لم تعد لـ أحمد ابراهيم

مجموعه قصصيه في اطار نفسي تغوص في اعماق النفس البشريه لتأتي بقضايا عصريه تمس نبض إنسان عاش بأعماق هذا البلد وظل يتشكل علي شاكله هذا الوطن صعودا وهبوطا .. ليمثل السمة الأصيلة لهذا الجيل .....

مقتطفات من الرواية


ببراعة منقطعة النظير يضع قناعا على وجهه ...
رسم ملامحه بدقة مذهلة كي تتوافق مع الشخصية التي سيؤديها
امسك حقيبة يده بقوة ثم نظر للمرآة نظرة اخيرة ... و ابتسم
انطلق بكل ثقة نحو هدفه و في احدى الحافلات جلس .
لم تعد اختار مكانه بعناية و اختار رفيق الحافلة بكل احتراف فالخبرة في هذا الشأن تلعب دورا هاما ...
كبير مصممي الاثاث بكبرى الشركات هكذا اقنع ضحيته
و ما ان انتهت رحلتهما حتى صارا صديقين .
و امام احدى فروع الشركة وقفا
أخرج المصمم من حقيبته بعض التصاميم ليعرضها على رفيق الحافلة
و واحدة تلو الاخرى امام عيني الرجل – الذي لا يشغل باله
سوى تأثيث عش الزوجية – راح يعرضها حتى استقر الرأي
على احداها .
و بعد المعاينة و التفاوض في الاسعار بدأ المصمم يقدم كافة
الضمانات لبيان صدقه و حسن نيته و إن هدفه من كلمة
" تحت الحساب " مجرد تأكيد للكلام حتى لا يفاجأ العميل
ان الاثاث المتفق عليه قد حجز لغيره أو تم بيعه .
و بعد قيل و قال .. و كثير من الحبكات دفع العميل المبلغ
المنصوص عليه و انصرف و قد حصل على كافة الضمانات !!!
و أمام المرآة ابتسم ...
يضع اللمسات الاخيرة على قناعه
يعدل من وضع قميصه .. ساعة يده و حذائه .. و كل شيء .
يمسك سماعة هاتفه ليسمع صوتها ...
سنلتقي في نفس الكافيتريا و ينهي المحادثة !
ممتلئ بالثقة كعادته ..
ممسكا يدها بكل حب و حنان واعدا اياها بأن المستقبل كله
رهن اشارتها و ان زواجهما مرهون بسفره ..
انا و ما أملك طوعك يا حبيبي .
ينقلب وجهه ...
يهب واقفا ممعنا في دوره قد يلقي بكوب العصير محدثا
ضجة هائلة مذكرا اياها ان مبادئه لا تسمح له !!!
ان اخذ اموالك أبدا كيف لك ان تنطقيها حتى !
يلتفت حوله في حيرة تذوب عيناه خجلا أمامها ...
يمكن أن اقترضها !
تتغير نبرته لتزداد حدة : بشرط ان اسدد كل مليم قبل الزواج ...
تنفرج اساريرها تهز رأسها موافقة بسرعة قبل ان يغير رأيه .
ها هو فارس احلامها الشهم .. الخلوق .. !
الغير طامع في ملايين والدها ... !
المصر على تكوين مستقبله خطوة . خطوة ..
يتأكد من وضع قناعه ... يتبسم للمرآة
يحصي أدواته ... حيله .. أفكاره .. أدوراه .
كل شيء .. كل شيء .
ذكي و بارع كعادته .
يعبر الملهى بخطوات واثقة
أمام إحدى طاولات القمار و يجلس ...
ينظر للحاضرين بثبات .. و حذر .
يلعب و يلعب .. و يكسب و يكسب
ينهض متثاقلا في اخر اليوم أو أوله !
يكون قد خسر كل شيء !!!

بيانات الرواية




الاسم : لم تعد
المؤلف : أحمد ابراهيم
الناشر : دار رواية للنشر و التوزيع
عدد الصفحات : 130
الحجم : 2.7 ميجا
تحميل رواية لم تعد

 



تعليقات