ذهبت الى شلال لـ بهاء طاهر

الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية في 100 صفحة تتوزع فيها 7 قصص...

مفتطفات من الرواية

عند الغدير همس النسيم في الأشجار تصفق أفرعها المهتزة العالية فتفرخ من أوراقها الخضراء طيورا تتناثر في السماء زينة ملونة وأنا على الشط ألعب .

يهبط من السماء ملاك صغير يجلس قبالتي يغمس في الماء قدميه البللوريتين وينتفخ بالهواء ازاره القصير شراعا أبيض أبتسم له ويبتسم لي , أسأله من بعيد أنت صديقي ؟ فيومئ لي برأسه وتتموج هالة شعره الذهبي أمشي في الماء نحوه لكنه يفرد جناحيه قبل أن أدركه وينشد أغنية لا أفهمها ثم يطير في السماء يلوح لي من بعيد بينما يخفت النشيد ويلقى جناحاه على النبع ظلا رجراجا ثم يذوب في الشمس .
ذهبت الى شلال أرجع لأجوس وسط الأشجار أقطف الثمار وآكلها أستلقي على ظهري فيتخللني ندى العشب ورائحة الخضرة أزر عيني فتتفتت الشمس على أهدابي مزقا زرقاء تموج فيها الصفرة المذهبة أفرح في رحم الأرض .
يحجب الشمس ظل , أرفع رأسي فأرى الصياد العجوز يحمل سنارة وشبكة وفي وجهه الأسمر تجاعيد بسمات متوازية شعره الأبيض عش ممهد أشار بالسنارة نحو الغدير وقال : اتبعني رددها الصدى اتبعني .. بعني .. عني ..ني
قمت خلفه , قال لي : في البدء سنذهب الى الكوخ سبحت في الماء ورأيته يسير بحذائي على الشط دخلنا الكوخ معا قالت ابنته : كنت أنتظرك ونظرت نحوي كانت تلبس ثوبا قصيرا ورديا مفتوح الصدر ينسدل شعرها الأسود الفاحم على الجانبين وبينهما يشع وجهها الجميل فجرا على ذراعيها البيضاوين شعيرات دقيقة تلمع في الشمس , وعلى ساقيها أيضا .
في وجهها غمازتان تحت عينيها العسليتين الواسعتين , قال الصياد : تحابا وبعدها نذهب كي نصطاد وحين قالها اختفى مددت للجميلة يدي فمدت يدها أحببتها وأحبتني قبلتها وقبلتني .
جلسنا مستندين الى جذع شجرة أحطت بذراعي كتفها مالت برأسها على صدري أحببت أن أمس بشفتي ذراعها أحس النعومة البضة ودغدغة الشعيرات البكر .
سالت على يدي دموع سخمة حين رفعت رأسي قالت : أنقذني وظلت قطرة دمع معلقة في غمازتها تريد أن تلحق بدموع فوق شفتيها مددت لساني ورشفت الدمعة من خدها وقلت : من أي شيء أنقذك ؟

قالت : هذا الصياد ليس صيادا وليس أبي .
من صبوة النشوة الى قاع الحيرة , قلت : من هو ؟ فقالت انه الجني الذي خطفها
قلت لها : سأحاربه واغلبه , قالت : ولكنه ساحر فقلت : أعرف ملاكا سيساعدني , رفرف في الكوخ جناحان فخفنا والتصقت بي .
ظهر ملاك صغير على مقعد حجري أمامنا وتدلت قدماه الصغيرتان البيضاوان لم تلامسا الأرض , ابتسمت وقلت : شكرا لأنك جئت .
لم تبتسم هي وظلت ترتعش في حضني قالت : لي بهمس خائف : انظر الى وجهه .
حين دققت النظر وجدت فوق شفتي الملاك الرفيعتين شاربا أحمر يصعد حتى عينيه الطفليتين .
قال لي : هل عرفتيني ؟ ونفخ نارا في وجهي .
قلت : لست أنت صديقي , سيأتي صديقي ويساعدني , مد نحوي سنارة طويلة وجذبني حتى سقف الكوخ ثم تركني أسقط في الأرض .
 

بيانات الرواية

الأسم: ذهبت الى شلال
المؤلف:  بهاء طاهر
الناشر:  دار الشروق
عدد الصفحات: 100
الحجم: 2 ميغا بايت
تحميل رواية ذهبت الى شلال

تعليقات