الطريق الى القدس لـ يان غيو

الرواية، رغم الكثير مما تقدمه عن تلك المجتمعات (الدنمارك، السويد، والنرويج) من خلال شخصية (آرن) ومعجزاته التي بدأت بمعجزة نهوضه من موت حقيقي، وأخلاقياته ومبادئه التي تحيل إلى أخلاق الفرسان ومبادئهم الإنسانية في العيش والقتال، التي تشربها في الكنيسة، والتناقض في شخصيته بين مظهر الفتى الضعيف الذي يطلقون عليه لقب “راهب الكنيسة” وبين قوة خفية تخلقت في داخله عبر التدريبات على السيف وركوب الخيل، وهي القوة التي لم يكن يحب أن يظهرها إلا عند الضرورة القصوى وبأقل قدر من الخسائر البشرية.

مقتطفات من الرواية


الطريق الى القدسفي عام البركة 1150 وفيما كان أهل الشرق الملحدون حثالة الأرض وطلائع أعداء المسيح يكبدون شعبنا هزائم عديدة في الأرض المقدسة انحنى الروح القدس على السيدة سيغريد وتجلى لها فتغيرت بذلك حياتها .
لعل من قائل يقول أيضا ان من عواقب هذا التجلي أنه اختصر وجودها فالمؤكد أن حياتها لم تعد أبدا كما كانت وفي المقابل فان ما كتبه الراهب تيبود بعد ذلك بزمن طويل ليس بالأمر المؤكد أيضا فحسب ما ادعاه كانت اللحظة التي تجلى فيها الروح القدس لسيغريد اشارة حقيقية لميلاد مملكة جديدة في الشمال المملكة التي كانت ستسمى بالسويد حتى نهاية الزمان .
كان ذلك في يوم سانت تيبورس الذي ينبئ ببداية فصل الصيف وذوبان الثلوج في فاسترا غوتالاند فلم يسبق أن تجمع القوم قط على نحو ما اجتمعوا في سكارا في ذلك اليوم لأن القداس الذي كان سيقام فيها لم يكن قداسا عاديا لقد كان القوم يتهيؤون في النهاية لتكريس الكاتدرائية الجديدة .
كانت الحفلات متواصلة منذ ساعتين وكان الطواف قد أنهى في بطء متناه دوراته الثلاث حول الصرح لأن المطران أودغريم كان طاعنا في السن وكان يتعثر وكأنه يخطو خطواته الأخيرة وبالاضافة الى ذلك بدا مرتبكا قليلا بعد أن تلا الصلاة الأولى في الكاتدرائية المكرسة لأنه خاطب القوم بلغة عامية عوضا عن اللاتينية :
" أيها الرب يا من يحفظ في غيبه كل شيء , ومن يجعل سلطانه في سبيل خلاص عباده ظاهرا مرئيا ليكن هنا بيتك وليكن في هذا المعبد ملكك , لكي يتلقى كل من اجتمعوا في هذا المكان للصلاة رحمتك وعونك " .
وجعل الرب سلطانه مرئيا حقا سواء لخلاص العباد أو لأسباب أخرى فلا أحد رأى من قبل مثل ذلك المشهد المسرحي في كامل فاسترا غوتالاند : ملابس الرهبان بألوانها الناصعة لمطرزة بالذهب والمصنوعة من الحرير الأزرق الفاتح والأحمر الغامق والروائح العنيدة في مبخرات يحركها الكهنة وأسمى الموسيقى السماوية التي لم يسبق لأي أذن في المقاطعة أن سعدت بسماعها .
حتى ان من يرفع رأسه للسقف يخال أنه يرى السماوات جميعا لم يكن مفهوما كيف أمكن البناة البورغينيين والانجليز أنفسهم أن ينشءوا قببا عالية جدا من دون أن ينهار كل شيء ولو بسبب غضب الرب الذي كان يجب أن يعاقب هذا العمل المعتد المتمثل في محاولة رفع البناء الى حد التطاول عليه .
كانت السيدة سيغريد صاحبة عقل نبيه بل ولعل البعض قالوا انها كانت صعبة المراس لم تراودها أية رغبة في أن تقوم بالسفر الشاق حتى سكارا لأن الربيع كان قد أقبل مبكرا كانت الطرق قد تحولت الى أوحال , وقد خشيت أن ترتج في داخل العربة فيما هي حامل لا شيء كان يخيفها على هذه الأرض أكثر من ولادة طفلها الثاني التي باتت وشيكة .
وكانت تعرف بالاضافة الى ذلك أن تكرس كاتدرائية يعني أن لا مفر من أن تظل واقفة لساعات طويلة وأن تجثو أحيانا الى الأرض رأسا لكي تصلي وهو ما كان في حالتها تلك هو العذاب عينه كانت السيدة سيغريد تعرف أكثر بكثر مما يعرفه معظم الأرستقراطيين وبنات الطبقة النبيلة اللواتي كن يحطن بها في ذلك الوقت .

بيانات الرواية




الاسم: الطريق الى القدس
المؤلف: يان غيو
الناشر: دار المنى
عدد الصفحات: 386
الحجم: 6 ميغا بايت


تحميل رواية : الطريق الى القدس


تعليقات