هجوم ليلي … ثم اختفاء بيانات شديدة الأهمية … أما عالمة الأحياء الشابة فاندا فالس فتريد أن تعرف ما الذي يتم «اصطناعه» في المعهد الذي تعمل به، الأمر الذي يوقعها في متاعب جرَّاء دسائس وحالات وفاة يكتنفها الغموض، ويحملها ما بين مدينة ماربورج عبر ميونخ وبرلين حتى الولايات المتحدة الأمريكية، لتجد في النهاية أن استخدام جسيمات النانو هو المحرك الرئيسي للأحداث.
تعود بي الذاكرة عندما أتهيأ لكتابة هذه المقدمة إلى عام 2203 ، حيث أرسلت إلى اخبار الادب الغراء كلمة عن نيرمين الشرقاوي أرفقت هي بها ترجمة مختارات من شعر هاينريش هاينه . و قد سعدت بإعجاب جمال الغيطاني بها ؛ ربما لأنني وصفت المادة المترجمة بأنها جزء من نسيجي الثقافي ، و تمنيت ان تتاج لنيرمين الشرقاوي فرصة متعاظمة لاظهار موهبتها في هذه النوعية الصعبة من الترجمة التي ربما حلا للبعض ان يسميها ترجمة أدبية أو ترجمة شعرية أو ما إلى ذلك . و كنت قد وصفت هذا النوع من التعامل بين مترجم اديب شاعر و مؤلف أديب شاعر و أطلقت على هذه النوعية من العمل الترجمي اسم (( التفاعل الترجمي )) ؛ و أحببت جدا ان تظهر براعة المترجمة في مواجهة براعة هاينريش هاينه ، و هو من هو . و حتى لا يطول بي الاستطراد في هذه النقطة يكفيني الاحساس بأنني في الترجمة التي طلب مني كاتبة مقدمة لها ، (( تأثير اللوتس )) ، وجدت فيها امورا كثيرة جديرة بالإشادة أو لنقل بكل بساطة :جديرة بأن نلقي عليها الضوء و نتحاور معها حوارا من حقه ان يطول .
و الرواية التي بين ايدينا رواية صعبة ، محيرة ، مستفزة ، و بهذه الصفات تستحق ان نقلب اوراقها عدة مرات و نضعها تحت اجهزة الفحص الحديثة التي قد يبتكرها العلماء ذات يوم فنرى الغامض كما نرى الظاهر . و من الممكن ان ننظر بدابة إلى حجم هذه الرواية ، و نؤجل النظر في العنوان و احتمالاته ، فنجد ان الرواية تعتبر حجما من النوع الضخم . و كان اساتذة مبرزون في النقد الادبي قد طرحوا على موائد البحث ان الادب القصصي ستنكمش انواعه الضخمة مفسحة المجال للانواع المقتضبة أو القصيرة . و تساءل البعض بحق : من الذي يستطيع في ايامنا هذه ان يقرأ روايات كتبت في مئات الصفحات ؟ و ربما تذكر البعض محاولة اختصار الروايات المطولة حتى يستطيع القارئ المتعجل المعاصر ان يعكف عليها و يستخرج منها ما يمتعه . و لكن الذي حدث ان كتاب الرواية الادبية لم يشغل بالهم – على ما يبدو – تفضيل الاقتضاب على التوسع ، و كنت قد اشرت إلى هذه القضية تفصيلا في كتابي (( ألوان من الادب الالماني الحديث )) الذي قدمت فيه – كما يظهر من عنوانه – باقة من الاب الالماني الحديث تمثل تياراته المختلفة منذ عام 1947 إلى مطلع السبعينيات و أعاد المركز القومي للترجمة اصداره في طبعة ثانية في سلسلة ميراث الترجمة عام 2009 .
و الخلاصة ان الكتاب الذي حلا لهم ان يكتبوا مطولات كتبوا مطولات و لم يخطر ببالهم ان يقتضبوها و الادباء الذين فضلوا ان يكتبوا انماطا مقتضبة كتبوا هذه الانماط المقتضبة . و المبدع – كما هو معروف – حر في نفسه و فيما يفعل .
الاسم : تأثير اللوتس
المؤلف : أنتونيا فيرينباخ
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 389
الحجم : 1.8 ميجا
تحميل رواية تأثير اللوتس
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية

و الرواية التي بين ايدينا رواية صعبة ، محيرة ، مستفزة ، و بهذه الصفات تستحق ان نقلب اوراقها عدة مرات و نضعها تحت اجهزة الفحص الحديثة التي قد يبتكرها العلماء ذات يوم فنرى الغامض كما نرى الظاهر . و من الممكن ان ننظر بدابة إلى حجم هذه الرواية ، و نؤجل النظر في العنوان و احتمالاته ، فنجد ان الرواية تعتبر حجما من النوع الضخم . و كان اساتذة مبرزون في النقد الادبي قد طرحوا على موائد البحث ان الادب القصصي ستنكمش انواعه الضخمة مفسحة المجال للانواع المقتضبة أو القصيرة . و تساءل البعض بحق : من الذي يستطيع في ايامنا هذه ان يقرأ روايات كتبت في مئات الصفحات ؟ و ربما تذكر البعض محاولة اختصار الروايات المطولة حتى يستطيع القارئ المتعجل المعاصر ان يعكف عليها و يستخرج منها ما يمتعه . و لكن الذي حدث ان كتاب الرواية الادبية لم يشغل بالهم – على ما يبدو – تفضيل الاقتضاب على التوسع ، و كنت قد اشرت إلى هذه القضية تفصيلا في كتابي (( ألوان من الادب الالماني الحديث )) الذي قدمت فيه – كما يظهر من عنوانه – باقة من الاب الالماني الحديث تمثل تياراته المختلفة منذ عام 1947 إلى مطلع السبعينيات و أعاد المركز القومي للترجمة اصداره في طبعة ثانية في سلسلة ميراث الترجمة عام 2009 .
و الخلاصة ان الكتاب الذي حلا لهم ان يكتبوا مطولات كتبوا مطولات و لم يخطر ببالهم ان يقتضبوها و الادباء الذين فضلوا ان يكتبوا انماطا مقتضبة كتبوا هذه الانماط المقتضبة . و المبدع – كما هو معروف – حر في نفسه و فيما يفعل .
بيانات الرواية
الاسم : تأثير اللوتس
المؤلف : أنتونيا فيرينباخ
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 389
الحجم : 1.8 ميجا
تحميل رواية تأثير اللوتس
روابط تحميل رواية تأثير اللوتس
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق