المملوك الشارد لـ جرجي زيدان

الرواية تحكي عن مملوك من المماليك استطاع النجاة من مذبحة القلعة التي أقامها محمد على وقضى فيها على أكثر من400 جندي من المماليك وتخلص منهم
وتدور حول هذا المملوك الذي تشردت أسرته وانفرد بنفسه في الصحراء حتى تم اللقاء بعد حين …

مقتطفات من الرواية


المملوك الشاردجبل لبنان سلسلة جبال شامخة يشرف على البحر الابيض المتوسط و تفصله عنه شواطئ سوريا .. و هو آهل بالعشائر ، تكسوه المزارع و الغياض و يلبسه الثلج عمامة بيضاء على مدار السنة .. و قد كانت حكومته إلى منتصف القرن الماضي في قبضة امراء من عشائر مختلفة ينتهي نسب اكبر عشيرة منهم إلى لؤي بن كعب من قريش و هؤلاء هم الامراء الشهابيون أو ينو شهاب .
و قد حكم الامراء الشهابيون في لبنان اكثر من سائر العشائر الاخرى و كان مركز حكومتهم غالبا بلدة دير القمر . و هي واقعة غربي الجبل المذكور في سفح مشرف على واد خصب يفصلها عن سفح اخر مقابل له .. و يحيط بها كغيرها من قرى لبنان بساتين مغروسة بالكرم و التين و التوت و غيرها .
و في أواخر القرن الثامن عشر اتصلت امارة هذا الجبل بالأمير بشير الشهابي المعروف بالمالطي و المشهور بعلو الهمة و الشجاعة و عظم الهيبة حتى ان كثيرين كانوا لا يقوون على التأمل في وجهه و الوقوف بين يديه أو التكلم في حضرته دون ان يقع الرعب في قلوبهم و الرعدة في فرائصهم مع ما عرف به اللبنانيون من قوة البدن و رباطة الجأش .
و كان في السفح المقابل لدير القمر قرية صغيرة تدعى بيت الدين فيها معبد لطائفة الدروز .. فابتاعها الامير بشير و ابتنى فيها دورا و متنزهات له و لأولاده و أحضر اليها المياه فأصبحت من ابهى المتنزهات منظرا و احسنها هواء .
و قد عرف الامير بشير بتيقظه الدائم و تعهده راحة الرعية و كانت له فراسة خاصة في معرفة الاشخاص و اطوارهم .. فكثيرا ما كان يكتشف الجاني بمجرد النظر البه و تأمل حركاته و يروون عنه في ذلك احاديث أشبه بالخرافات منها بالحقائق يتحدث بها العامة و الخاصة و قد كان في جملة مساعيه يحفظ السلام و منع التعدي اختيار رجال اختبر شجاعتهم و حذقهم .. و بثهم في تلك الأودية ، يربصون في مخابئها ، يراقبون حركات الناس فإذا خرج أحد في حاجة من قرية إلى اخرى ، تراقب عيون أولئك المتربصين حركاته و ربما رافقوه كل طريقه و هو لا يعلم و في صباح الغد يأتون إلى الامير و يخبرونه بما شاهدوه و علموه فكان بذلك على بينة من أحوال رعيته .. و كان ذا ذاكرة و قادة لا تفوته فائتة .. حتى قيل : أنه موجود في كل مكان ، فساد الامن على عهده في جبل لبنان حتى ان النساء و الاطفال كانوا يخرجون ليلا و نهارا و في ايديهم المال يسافرون من بلد إلى اخر و من مقاطعة إلى اخرى .. لا يخشون حرجا و لا يخافون متعديا ..

بيانات الرواية







الاسم : المملوك الشارد
المؤلف : جرجي زيدان
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 199
الحجم : 14.5 ميجا


تحميل رواية المملوك الشارد



تعليقات