نيكروفيليا لـ شيرين هنائي

تحدثنا عن الرواية بين يديك الآن، ستدرك أنني لا أرى في البشر الأسود والأبيض فقط، إنما هي مساحة رمادية يتراوح فيها البشر بين الرمادي الغامق والفاتح.. لا جناة هنا ولا أبرياء.. فقط البعض يبدأ بريئًا إلى أن ندفعه دفعًا إلى هاوية الإجرام.. وبعضنا مذنب..

مقدمة

لم ادرك التشابه بين رواية " نيكروفيليا " التي كتبتها في عام 2005 و رواية " عجين القمر " التي كتبتها في 2011 إلا و أنا اكتب هذه السطور !
لقد شاء الله أن تنشر الروايتين في نفس العام و لا ادري حقا اميزة هي أم عيب ... و لا اعلم ما السر في أن تظل تلك الشخصية المظلمة من طرقات عقلي الباطن اللمتوية كل ست سنوات . لكن دعني أخبرك امرا قد يساعدنا – أنا و أنت – في معرفة ماهية الشخصيتين – منسية في نيكروفيليا و رجاء في عجين القمر – و ما اردت قوله فعلا من خلالهما .
نيكروفيليا لقد نشأت و قد وجدت نفسي – بلا مبرر – محبة لكل كائنات الله و خصيصا ما يكرهه منها البشر بلا مبرر ...
عشقت العناكب و السلاحف و الحرباء و ما إلى ذلك من كائنات لم تجد متسعا لها في قلوب الناس إلى جانب الكلاب و القطط و الببغاوات الملونة ... و مع الوقت كنت اراقب كيف يفرق البعض بين الابيض و الأسود ... بين السمين و النحيث ... بين الجميل و من لم يعطه الله جمال الصورة ...
حقا لم اجد بعد – حتى في نفسي – ذلك الإنسان العادل الذي يعطي اهتمامه و حبه لأي كائن دون الحكم عليه بمظهره ...
ما ارقني ثانيا هو عدم الاهتمام بالصحة النفسية للاطفال و كأنهم لا يتأثرون بشيء و لا يفقهون الغث من الطيب أو كما قالت لي إحدى قريباتي يوما – إذ لمتها على اهمالها لنفسية احد اطفالها : " ياختي و دي لحقت تطلعله نفسية امتى ده ؟! " هذا ما قالته لي و هذا ما يقوله اغلب الناس بهذا الشان ...
إن ما نزرعه في نفوس اطفالنا – بلا قصد – من تفرقة و لا مبالاة لن نجنيه للاسف بل سنجني اضعافه و سيجني منا البريء أيضا ثمار زرع المذنب ...
كلتا القصتين تتحدث عن قنابل موقوتة ... و إذا تحدثنا عن الرواية التي بين يديك الآن ستدرك أنني لا أرى في البشر الأسود و الابيض فقط إنما هي مساحة رمادية يتراوح فيها البشر بين المادي الغامق و الفاتح ... لا جناة هنا و لا ابرياء ... فقط البعض يبدأ بريئا إلى أن ندفعه إلى هاوية الاجرام ... و بعضنا مذنب ... طهرته نواتج افعاله حتى انتهي به الطريق اقرب إلى القديسين ...
دائرة ابدية نسلخ فيها الابرياء ليصيروا بدورهم جلادينا الذين يطهروننا من خبث انفسنا ...
يمكنك أن تحب منسية أو تكرهها ... يمكنك أن تلوم جاسر أو وتجد له اعذارا .. لكن بعد أن تغلق الرواية عدني أن تفكر مرة أخرى في احكامك على من حولك ... و إن لم تغير فيك تلك الرواية شيئا فلمني أنا إذ ربما يحتاج التغيير أكثر من مجرد رواية ... ربما يحتاج إلى التجربة التي أسأل الله ألا يضعنا فيها فلا يوجد اقسى من أن تعلمنا الحياة درسا .

بيانات الرواية




الاسم : نيكروفيليا
المؤلف : شيرين هنائي
الناشر : الرواق للنشر و التوزيع
عدد الصفحات : 136
الحجم : 22 ميجا
تحميل رواية نيكروفيليا

تعليقات