرتزقة في ثوب مستعمرين ببشرة بيضاء وعيون خضراء , ينسدل الشعر لأصفر على جباههم أسفل قبعات دائرية يرمي بهم المحيط في قوارب كل فترة , لا يعلم من أين يأتون في تلك السفن الضخمة يحملون عصي طويلة تخرج من فوهتها نيران , وصوت كالرعد يقتل من يسمعه .
صديق طفولته – ليوبولد سينجور – أو شاعر الغابة , كما كان يحلو للصنهاجي أن يدعوه كان دائما يحثه على الهدوء والتعقل في التعامل مع الغزاة , ربما تربيته الأرستقراطية المسيحية هي ما أضفت عليه سلاما وهدوءا في كلامه وحركاته .
نظمه للشعر جعله متأملا لما حوله جانحا للسلم , تعلمه في المدارس التبشيرية التي أقامها الغزاة الفرنسيون قربته منهم , جعلته صمام أمان للمقاومة , وحلقة وصل بينهم وبين المستعمر , يعلم الجميع قدره على الرغم من صغر سنه .
بيانات الرواية
المؤلف: مصطفى موسى
الناشر: دار الآداب
عدد الصفحات: 224
الحجم: 3 ميغابايت
تحميل رواية السنغالي
روابط تحميل رواية السنغالي
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق