في المحيط الهادي، ثمَّة جزيرة تُشبِه سمكة كبيرة تستمتع بأشعة الشمس الجميلة. وحول هذه الجزيرة تسبح الدلافين الزرقاء، وتمرح ثعالب الماء، وتكثر الطيور البحرية. وفي يوم من الأيام، عاش الهنودُ الحُمْر أيضًا على هذه الجزيرة، ولكن عندما هجروها وأبحروا شرقًا، تركوا فتاة صغيرة عليها. كارانا هي تلك الفتاة التي عاشتْ سنوات بمفردها على جزيرة الدلافين الزرقاء. وعامًا بعد عام، ظلت تنتظر أن تأتي سفينة وتنقذها. ولكن بينما كانتْ تنتظر .
أتذكر اليوم الذي جات فيه السفينة الاليوتية إلى جزيرتنا . في البداية بدت كصدفة صغيرة طافية على سطح البحر ، ثم ازداد حجمها فأصبحت اشبه بطائر نورس مضموم الجناحين . و أخيرا ؛ اذ ارتفع قرص الشمس في السماء ظهرت على حقيقتها ؛ سفينة حمراء ذات شراعين أحمرين .
كنا انا و اخي قد ذهبنا إلى رأس واد متعرج يؤدي إلى ميناء صغير يسمى خليج المرجان بغية جمع الجذور التي تنو هناك في فصل الربيع .
كان أخي رامو صبيا صغيرا في نصف عمري ، الذي كان اثنى عشر عاما . كان صغير الحجم بالنسبة لصبي تعاقبت عليه تلك الايام و الشهور كلها ، و لكنه كان سريعا كصرصور الليل . و كان ايضا احمق كصرصور الليل عندما يتملكه الحماس . و لهذا السبب و لأنني اردت ان يساعدني في جمع الجذور لا ان يركض بعيدا ، لم اقل له شيئا عن الصدفة التي رأيتها أو طائر النورس المضموم الجناحين .
وصلت الحفر في الدغل بعصاي المدببة و كأنه ليس هناك ما يحدث في البحر على الاطلاق حتى رغم تحققي من ان طائر النورس كان في الواقع سفينة ذات شراعين أحمرين .
و لكن عيني رامو لم يكن يفوتهما الكثير في هذا العالم . فقد كانتا سوداوين كعيني السحلية و واسعتين للغاية . و أحيانا – كما هو الحال مع عيني السحلية – قد تبدوان ناعستين . و حينئذ تريان افضل من أي حين اخر و كانت عيناه تبدوان على هذا النحو في ذلك الوقت ؛ شبه مغلقتين و كأنهما عينا سحلية ترقد على صخرة و على وشك ان تمد لسانها بسرعة لتصيد ذبابة .
قال رامو : (( إن سطح البحر أملس . انه حجر مسطح لا يشوبه خدش . ))
كان اخي يروق له التظاهر برؤية التشابه بين اشياء متباينة .
قلت له : (( البحر ليس حجرا دون خدوش . إنه ماء دون امواج . ))
فقال : (( بالنسبة لي هو حجر ازرق ، و عند نهايته ثمة سحابة صغيرة تجلس على الحجر . ))
(( السحب لا تجلس على الاحجار ؛ سواء كانت احجارا زرقاء ام سوداء ام أي نوع من الاحجار . ))
قال : (( هذه السحابة تجلس . ))
فقلت : (( ليس على البحر ؛ فالدلافين تجلس هناك ، و طيور النورس ، و طيور الغاق ، و ثعالب الماء ، و الحيتان ايضا ، و لكن ليس السحب . ))
(( ربما كانت حوتا . ))
ارتكز رامو على قدم ثم على الاخرى ، مراقبا السفينة و هي تقترب ، و لم يكن يعرف انها سفينة ؛ لأنه لم يكن قد رأى سفينة من قبل . أنا الاخرى لم أكن قد رأيت سفينة من قبل ، و لكني كنت اعرف كيف تبدو ؛ لأنها وصفت لي .
الاسم : جزيرة الدلافين الزرقاء
المؤلف : سكوت أدويل
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 145
الحجم : 6.75 ميجا
تحميل رواية جزيرة الدلافين الزرقاء
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية

كنا انا و اخي قد ذهبنا إلى رأس واد متعرج يؤدي إلى ميناء صغير يسمى خليج المرجان بغية جمع الجذور التي تنو هناك في فصل الربيع .
كان أخي رامو صبيا صغيرا في نصف عمري ، الذي كان اثنى عشر عاما . كان صغير الحجم بالنسبة لصبي تعاقبت عليه تلك الايام و الشهور كلها ، و لكنه كان سريعا كصرصور الليل . و كان ايضا احمق كصرصور الليل عندما يتملكه الحماس . و لهذا السبب و لأنني اردت ان يساعدني في جمع الجذور لا ان يركض بعيدا ، لم اقل له شيئا عن الصدفة التي رأيتها أو طائر النورس المضموم الجناحين .
وصلت الحفر في الدغل بعصاي المدببة و كأنه ليس هناك ما يحدث في البحر على الاطلاق حتى رغم تحققي من ان طائر النورس كان في الواقع سفينة ذات شراعين أحمرين .
و لكن عيني رامو لم يكن يفوتهما الكثير في هذا العالم . فقد كانتا سوداوين كعيني السحلية و واسعتين للغاية . و أحيانا – كما هو الحال مع عيني السحلية – قد تبدوان ناعستين . و حينئذ تريان افضل من أي حين اخر و كانت عيناه تبدوان على هذا النحو في ذلك الوقت ؛ شبه مغلقتين و كأنهما عينا سحلية ترقد على صخرة و على وشك ان تمد لسانها بسرعة لتصيد ذبابة .
قال رامو : (( إن سطح البحر أملس . انه حجر مسطح لا يشوبه خدش . ))
كان اخي يروق له التظاهر برؤية التشابه بين اشياء متباينة .
قلت له : (( البحر ليس حجرا دون خدوش . إنه ماء دون امواج . ))
فقال : (( بالنسبة لي هو حجر ازرق ، و عند نهايته ثمة سحابة صغيرة تجلس على الحجر . ))
(( السحب لا تجلس على الاحجار ؛ سواء كانت احجارا زرقاء ام سوداء ام أي نوع من الاحجار . ))
قال : (( هذه السحابة تجلس . ))
فقلت : (( ليس على البحر ؛ فالدلافين تجلس هناك ، و طيور النورس ، و طيور الغاق ، و ثعالب الماء ، و الحيتان ايضا ، و لكن ليس السحب . ))
(( ربما كانت حوتا . ))
ارتكز رامو على قدم ثم على الاخرى ، مراقبا السفينة و هي تقترب ، و لم يكن يعرف انها سفينة ؛ لأنه لم يكن قد رأى سفينة من قبل . أنا الاخرى لم أكن قد رأيت سفينة من قبل ، و لكني كنت اعرف كيف تبدو ؛ لأنها وصفت لي .
بيانات الرواية
الاسم : جزيرة الدلافين الزرقاء
المؤلف : سكوت أدويل
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 145
الحجم : 6.75 ميجا
تحميل رواية جزيرة الدلافين الزرقاء
روابط تحميل رواية جزيرة الدلافين الزرقاء
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق