جهاد المحبين لـ جرجي زيدان

رواية تقع أحداثها قبل قرن من الزمان حيث السذاجة والبلاهة والحب العميك..تجرى أحداث الرواية عن البطل والبطلة والباقى متآمرين ليفرقوا بينهم وفى النهاية تنكشف المؤامرة بصدفة حمقاء لينتصر الحب..لم يغظنى شىء قدر إدراج هذه الرواية إلى روايات تاريخ الاسلام!!

مقتطفات من الرواية


اقيم بحديقة الازبكية بالقاهرة في 21 يونيو سنة 1887 احتفال كبير لمناسبة مرور خمسين عاما على تولي الملكة فكتوريا عرش انجلترا فزينت الحديقة بالانوار و تقاطر اليها الناس زرافات ووحدانا نساء و رجالا و أولادا من جميع الطوائف و الملل و كلهم فرحون بما أعد في تلك الليلة من دواعي البهجة و معالم الزينة .
و كان الناس يخطرون جماعات في طرقات الحديقة و حول بركتها و على جوانب الساحة التي كانت الموسيقى تصدح فيها . فلم تكن ترى بينهم الا وجوها باسمة و قدودا مائسة هذا يخاطب صديقا له و جهاد المحبين يمازحه و ذاك يداعب ولده و يلاعبه و تلك تنادي فتاتها لتسير بجانبها خوفا عليها من ان تتيه بين الجماهير . و آخرون جالسون إلى موائد صغيرة يسمعون عزف الموسيقى و يتأملون جمال الطبيعة و تلألؤ الانوار .
و كانت ابواب الحديقة غاصة بالداخلين و الخارجين و الحجاب يمنعون الناس من الدخول بغير رقاع الدعوة و الشرطة يهولون من الرعاع لئلا يكدروا بمزاحمتهم و ضوضائهم صفو الاحتفال .
فلما كانت الساعة التاسعة مساء وصل إلى ابواب الحديقة شاب يرتدي الملابس الافرنجية جميل الصورة ربع القامة رشيقها و لكن وجهه كان مقطبا عبوسا تلوح عليه علائم الكآبة و الارتباك و يبدو مستغرقا في التفكير فلما رأى ازدحام الناس هناك انتبه بغتة كأنه هب من رقاد ثم مد يده إلى جيبه و أخرج رقعة الدعوة و دفعها إلى الحاجب فسمح له بالدخول .
وقف الشاب بعد ان قطع خطوات داخل الحديقة ، وبدا حائرا لا يدري إلى أي جهة يسير ثم استأنف سيره إلى ساحة الموسيقى . و كان لارتباكه و هواجسه كأنه سائر في خلاء قفر لا يستوقفه منظر حتى وصل إلى المقهى القائم بجانب الساحة فعرج عليه و جلس على كرسي به ثم اشعل سيجارته و أخذ يدخن و الناس يخطرون امامه ذابا و ايابا بين رجال و نساء و اولاد في مختلف الازياء و تلوح عليهم امارات السرور لكنه لم يكن ينتبه لحركاتهم و ضحكاتهم و بقى في شاغل عنهم بما يفكر فيه و يده تعبث بعصاه و كلما انتهى من تدخين سيجارة اشعل اخرى حتى املأ الجو حوله بالدخان .
و لم ينتبه من غيبوبته هذه حتى جاء غلام القهوة يسأله عما يريد و لم يكن في حاجة إلى شيء يشربه أو يأكله و لكن العادة قضت عليه بطلب المشروب فجيء به اليه ثم عاد إلى ما كان فيه من الاستغراق في التفكير .
و فيما هو في ذلك شعر بيد لمست كتفه و سمع في الوقت نفسه صوتا هاتف باسمه يحييه فالتفت مبغوتا فإذا بصديق له ينظر اليه مبتسما و قد مد يده لمصافحته . فنهض للقائه و صافحه و شعر لدى مشاهدته بأنه كان في ضيق و قد أتاه الفرج ، فدعاه إلى الجلوس قائلا : (( أهلا و سهلا بك يا عزيزي سليم )) . فجلس سليم و هو يقول : (( إني سعيد برؤيتك يا عزيزي حبيب ، لكن ماذا جاء بك إلى هنا و عهدي بك انك مقيم بحلوان ؟ ))

بيانات الرواية




الاسم : جهاد المحبين
المؤلف : جرجي زيدان
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 137
الحجم : 13 ميجا
تحميل رواية جهاد المحبين

 


تعليقات