تنتمى إلى الأدب الكلاسيكى وتضع حياة كاملة بما فيها من حزن وسعادة ويأس وأمل وإن كان البطل فى البداية يميل إلى الضجر من كل شئ وأى شئ وبدأ النضج تتابعاً خلال الأحداث …
قال بطل الرواية : إني حرصت على تدوين تاريخ حياتي لاشتماله على غرائب الاتفاق التي تقودني احيانا إلى الريب بصحتها حال كونها حقيقة و ها انا اسرد على القارئ أهم ما صادفت في حياتي من العجائب و ما لقيت من الغرائب من دون زيادة و لا نقصان متكلا على خالق الاكوان فأقول :
اني رجل روماني الاصل ، كاثوليكي المذهب مقيم في انكلترا و قد توفي والدي و انا صغير السن ، ثم لحقت به والدتي رحمهما الله بعد ان بلغت من العمر ثلاثا و عشرين سنة ، أي قبل بداءة حوادث قصتي بسنتين . و قد خلفا لي مالا وافر لا يقل دخله عن خمسة الاف ليرة سنويا . و كنت قوي البنية شديد لعزم مطلق الارادة و التصرف بما ورثته من والدي ، و مع ذلك فإني كنت اتعس البشر محروما من هذا العالم ، لا اتمتع بمناظر طبيعية و لا اتعزى برؤية الاكوان و مشاهدة المخلوقات البشرية . و كثيرا ما كنت اغبط بل احسد من هم دوني منزلة ، حتى بلغ بي الامر اني تمنيت الاستعطاء و التسول ممن تقوى عيناي على مشاهدتهم ؛ لأني كنت فاقدا حاسة البصر محروما – وا أسفاه – من لذة النظر !
فلا ريب ان من يطلع على هذه العبارة الاخيرة تتأثر شعائره و يرثى لحالتي و يشعر بما يستولي علي من الكدر ، عندما أتقلب في فراش الأحزان متفكرا بحالتي التعيسة التي ستنتهي بي على هذا المنوال لا رفيق لي سوى الظلام و لا ما أتمناه سوى الموت الزؤام .
ففي احدى ليالي شهر آب الحارة بينما كنت جالسا في غرفتي اذا بالباب يقرع و سمعت صوت الخادم معلنا بقدوم الطبيب – و هو الذي آلى على نفسه بمعالجة عيني ، و كان صديقا لوالدي المرحوم – فانتعش قلبي بقدومه و ترحبت به و بعد ان جلسنا سألني عن كيفية استعمال الدواء فأجبته اني مثابر على الخطة التي ارشدني اليها .
و بعد ان شعرت انه نهض من مكانه و أدنى من وجهي مصباحا و سألني اغماض أحدى عيني ففعلت ، فقال لي : ماذا ترى بالثانية ؟
- نورا طفيفا و شيئا خفيفا .
- اغمضها و انظر بالاخرى .
فأطعت .
- ماذا ترى ؟
- ضوء قد تشعب منه ثلاثة انوار .
- الحمد لله فقد توطد مني الامل و تحقق عندي نجاح العمل .
- أفلا يوجد خطر ؟
- إن الخطر مازال مترصدا فرص الاهمال و ما دمت محافظا على الاعتناء فالشفاء قريب بإذن الله .
فشكرت اهتمامه بس ، ثم ودعني و انصرف .
و لبثت بعد ذهاب الطبيب برهة صامتا بما ستصير اليه حالتي فكنت ارى احيانا من خلال الظلام المخيف المحدق بي نجما يتلألأ فيبتهج قلبي سرورا اذ تتمثل لي الدنيا يزخرفها فتطيب لي الحياة ثم تحجبه الغيوم المتكاثفة فلا اعود من ثم ارى سوى الظلمة التي تعيد إلي الاحزان و توجه فكري إلى حقيقة الحال التي انا فيها فأشعر اذ ذاك بان الدم يجري في عروفي تارة حارا و أخرى باردا و تظمأ نفسي لتجرع كأس الردى فناديت الله و الدموع سائلة على وجنتي متضرعا اليه ان ينظر إلى حالتي و يعيد الي ما فقدت ثم نهضت متثاقلا و انطرحت على سريري ملتمسا الرقاد متمنيا من صميم الفؤاد ان يكون رقادا ابديا .
الاسم : الغادة الانجليزية
المؤلف : لبيبة ماضي هاشم
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 89
الحجم : 5.5 ميجا
تحميل رواية الغادة الانجليزية
رابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
مقتطفات من الرواية

اني رجل روماني الاصل ، كاثوليكي المذهب مقيم في انكلترا و قد توفي والدي و انا صغير السن ، ثم لحقت به والدتي رحمهما الله بعد ان بلغت من العمر ثلاثا و عشرين سنة ، أي قبل بداءة حوادث قصتي بسنتين . و قد خلفا لي مالا وافر لا يقل دخله عن خمسة الاف ليرة سنويا . و كنت قوي البنية شديد لعزم مطلق الارادة و التصرف بما ورثته من والدي ، و مع ذلك فإني كنت اتعس البشر محروما من هذا العالم ، لا اتمتع بمناظر طبيعية و لا اتعزى برؤية الاكوان و مشاهدة المخلوقات البشرية . و كثيرا ما كنت اغبط بل احسد من هم دوني منزلة ، حتى بلغ بي الامر اني تمنيت الاستعطاء و التسول ممن تقوى عيناي على مشاهدتهم ؛ لأني كنت فاقدا حاسة البصر محروما – وا أسفاه – من لذة النظر !
فلا ريب ان من يطلع على هذه العبارة الاخيرة تتأثر شعائره و يرثى لحالتي و يشعر بما يستولي علي من الكدر ، عندما أتقلب في فراش الأحزان متفكرا بحالتي التعيسة التي ستنتهي بي على هذا المنوال لا رفيق لي سوى الظلام و لا ما أتمناه سوى الموت الزؤام .
ففي احدى ليالي شهر آب الحارة بينما كنت جالسا في غرفتي اذا بالباب يقرع و سمعت صوت الخادم معلنا بقدوم الطبيب – و هو الذي آلى على نفسه بمعالجة عيني ، و كان صديقا لوالدي المرحوم – فانتعش قلبي بقدومه و ترحبت به و بعد ان جلسنا سألني عن كيفية استعمال الدواء فأجبته اني مثابر على الخطة التي ارشدني اليها .
و بعد ان شعرت انه نهض من مكانه و أدنى من وجهي مصباحا و سألني اغماض أحدى عيني ففعلت ، فقال لي : ماذا ترى بالثانية ؟
- نورا طفيفا و شيئا خفيفا .
- اغمضها و انظر بالاخرى .
فأطعت .
- ماذا ترى ؟
- ضوء قد تشعب منه ثلاثة انوار .
- الحمد لله فقد توطد مني الامل و تحقق عندي نجاح العمل .
- أفلا يوجد خطر ؟
- إن الخطر مازال مترصدا فرص الاهمال و ما دمت محافظا على الاعتناء فالشفاء قريب بإذن الله .
فشكرت اهتمامه بس ، ثم ودعني و انصرف .
و لبثت بعد ذهاب الطبيب برهة صامتا بما ستصير اليه حالتي فكنت ارى احيانا من خلال الظلام المخيف المحدق بي نجما يتلألأ فيبتهج قلبي سرورا اذ تتمثل لي الدنيا يزخرفها فتطيب لي الحياة ثم تحجبه الغيوم المتكاثفة فلا اعود من ثم ارى سوى الظلمة التي تعيد إلي الاحزان و توجه فكري إلى حقيقة الحال التي انا فيها فأشعر اذ ذاك بان الدم يجري في عروفي تارة حارا و أخرى باردا و تظمأ نفسي لتجرع كأس الردى فناديت الله و الدموع سائلة على وجنتي متضرعا اليه ان ينظر إلى حالتي و يعيد الي ما فقدت ثم نهضت متثاقلا و انطرحت على سريري ملتمسا الرقاد متمنيا من صميم الفؤاد ان يكون رقادا ابديا .
بيانات الرواية
الاسم : الغادة الانجليزية
المؤلف : لبيبة ماضي هاشم
الناشر : مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات : 89
الحجم : 5.5 ميجا
تحميل رواية الغادة الانجليزية
روابط تحميل رواية الغادة الانجليزية
أشترى كتبك الورقية بخصومات كبيرة وتوصيل لباب بيتك
رابط تحميل مباشر - جوجل درايفرابط تحميل فورشيرد
قراءة اونلاين
التواصل والإعلان على مواقعنا
أشترك فى قائمتنا البريدية ليصلك جديد الكتب
تابعنا على الفيسبوك
تابعنا على تويتر
زور موقعنا الجديد – معرفة بلس
زور موقعنا الجديد – عالم الكتب
زور موقعنا – مكتبة دوت كوم
زور موقع ثقف نفسك - حيث الثقافة والمعرفة
تعليقات
إرسال تعليق