«الشاعر الطموح» هي قصة تجمع بين دفتيها مجمعا نفيسا للأمثال؛ فهي تروي لنا سيرة أبي الطيب المتنبي، الشاعر المعذب في قطف ثمار الطموح الشعري والنبل الأخلاقي، وتوضح لنا الوشاية التي تعرض لها المتنبي من لدن خصومه، والتي أفضت إلى القطيعة بينه وبين سيف الدولة الحمداني، وقد برع «علي الجارم» في إجلاء ضروب الحكمة التي ترقرقرت في صورة ماء فيَّاض ينحدر من معين الشعر الصادق الذي صاغه المتنبي ….
فارس فارع القد وسيم الطلعة تكشف اسارير وجهه عن نبل عريق و شرف رفيع و تنطبق ملامحه و نظرات عينيه بشجاعة تفرق منها الشجعان و بطولة يعز مثلها على الابطال و كان يتقلد سيفا حلى
غمده بالذهب و زين بنفسي الجواهر و يتنكب رمحا تقبل اشعة الشمي سنانه فترسل بريقا يكاد يحسر العيون و قد امتطى جوادا كريما راح يهملج في بخترة و زهو كأنه كان يعتز بكرم سلالته أو يتيه بشرف منبت فارسه الشعشاع .
سار الجواد بين الوخد و الخبب في طريق مدينة حلب في يوم صائف من سنة احدى و اربعين و ثلاثمائة فانفجرت السابلة عن طريقه كما تنفرج امواج البحر امام سفينة تداعب شراعها الرياح ، و أخذ الناس يتهامسون في اجلال و خشية : هذا أبو فراس ! هذا ابن عم الامير ! هذا بطل حصن برزويه ! هذا فارس الدولة و شاعرها المغرد ! و كان بين القوم رجل قوي الاسر مفتول العضلات ظهرت في وجهه سطور كتبتها السيوف و نقطتها النبال ، فدلت على ان عمارا القضاعي جندي قديم مغامر ، عرك الوقائع و عركته ، و خاص غمارها فغمرته ، قال عمار لمن بجانبه في صوت خافت : لقد شهدت خمس وقائع مع هذا البطل ، رأيت فيها من اقدامه و جرأته ، و صدق درايته بالحروب ، و ما يكاد يذهل المجاهد عن كوارث الحروب . فأجابه صاحبه : لقد كنت اذا مشاهدا لا محاربا . فابتسم عمار ابتسامة مبهمة فيها ازدراء ، و فيها رفق القوي بالضعيف ، و فيها اعتزاز الشجاع بمكانته . ثم قال : كنت مشاهدا حقا ، و لكن لا كما تشاهد اليوم ابا فراس ، و هو يتمايل فوق جواده اللعوب في دروب حلب ، و قد نصبت السلم على المدينة و رواقها ، و اصبح اهلها لا يخافون الا من سهام عيون الحسان ! دعك يا صاحبي من ذكر الحرب و المحاربين ، فتلك دماء طهر الله منها سيوف الجبناء .
- أتعد كل من لم يشهد الحرب جبانا ؟
- إن اقتراب الروم من اطراف مملكتنا و ضغنهم القديم الموروث على المسلمين و ملوك المسلمين و ادعاءهم ان بلادنا قطعة من مملكتهم الواسعة اغتصبها الاسلام بسيفه ثم ما اعدوه لنا من غوائل الحرب ؛ كالنار اليونانية و الدبابات الهائلة ، كل هؤلاء مما يوجب الجهاد و يدفع كل مسلم إلى امتشاق الحسام و الموت في سبيل دينه و وطنه شهما كريما .
- اما انا فلن امتشق الحسام و لن اخوض غمار الهيجاء . فنظر اليه عمار في اشمئزاز و قال و لسانه يتعثر من الغيظ : كنت اظن قبل ان اراك ان اللحى من خائص الرجال .
- و هي لا تزال من خصائص الرجال و ان امامك لرجلا .
- رجل بلا قلب .
- رجل لولاه ما امتلأت خياشيمك كبرا و لا انثنى عطفك تيها عند ذكر الحرب و النزال .
- من تكون ؟
بيانات الرواية
الاسم : الشاعر الطموح
المؤلف : علي الجارم
الناشر : مؤسسة هنداوي للتعليم و الثقافة
عدد الصفحات : 96
الحجم : 1.3 ميجا
تحميل رواية الشاعر الطموح
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية
فارس فارع القد وسيم الطلعة تكشف اسارير وجهه عن نبل عريق و شرف رفيع و تنطبق ملامحه و نظرات عينيه بشجاعة تفرق منها الشجعان و بطولة يعز مثلها على الابطال و كان يتقلد سيفا حلى

سار الجواد بين الوخد و الخبب في طريق مدينة حلب في يوم صائف من سنة احدى و اربعين و ثلاثمائة فانفجرت السابلة عن طريقه كما تنفرج امواج البحر امام سفينة تداعب شراعها الرياح ، و أخذ الناس يتهامسون في اجلال و خشية : هذا أبو فراس ! هذا ابن عم الامير ! هذا بطل حصن برزويه ! هذا فارس الدولة و شاعرها المغرد ! و كان بين القوم رجل قوي الاسر مفتول العضلات ظهرت في وجهه سطور كتبتها السيوف و نقطتها النبال ، فدلت على ان عمارا القضاعي جندي قديم مغامر ، عرك الوقائع و عركته ، و خاص غمارها فغمرته ، قال عمار لمن بجانبه في صوت خافت : لقد شهدت خمس وقائع مع هذا البطل ، رأيت فيها من اقدامه و جرأته ، و صدق درايته بالحروب ، و ما يكاد يذهل المجاهد عن كوارث الحروب . فأجابه صاحبه : لقد كنت اذا مشاهدا لا محاربا . فابتسم عمار ابتسامة مبهمة فيها ازدراء ، و فيها رفق القوي بالضعيف ، و فيها اعتزاز الشجاع بمكانته . ثم قال : كنت مشاهدا حقا ، و لكن لا كما تشاهد اليوم ابا فراس ، و هو يتمايل فوق جواده اللعوب في دروب حلب ، و قد نصبت السلم على المدينة و رواقها ، و اصبح اهلها لا يخافون الا من سهام عيون الحسان ! دعك يا صاحبي من ذكر الحرب و المحاربين ، فتلك دماء طهر الله منها سيوف الجبناء .
- أتعد كل من لم يشهد الحرب جبانا ؟
- إن اقتراب الروم من اطراف مملكتنا و ضغنهم القديم الموروث على المسلمين و ملوك المسلمين و ادعاءهم ان بلادنا قطعة من مملكتهم الواسعة اغتصبها الاسلام بسيفه ثم ما اعدوه لنا من غوائل الحرب ؛ كالنار اليونانية و الدبابات الهائلة ، كل هؤلاء مما يوجب الجهاد و يدفع كل مسلم إلى امتشاق الحسام و الموت في سبيل دينه و وطنه شهما كريما .
- اما انا فلن امتشق الحسام و لن اخوض غمار الهيجاء . فنظر اليه عمار في اشمئزاز و قال و لسانه يتعثر من الغيظ : كنت اظن قبل ان اراك ان اللحى من خائص الرجال .
- و هي لا تزال من خصائص الرجال و ان امامك لرجلا .
- رجل بلا قلب .
- رجل لولاه ما امتلأت خياشيمك كبرا و لا انثنى عطفك تيها عند ذكر الحرب و النزال .
- من تكون ؟
بيانات الرواية
الاسم : الشاعر الطموح
المؤلف : علي الجارم
الناشر : مؤسسة هنداوي للتعليم و الثقافة
عدد الصفحات : 96
الحجم : 1.3 ميجا
تحميل رواية الشاعر الطموح
روابط تحميل رواية الشاعر الطموح
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق