لطالما احتَفَى الأدب العالميُّ بأسطورتيْ «أوديب» و«ثيسيوس»؛ وذلك لما لهما من مكانةٍ وشهرةٍ في الأدب اليونانيِّ خاصة. غير أن مسرحية الكاتب الفرنسي «أندريه جيد» التي تناولتهما تُعَدُّ من أهمِّ الصياغات الحديثة التي تناولت الأسطورتين معًا فيما يشبه المناقشة الأخلاقية التي تعكس فِكر المؤلف؛ ففي الأولى اهتمَّ «جيد» بالصراع القائم بين «أوديب»، ذلك المغرور المتطلِّع إلى المستقبل دائمًا، وبين الكهنة الساعين لسيطرة الدين على كل صغيرة وكبيرة في حياة المملكة.
كان لايوس منذ ارتقى إلى عرش ثيبا يحيا حياة سعيدة راضية مع زوجه جوكاست . و لم يكن يكدر صفو هذه السعادة الا شيء واحد و هو ان الزوجين لم يرزقا الولد ؛ فخطر للملك ان يستثير أبولون في محنته هذه لعله ان يجد له منها مخرجا و ان يتم عليه نعمة الملك السعيد المجيد الذي لا يقتصر على شخص صاحب العرش ، و انما ينتقل منه إلى ذريته التي تتوارثه أجيالها إلى آخر الدهر . فلم يكن لايوس قصير الامل و لا محدود الامد . لم يكن يريد ان يملك ليس غير و انما كان يريد ان ينشئ اسرة مالكة . و لكن أبولون لم يكن سمحا و لا مواتيا ؛ فأظهر للملك في شيء من الالغاز ما خبأه له القضاء . أعلن اليه انه ان رزق الولد فسيقتله ابنه . و قد عاد لايوس من معبد ابولون مهموما ، شديد الحزن ، موزع النفس بين الحرص على الحياة و الرغبة في الولد الذي يرث الملك و يخلد الذكر .
و قد شك طويلا أو قصيرا بين هاتين العاطفتين و لكنه آثر الحياة آخر الامر على الولد فرضى العقم بل رغب فيه و حرص عليه . غير ان القضاء ماض إلى غايته دائما ، فما هي الا ان يرزق لايوس من زوجه جوكاست هذا الغلام الذي انذره ابولون بأنه سيذيقه الموت . هنالك استأثر الحرص على الحياة بنفس الملك ؛ فأزمع ان يقتل ابنه قبل ان يقتله هذا الابن ، و اسلم الطفل إلى راع من رعاته و كلفه ان يلقيه على الجبل نهبا للسباع . و لكن الراعي لم يكن قاسي القلب و لا غليظ الطبع ، فلم يلق الطفل على الجبل و لم يقتله و انما اسلمه إلى راع آخر لملك كورنت في بعض الروايات أو علقه إلى شجرة من أشجار الجبل من رجليه اللتين شقهما و جمع بينهما بحبل ميتن .
و مهما يكن من اختلاف الروايات فإن الصبي لم يمت نهبا للسباع و لا نهبا للجوع و البرد و الجراح ، و انما تلقا راعي كورنت فعطف عليه و رفق به . و كان ملك كورنت بوليب شقيا بعقم امرأته ميروب فيدفع الراعي اليه هذا الصبي و يتبناه الملك و ينشئه تنشئة ابناء الملوك .
و قد شب الصبي قوي الجسم و النفس جميعا ماضي العزم صارم الارادة معتدا بنفسه جاهلا اصله بعيد الامل مع هذا كله ، عظيم الاطماع و لكنه يرى من لداته و اترابه ما يريبه ؛ فهم يلمحون له بأنه ليس ابن الملك و هو يضيق بهذه الريبة و يريد ان يعرف جلية امره ، فيذهب إلى معبد أبولون ليتبين حقيقة الامر من وحي الاله . و القضاء صارم حازم قاس لا يعرف رفقا و لا لينا و اذا أبولون لا ينبئ الفتى بأصله و لا يزيل من نفسه الريبة و انما يضيف شكا و خوفا إلى خوف فينبئ الفتى بأنه سيقتل اباه و ستزوج من امه و سيقترف هاتين الخطيتين المنكرتين .
الاسم : أوديب وثيسيوس من أبطال الأساطير اليوناني
المؤلف : أندريه جيد
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 122
الحجم : 0.75 ميجا
تحميل رواية أوديب وثيسيوس من أبطال الأساطير اليوناني
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية

و قد شك طويلا أو قصيرا بين هاتين العاطفتين و لكنه آثر الحياة آخر الامر على الولد فرضى العقم بل رغب فيه و حرص عليه . غير ان القضاء ماض إلى غايته دائما ، فما هي الا ان يرزق لايوس من زوجه جوكاست هذا الغلام الذي انذره ابولون بأنه سيذيقه الموت . هنالك استأثر الحرص على الحياة بنفس الملك ؛ فأزمع ان يقتل ابنه قبل ان يقتله هذا الابن ، و اسلم الطفل إلى راع من رعاته و كلفه ان يلقيه على الجبل نهبا للسباع . و لكن الراعي لم يكن قاسي القلب و لا غليظ الطبع ، فلم يلق الطفل على الجبل و لم يقتله و انما اسلمه إلى راع آخر لملك كورنت في بعض الروايات أو علقه إلى شجرة من أشجار الجبل من رجليه اللتين شقهما و جمع بينهما بحبل ميتن .
و مهما يكن من اختلاف الروايات فإن الصبي لم يمت نهبا للسباع و لا نهبا للجوع و البرد و الجراح ، و انما تلقا راعي كورنت فعطف عليه و رفق به . و كان ملك كورنت بوليب شقيا بعقم امرأته ميروب فيدفع الراعي اليه هذا الصبي و يتبناه الملك و ينشئه تنشئة ابناء الملوك .
و قد شب الصبي قوي الجسم و النفس جميعا ماضي العزم صارم الارادة معتدا بنفسه جاهلا اصله بعيد الامل مع هذا كله ، عظيم الاطماع و لكنه يرى من لداته و اترابه ما يريبه ؛ فهم يلمحون له بأنه ليس ابن الملك و هو يضيق بهذه الريبة و يريد ان يعرف جلية امره ، فيذهب إلى معبد أبولون ليتبين حقيقة الامر من وحي الاله . و القضاء صارم حازم قاس لا يعرف رفقا و لا لينا و اذا أبولون لا ينبئ الفتى بأصله و لا يزيل من نفسه الريبة و انما يضيف شكا و خوفا إلى خوف فينبئ الفتى بأنه سيقتل اباه و ستزوج من امه و سيقترف هاتين الخطيتين المنكرتين .
بيانات الرواية
الاسم : أوديب وثيسيوس من أبطال الأساطير اليوناني
المؤلف : أندريه جيد
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 122
الحجم : 0.75 ميجا
تحميل رواية أوديب وثيسيوس من أبطال الأساطير اليوناني
روابط تحميل رواية أوديب وثيسيوس من أبطال الأساطير اليوناني
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق