ما أصبحنا عليه اليوم تشكل منذ عهد قديم في تلك المدرسة ، وأثمن درس تعلمناه في تلك السنوات السحرية كان الدرس الذي تلقيناه من " باك هرفان " ، درس في وسعي أن أراه مسطوراً على وجوه أعضاء لاسكار بلانجي ، علمنا أن روح العطاء هي أن نعطي بقدر ما نستطيه وألا نأخذ بقدر المستطاع
مقتطفات من الرواية
عشرة تلاميذ جدد
كنت مجرد صبي صغير عندما جلست في ذلك الصباح على مقعد طويل خارج مدرسة يظللني فرع شجرة فيلسيوم عتيدة , كان أبي يجلس الى جانبي ذراعه تعانق كتفي ورأسه لا ينفك يومئ وهو يبتسم في وجه الأهالي والأطفال الجالسين على المقعد المواجه لنا , كان يوما مهما : اليوم الأول في المدرسة الابتدائية .
كان صف المقاعد الطويلة ينتهي عند باب مفتوح وخلفه حجرة الدراسة اطار ذلك الباب مقوس حاله في الحقيقة حال المدرسة شبه المتداعية التي بدت كما لو أنها قد تنهار في أي لحظة , عند مدخل
الباب وقف معلمان مثل مضيفين يرحبان بضيوف مدعوين الى حفلة , المعلم باباك ك . أ هرفان افندي نور أو باك هرفان اختصارا , مدير المدرسة وهو رجل كبير في السن حليم الوجه , ومعلمة صبية تضع جلبابا , ايبو ن . أ مسلمة هفصري أو بو مس اختصارا وكانا مثل أبي يبتسمان .
لكن ابتسامة بو مس بدت مفتعلة كانت قلقة وجهها متشنج وينتفض بعصبية لم تكف عن تفقد عدد التلاميذ الجالسين على المقاعد الطويلة وجعلها اضطرابها لا تكترث بالعرق الذي سال على عينيها ملطخا ماكياجها ومخططا وجهها حتى ظهرت كما لو أنها خادمة الملكة في مسرحية قريتنا التراثية " دل ملوك " .
"تسعة تلاميذ فقط يا بيماندو غورو , ما زلنا بحاجة الى تلميذ آخر " قالت بنبرة مخنوقة للمدير عاينها باك هرفان بنظرة ضبابية .
أنا ايضا اضطربت , اضطربت بسبب هلع بو مس وبسبب شعوري بأن ذراع أبي تثقل جسمي كله ومع أنني رأيته مرتاحا في الصباح الا أن ذراعه القوية الملتفة حول رقبتي فضحت ضربات قلبه المتسارعة لم يكن سهلا على عامل منجم في السابعة والاربعين من العمر لديه أولاد كثر وراتب ضئيل أن يرسل ابنه الى المدرسة .
كان من الأفضل له ان يرسلني الى العمل مساعدا في كشك بقالة صيني في السوق أو الى الساحل لأشتغل عاملا وأساهم معه في التخفيف من أعباء العائلة المادية ان ارسال طفل الى المدرسة عنى التقيد لسنوات بمصاريف اضافية وبالنسبة الى عائلتنا لم يكن هذا بالأمر البسيط .
يا لأبي المسكين .
لم أجرؤ على النظر في عينيه .
لم يكن أبي الوحيد الذي يرتجف اضطرابا فقد أظهرت وجوه الأهالي الآخرين أنهم مثل أبي انجرفوا بأفكارهم الى سوق الصباح ومخيلاتهم تصور لهم مزايا اشتغال أبنائهم عمالا .
فهؤلاء الاهالي ليست لديهم قناعة كافية بأن تحصيل أولادهم للعلم الذي يستطيعون تحمل نفقاته الى المرحلة الاعدادية فقط , يمكن أن يجعل مستقبل عائلاتهم مشرقا وما جاؤوا هذا الصباح الا رغما عنهم اما كي يتفادوا التوبيخ من المسؤولين الحكوميين لعدم ارسال أولادهم الى المدرسة , أو اذعانا لمتطلبات العصر التي تستلزم تحرير أولادهم من الأمية .
كنت أعرف جميع الأطفال والأهالي الجالسين قبالتي باستثناء صبي متسخ شعره أحمر ومجعد ما فتئ يحاول جاهدا التملص من قبضة أبيه الذي صحب ابنه لابسا بنطلونا من القطن الرخيص ودونما حذاء ينتعله .
أما بقية الأطفال فهم كلهم من أصدقائي المقربين الذين أعرفهم جيدا , مثل تراباني القابع في حضن أمه .
الأسم: عساكر قوس قزح
المؤلف: أندريا هيراتا
الناشر: دار المنى
عدد الصفحات: 279
الحجم: 4 ميغا بايت
تحميل رواية عساكر قوس قزح
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية
عشرة تلاميذ جدد
كنت مجرد صبي صغير عندما جلست في ذلك الصباح على مقعد طويل خارج مدرسة يظللني فرع شجرة فيلسيوم عتيدة , كان أبي يجلس الى جانبي ذراعه تعانق كتفي ورأسه لا ينفك يومئ وهو يبتسم في وجه الأهالي والأطفال الجالسين على المقعد المواجه لنا , كان يوما مهما : اليوم الأول في المدرسة الابتدائية .
كان صف المقاعد الطويلة ينتهي عند باب مفتوح وخلفه حجرة الدراسة اطار ذلك الباب مقوس حاله في الحقيقة حال المدرسة شبه المتداعية التي بدت كما لو أنها قد تنهار في أي لحظة , عند مدخل

لكن ابتسامة بو مس بدت مفتعلة كانت قلقة وجهها متشنج وينتفض بعصبية لم تكف عن تفقد عدد التلاميذ الجالسين على المقاعد الطويلة وجعلها اضطرابها لا تكترث بالعرق الذي سال على عينيها ملطخا ماكياجها ومخططا وجهها حتى ظهرت كما لو أنها خادمة الملكة في مسرحية قريتنا التراثية " دل ملوك " .
"تسعة تلاميذ فقط يا بيماندو غورو , ما زلنا بحاجة الى تلميذ آخر " قالت بنبرة مخنوقة للمدير عاينها باك هرفان بنظرة ضبابية .
أنا ايضا اضطربت , اضطربت بسبب هلع بو مس وبسبب شعوري بأن ذراع أبي تثقل جسمي كله ومع أنني رأيته مرتاحا في الصباح الا أن ذراعه القوية الملتفة حول رقبتي فضحت ضربات قلبه المتسارعة لم يكن سهلا على عامل منجم في السابعة والاربعين من العمر لديه أولاد كثر وراتب ضئيل أن يرسل ابنه الى المدرسة .
كان من الأفضل له ان يرسلني الى العمل مساعدا في كشك بقالة صيني في السوق أو الى الساحل لأشتغل عاملا وأساهم معه في التخفيف من أعباء العائلة المادية ان ارسال طفل الى المدرسة عنى التقيد لسنوات بمصاريف اضافية وبالنسبة الى عائلتنا لم يكن هذا بالأمر البسيط .
يا لأبي المسكين .
لم أجرؤ على النظر في عينيه .
لم يكن أبي الوحيد الذي يرتجف اضطرابا فقد أظهرت وجوه الأهالي الآخرين أنهم مثل أبي انجرفوا بأفكارهم الى سوق الصباح ومخيلاتهم تصور لهم مزايا اشتغال أبنائهم عمالا .
فهؤلاء الاهالي ليست لديهم قناعة كافية بأن تحصيل أولادهم للعلم الذي يستطيعون تحمل نفقاته الى المرحلة الاعدادية فقط , يمكن أن يجعل مستقبل عائلاتهم مشرقا وما جاؤوا هذا الصباح الا رغما عنهم اما كي يتفادوا التوبيخ من المسؤولين الحكوميين لعدم ارسال أولادهم الى المدرسة , أو اذعانا لمتطلبات العصر التي تستلزم تحرير أولادهم من الأمية .
كنت أعرف جميع الأطفال والأهالي الجالسين قبالتي باستثناء صبي متسخ شعره أحمر ومجعد ما فتئ يحاول جاهدا التملص من قبضة أبيه الذي صحب ابنه لابسا بنطلونا من القطن الرخيص ودونما حذاء ينتعله .
أما بقية الأطفال فهم كلهم من أصدقائي المقربين الذين أعرفهم جيدا , مثل تراباني القابع في حضن أمه .
بيانات الرواية
الأسم: عساكر قوس قزح
المؤلف: أندريا هيراتا
الناشر: دار المنى
عدد الصفحات: 279
الحجم: 4 ميغا بايت
تحميل رواية عساكر قوس قزح
روابط تحميل رواية عساكر قوس قزح
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق