نتحدث هذه الرواية عن الإنسان، بفقره وضعفه وآلامه، بأخطائه وخطاياه، تتحدث عن العمال الموسميين «الجَنْقُو» الذين تركوا قراهم الفقيرة بحثًا عن لقمة العيش وأملًا في العودة بثروة صغيرة تغير حياتهم، وفي سبيل ذلك يقبلون أن تطحنهم تروس الحياة الخشنة مرات ومرات، في مزارع السكر وحقول السمسم والمصانع ذات الآلات الرثَّة ……………
الطينية السوداء على جعلها على صراع مرير مع المكن ، و الطقس ، و لقمة العيش ، يفضلون الجينز ذا الجيوب الكبيرة و العلامات التجارية البارزة ، المكتوبة بخطوط كبيرة مثل : كونز ، وانت ، ديوب ، لي مان ، ونستون و غيرها ، لا يعرفون ماذا تعني ، لكنها تعجبهم و يفضلونها على غيرها و يدفعون لأجل الحصول عليها مالا سخيا ، يحيطون خصورهم بأحزمة الجلد الصناعي ، فتبدو هيئاتهم كمخلوقات
غريبة لا تنتمي للمكان ، لكنها تقلد كل شيء فيه بالاخص كليقة السمسم المحزومة جيدا ، أحذيتهم التي كانت لامعة و انيقة في أواخر ديسمبر الماضي هي الان ذكرى تلك ، مزق متسخة ذات اخرام و ألوان يصعب تحديدها في الغالب ، لا يهتم أحد بتهذيب شعر رأسه في ما بعد حدثنا ود أمونة بأن عاناتهم كثة و انهم يهملونها ، يتركون شعر رأسهم الذي يميل للحمرة من فعل الشمس كثا متشابكا قصيرا أو طويلا في مستعمرات للشرا .
للجنقاوي أو الجنقوجوراي عدة اسماء على مر السنة و شهورها و فصولها : فهو كاتاكو في الفترة ما بين ديسمبر إلى مارس حيث يعمل في مزارع السكر بكنانة و مصنع سكر خشم القربة عسلاية أو الجنيد .
و يسمى فحامي في الفترة ما بين أبريل إلى مايو حيث يعمل أم بحتي ؛ أي منظفا للمشروعات الجديدة أو المهملة من الاشجار و يصنع من سوقها و فروعها الفحم النباتي .
و يسمى جنقوا أو جنقوجورا ما بين يونيو و ديسمبر أي منذ هطول الامطار إلى نهاية موسم حصاد السمسم اما خلال السنة كلها فتطلق عليه النساء اسم فدادي و بالمقابل يسمي هو النساء اللائي يصنعن المريسة و العرقي فداديات و عرفنا ايضا من بعض الجنقو الذين اتوا من الفاشر و نيالا ان اسم الجنقوجورا هو المستخدم عندهم للدلالة على ما نسميه نحن في الشرق اختصارا جنقو ، لا يطلقون لفظ جنقاوي للمفرد كما نفعل بل جنقوجوراي .
هي ليست المرة الاولى التي نترافق فيها إلى مكان لا نعرفه و لن تكون الاخيرة فمنذ ان طردنا من وظائفنا للصالح العام قبل خمس سنوات تجولنا كثيرا في شتى بقاع السودان : شماله ، جنوبه ، غربه ، شرقه ، كان هو من اسرة ثرية و يحتفظ بمال كثير لنفسه يمكنه من ان يتفرغ بقية حياته كلها للجري وراء متعة المشاهدة كما أطلقنا على ما نقوم به من (( تسكع و تلكع )) في بلاد الله الشاسعة ، انا فقير لكني عازب و لا أتحمل مسئولية أحد غير نفسي ؛ اخواني و اخواتي متزوجون بعضهم خارج السودان و البعض الاخر في الداخل و أتخذوا طريقهم المحتوم في الحياة ، أمي و أبي متوفيان ، هو يساعدني كثيرا في تحمل مصاريف السفر و متعة المشاهدة و انا اوفر له الرفقة الطبية و يقول الناس عندنا : الرفيق قبل الطريق .
بيانات الرواية
الاسم : الجنقو مسامير الارض
المؤلف : عبد العزيز بركة ساكن
الناشر : مؤسسة هنداوي للتعليم و الثقافة
عدد الصفحات : 214
الحجم : 12 ميجا
تحميل رواية الجنقو مسامير الارض
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية
الجنقو يتشابهون في كل شيء ، يقفزون في مشيهم كغربان هرمة ترقص حول فريستها ، يلبسون قمصانا جديدة ، ياقاتها تحفل بالأوساخ التي عمل العرق و عملت الشمس و ريح السموم و التربةالطينية السوداء على جعلها على صراع مرير مع المكن ، و الطقس ، و لقمة العيش ، يفضلون الجينز ذا الجيوب الكبيرة و العلامات التجارية البارزة ، المكتوبة بخطوط كبيرة مثل : كونز ، وانت ، ديوب ، لي مان ، ونستون و غيرها ، لا يعرفون ماذا تعني ، لكنها تعجبهم و يفضلونها على غيرها و يدفعون لأجل الحصول عليها مالا سخيا ، يحيطون خصورهم بأحزمة الجلد الصناعي ، فتبدو هيئاتهم كمخلوقات

للجنقاوي أو الجنقوجوراي عدة اسماء على مر السنة و شهورها و فصولها : فهو كاتاكو في الفترة ما بين ديسمبر إلى مارس حيث يعمل في مزارع السكر بكنانة و مصنع سكر خشم القربة عسلاية أو الجنيد .
و يسمى فحامي في الفترة ما بين أبريل إلى مايو حيث يعمل أم بحتي ؛ أي منظفا للمشروعات الجديدة أو المهملة من الاشجار و يصنع من سوقها و فروعها الفحم النباتي .
و يسمى جنقوا أو جنقوجورا ما بين يونيو و ديسمبر أي منذ هطول الامطار إلى نهاية موسم حصاد السمسم اما خلال السنة كلها فتطلق عليه النساء اسم فدادي و بالمقابل يسمي هو النساء اللائي يصنعن المريسة و العرقي فداديات و عرفنا ايضا من بعض الجنقو الذين اتوا من الفاشر و نيالا ان اسم الجنقوجورا هو المستخدم عندهم للدلالة على ما نسميه نحن في الشرق اختصارا جنقو ، لا يطلقون لفظ جنقاوي للمفرد كما نفعل بل جنقوجوراي .
هي ليست المرة الاولى التي نترافق فيها إلى مكان لا نعرفه و لن تكون الاخيرة فمنذ ان طردنا من وظائفنا للصالح العام قبل خمس سنوات تجولنا كثيرا في شتى بقاع السودان : شماله ، جنوبه ، غربه ، شرقه ، كان هو من اسرة ثرية و يحتفظ بمال كثير لنفسه يمكنه من ان يتفرغ بقية حياته كلها للجري وراء متعة المشاهدة كما أطلقنا على ما نقوم به من (( تسكع و تلكع )) في بلاد الله الشاسعة ، انا فقير لكني عازب و لا أتحمل مسئولية أحد غير نفسي ؛ اخواني و اخواتي متزوجون بعضهم خارج السودان و البعض الاخر في الداخل و أتخذوا طريقهم المحتوم في الحياة ، أمي و أبي متوفيان ، هو يساعدني كثيرا في تحمل مصاريف السفر و متعة المشاهدة و انا اوفر له الرفقة الطبية و يقول الناس عندنا : الرفيق قبل الطريق .
بيانات الرواية
الاسم : الجنقو مسامير الارض
المؤلف : عبد العزيز بركة ساكن
الناشر : مؤسسة هنداوي للتعليم و الثقافة
عدد الصفحات : 214
الحجم : 12 ميجا
تحميل رواية الجنقو مسامير الارض
روابط تحميل رواية الجنقو مسامير الارض
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق